
أكد مصدر إسرائيلي أن اللقاء بين رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، جاء ضمن جهود تل أبيب لتحقيق أهدافها في مجال الطيران.
وذكر المصدر عقب الاجتماع المفاجئ الذي عقد في أوغندا، أن كيان العدو ينتظر من السودان فتح مجاله الجوي أمام شركات الطيران الإسرائيلية في المستقبل القريب.
وأشار اعلام العدو إلى أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا يعربون منذ وقت طويل عن تطلعهم إلى تحسين العلاقات مع السودان، نظرا لدور الخرطوم في المنطقة وموقعها الجغرافي.
ولفت اعلام العدو أن نتنياهو جعل من تطوير العلاقات مع الدول الإفريقية إحدى أهم أولويات نهجه الخارجي، ونجح العام الماضي في استئناف العلاقات مع تشاد.
وكان مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قد أكد لوسائل إعلام عبرية في يناير 2019 أن زيارة رئيس تشاد، إدريس ديبي، إلى القدس مهدت الطريق لتطبيع العلاقات مع الدول الإفريقية ذات الأغلبية المسلمة وخاصة السودان ومالي والنيجر.
وأفادت تقارير صحفية حينها بأن الحراك الدبلوماسي الإسرائيلي في إفريقيا يأتي بهدف إقامة مسار جديد للرحلات الجوية إلى أمريكا الجنوبية، موضحة أن استخدام أجواء الدول المعادية تقليديا لـ"إسرائيل"، وخاصة تشاد والسودان، سيتيح لتل أبيب تسيير رحلات أكثر مباشرة إلى هذه القارة.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسؤول عسكري سوداني قوله ان لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بأوغندا رتبت له الإمارات بعلم السعودية ومصر.
من جهته، نتنياهو اعلن على حسابه في "تويتر" أن اجتماعه مع البرهان توج بالاتفاق على إطلاق تعاون سيؤدي إلى تطبيع العلاقات.
الى ذلك، اكد مجلس الوزراء السوداني ان لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان برئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حصل من غير علم المجلس أو مشاورته وقال اننا اننتظر توضيحات من البرهان.
بدورها وزيرة الخارجية السودانية اعلنت أن لقاء البرهان مع نتانياهو جاء دون تنسيق وزارة الخارجية السودانية، مشيرة الى انه ليس لديها أي علم على الإطلاق بشأن هذا اللقاء.
نقيب الصحفيين السودانيين الصادق الرزيقي أكد أن الشعب السوداني سيُسقِط دعاة التطبيع مع "إسرائيل".
وفي المواقف، ادانت حركة الجهاد الإسلامي لقاء رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان مع نتنياهو مشيرة الى ان هذا الاجتماع لا يعبر أبداً عن الموقف الأصيل والمعروف للشعب السوداني المساند للقضية الفلسطينية.
حركة حماس استنكرت لقاء رئيس المجلس السيادي السوداني مع رئيس حكومة الاحتلال في أوغندا مشيرة الى ان هذه اللقاءات التطبيعية تشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه وعدوانه بحق شعبنا الفلسطيني وانتهاك حرمة المقدسات كما تشجع الاحتلال والإدارة الأميركية على استمرار إنكار حقوق شعبنا المشروعة.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ادانت بدورها لقاء البرهان ونتنياهو في أوغندا داعية الشعب السوداني وحركته الوطنية لإدانة هذا اللقاء والتصدي لأي خطوات تطبيعية تترتب عليه.
من جانبه، اعتبر الناطق الرسمي لانصارالله محمد عبد السلام أن بزعم حماية المقدسات يشارك رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني في العدوان على اليمن، ولا يجد حرجا أن يُسقط المقدسات من قاموسه بذهابه لنتنياهو طالما المصلحة السعودية وليس السودانية تقتضي ذلك، داعيا الشعب السوداني الإنتباه لانحراف ثورته، والعمل على تصويب المسار قبل أن تتحول بلاده إلى بؤرة للصهاينة وأذنابهم.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أجرى اتصالا هاتفيا برئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان شكره على زعامته في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بعد اجتماعه مع نتنياهو في أوغندا داعياً إياه الى زيارة واشنطن في وقت لاحق.