حمّلت فصائل فلسطينية الاحتلال الإسرائيلي إدارة مصلحة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير نور جابر البرغوثي من رام الله، بعد تقاعسها في إنقاذ حياته بعد تعرضه لإغمائه طويلة مساء أمس.
ولفت مكتب إعلام الأسرى إن حالةً من التوتر الشديد تسود كافة أقسام سجن النقب بعد استشهاد الأسير البرغوثي، وأصوات التكبير علت المكان.
وفي بيان لحركة حماس اشارت الى إن مصلحة السجون الإسرائيلية ترتكب مرة أخرى جريمة جديدة ضمن سياسة الإهمال الطبي الذي استهدفت اليوم الأسير الشهيد نور البرغوثي.
وذكر بيان الحركة أن تعمد الاحتلال الإهمال الطبي بحق الأسرى، يؤكد العقلية الإجرامية التي تحكم السلوك ما يسمى بمصلحة السجون، وانتهاكها لكل القوانين والأعراف الإنسانية.
وأكد أن استمرار الاحتلال في هذه سياسة الاهمال التي سقط فيها ٢٢٣ أسير، ناتج عجز المنظومة الدولية على معاقبته على هذه الجرائم المتلاحقة، وشعور قادة الاحتلال أنهم فوق القانون الدولي.
واشارت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها الى إن الاحتلال بتقاعسه عن إنقاذ حياة الأسير الشهيد وتأخره في تقديم العلاج اللازم له، ارتكب جريمة جديدة بحق الأسرى الفلسطينيين تضاف إلى سجل جرائمه المستمرة كجزء من سياسة الإهمال الطبي.
ودعت الجبهة المؤسسات الدولية لضرورة التدخل العاجل من أجل إنقاذ الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، الذي ينتهج سياسة الإعدام البطء بحقهم في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، مؤكدة على ضرورة توثيق كل جرائم الاحتلال وتقديم قادته إلى المحاكم الدولية بشكل عاجل.
من جهتها، لفتت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن الأسرى يواجهون بعزيمةٍ وثبات صلف الاحتلال الممارس ضدهم، ومخاطر انتشار وباء "كورونا" في مجتمع الكيان.
واكدت الحركة أن "أسرانا في خندق مواجهة متقدم دفاعاً عن القدس والقضية الوطنية الفلسطينية، ونحن معهم، ولن نتركهم وحدهم، وسنزيح الغمة عنهم بمشيئة الله:، مضيفة " إن صمت المجتمع الدولي وتراخيه أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، هو الذي شجع الاحتلال على الاستهتار بحياة الأسرى".
وفي السياق، دعت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين لردّ جماهيري وفصائلي ورسمي حاشد على هذه الجريمة الجديدة التي تضاف الى سجل جرائم الاحتلال "ولا يجب أن تمر هذه الجريمة مرور الكرام".
ودعا بيان الحركة لتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق لكشف ملابسات الجريمة الصهيونية وتقديم قادة العدو ومصلحة السجون الى المحكمة الجنائية الدولية.
وطالب البيان كافة المنظمات الدولية والمؤسسات الحقوقية ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالتدخل العاجل والفوري لإجبار الاحتلال على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجونه.
الى ذلك، حمل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، سلطات الاحتلال الإسرائيلية وإدارة سجونها المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير نور البرغوثي.
ولفت أبو بكر إن الأسير القابع في غرفة رقم 15 بقسم رقم 25، سقط مساء أمس في حمام الغرفة وفقد الوعي، وحاول أسرى الغرفة فتح الباب ولم يتمكنوا وقاموا باستدعاء الإدارة التي تعمدت التأخر لأكثر من نصف ساعة ولم تحضر إلا بعد حالة من الغضب قام بها أسرى القسم.
وشدد ابو بكر أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية تستغل كل الظروف الممكنة لتكون جزء من التنكيل بالأسرى وشكل من أشكال تعنيفهم وتعذيبهم وقتلهم، كالقتل الطبي، والتعذيب الجسدي والنفسي، واقتحام غرفهم والاعتداء بالضرب المبرح عليهم واطلاق الكلاب البولسية تجاههم، وغيرها من أساليب إجرامية، ومنها ما حصل مع الشهيد البرغوثي واستغلال عامل الوقت والساعات كوسيلة لقتله وعدم اسعافه في وقت مبكر.
وبينت الهيئة، أنه وباستشهاد نور البرغوثي يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 223 شهيداً منذ عام 1967.
من جانبه، لفت رئيس اللجنة القانونية بالمجلس التشريعي الفلسطيني محمد الغول إن الاحتلال يتصرف ككيان إرهابي يمارس الإرهاب المنظم على مستوى حكومته الارهابية، وقضائه الصوري العنصري الظالم، والكنيست الذي يسن قوانين عنصرية نازية منعدمة في مقاييس القانون الدولي، كل ذلك للتغطية على جرائمه المفضوحة لسلب حقوق الشعب الفلسطيني.
وأدان النائب الغول جرائم الاحتلال ضد الانسانية وحقوق الأسرى الفلسطينيين، وحمله المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه القوانين العنصرية، وناشد احرار العالم لانقاد أسرانا من إرهاب الاحتلال.
يذكر أن الأسير البرغوثي محكوم لمدة 8 أعوام منذ 2017 بتهمة مقاومة الاحتلال، وله شقيقين تحررا مؤخرا من سجون الاحتلال بعد قضائهما عامين وستة أعوام في الأسر، كما أن ابن عمه علي محكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة.