
قال نائب وزير الخارجية السوري "فيصل المقداد" في مقابلة خاصة مع وكالة يونيوز، إن رسالة سوريا إلى كل شعوب المنطقة العربية والإسلامية وإلى شعوب العالم المناضلة من اجل حقوقها هي ان يكون يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني يوماً من أجل تجديد الثقة بالنفس أولاً، وتجديد الثقة بالمقاومة ثانياً، وثالثاً تجديد الأمل لكل شعوب المنطقة ولشعوب العالم بأننا قادرون على الانتصار على محور العدوان.
وأضاف "المقداد" أن مما لا شك فيه أن أي سلام يقام يجب إن يكون سلاماً عادلاً يقوم على أسس من بينها استعادة الأراضي المحتلة وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من القدس والأراضي الفلسطينية والجولان وجنوب لبنان.
وأشار نائب وزير الخارجية السوري في اللقاء، إلى أن الذي اسقط خيار السلام هو الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك قام الاحتلال بدعم الإرهابيين في سوريا، مؤكداً أن سوريا في قلب محور المقاومة وستتابع نضالها وصمودها بدعم المحور.
وأضاف المقداد، أن محور العدوان التي تقوده الولايات المتحدة لدعم الاحتلال الإسرائيلي، هو الذي يقود المنطقة للهلاك وإلى استمرار الصدامات، بينما يعمل محور المقاومة على إعادة التوازن إلى المنطقة وعلى الحفاظ على حقوق شعوب المنطقة في مواجهة التوجهات الإسرائيلية التي تسعى لتوتير أجواء المنطقة.
وأشار "المقداد" إلى أن سوريا تقدر كل التقدير دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لسوريا في حربها على الإرهاب، مشيراً إلى أن الضغوط التي تتعرض لها إيران هي بسبب دعمها للقضية الفلسطينية العادلة ولتحرير القدس.
وأضاف المقداد، أن ما تقوم به الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بالتركيز على أن العدو الأساسي للعرب هي إيران بدلاً من إسرائيل إنما هي محاولة لقلب الحقائق ولتغيير الخارطة السياسية في المنطقة، مؤكداً صمود سوريا وإيران في مواجهة هذه التحديات.
واكد نائب وزير الخارجية السوري أن الاحتلال الإسرائيلي كان خلف العدوان الذي حدث على سوريا، وكان يدعم الإرهاب في كل أنحاء البلاد ويدعم كل من قام بمحاربة الدولة السورية.
وأوضح، أن محاربة الاحتلال الإسرائيلي لسوريا جاء بسبب أنها كانت ومازالت تعلن على الملأ أنها إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس، ولدعمها نضال الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية والعربية، مشيراً إلى أن سوريا ما زالت تدافع عن الحقوق العربية والإسلامية في المنتديات الدولية، ما دفع إسرائيل بدعم كل هذا التحرك ضد سوريا من أجل القضاء على تطلعات الشعب العربي والشعوب الإسلامية في إعادة الحقوق المغتصبة.
وأضاف المقداد، أن من الجوانب الهامة أيضاً لمحاربة سوريا هو أن الرئيس الأسد كان ومازال يعتبر ان القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للعرب والمسلمين لذلك كانت هذه الحرب على سوريا لإنهاء الدور السوري في المنطقة، وهذا مادفع الولايات المتحدة أيضا تقديم الدعم للمسلحين بمليارات الدولارات والامر ذاته ينطبق على الدول الغربية عبر تقديم الدعم بالسلاح والمعدات.
واستكمل بالقول، إن سوريا لا تجد غرابة في سماع بعض الأصوات النشاذ التي يمكن تطلق من هنا وهناك، وهم فئة مرتزقة تتعيش على ماتقدمه الدول الغربية للمسلحين لكي ينهوا سوريا عن دورها الطليعي في محاربة إسرائيل ومخططاتها.
و دعى "المقداد" إلى تعزيز الصمود لمواجهة المؤامرات في الدول العربية والإسلامية، معبراً عن آسفه من أن بعض الدول العربية تقوم بالدعاية للاحتلال الإسرائيلي ولم يعد يعنيها الدفاع عن القدس كأولى القبلتين وثاني الحرمين.
وأعتبر المقداد خلال المقابلة، أن نداءات التطبيع أصبحت تمر دون الإحساس وأن ما يتم الدعوة إليه امريكياً وإسرائيلياً وغربياً هو مصادرة الحقوق المشروعة للعرب والمسلمين والانقضاض على ما تبقى من الحقوق في الأراضي المقدسة.
وأكد نائب وزير الخارجية السوري، أن سوريا ضد كل انواع التطبيع وأن العرب والمسلمين يرفضون كل أشكال التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي، وأنه يجب تفعيل المناسبات بما في ذلك يوم القدس العالمي لكي يرتفع الصوت عالياً في البلدان العربية وفي المجتمع الدولي بأن القدس لن تكون إلا لأصحابها وأن إسرائيل جسم غريب عن هذه المنطقة.
واكد أن شعوب العالم المناضلة من أجل حريتها واستقلالها دعمت مبادرة قائد الثورة الإسلامية في ايران الامام الخميني بما يخص الاحتفال بيوم القدس العالمي، مشيراً إلى أن سوريا ودولاً كثيرة تحتفل بهذا اليوم من أجل الترسيخ في أذهان الشباب والعالم القضية العادلة للشعب الفلسطيني.
وتابع نائب وزير الخارجية السوري، أن القدس كمدينة سلام ومدينة تحوي تراثاً إسلامياً مسيحياً إنسانياً هائلاً، تحاول الصهيونية العالمية واسرائيل بدعم من الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة تغييبه بشكل كامل.
ونوه المقداد للمعاني النبيلة والشريفة التي أعلنها الإمام الخميني الراحل لتذكر من لم تنفع الذكرى به في كل عام بمثل هذه الأيام أن القدس هي قدس يجب الدفاع عنها، وعما تعنيه من تراث تاريخي للمسلمين في كل أنحاء العالم ولكل المؤمنين في القاضية العادلة لأن القدس ليست فقط تراثاً دينياً إسلامياً وإنما أيضا تراثاً دينياً مسيحياً لكل العرب ولكل المسلمين في كل العالم.
وأشار ، الى أن الاحتفال بمناسبة يوم القدس العالمي هذا العام يأتي والكل يعاني من وباء كورونا، وهذا الوباء لا يتعلق فقط بجائحة وإنما يتعلق بوباء أخلاقي أيضاً أنتشر في المنطقة من خلال قيام امريكا بدعم الكيان الإسرائيلي لضم القدس والضفة الغربية، حيث لم تبق أراضٍ لقيام الدولة الفلسطينية التي راهن البعض أنه يمكن إقامتها ليجد نفسه الآن بدون أرض وبدون دولة.
وأشار المقداد، إلى أن الثورة الإيرانية منذ بدايتها بقيادة الإمام الخميني، أتت تحت شعار لم تنحرف عنه ألا وهو دعم القضية الفلسطينية، مؤكداً أن النظام الإيراني السابق بقيادة الشاه كان داعماً للاحتلال الإسرائيلي بكل المعايير.
وتابع المقداد في حديثه، أن من الخطوات الأساسية التي أعلن عنها قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني الاحتفال بشكل خاص بيوم القدس في الأسبوع الأخير من كل شهر رمضان.