في زيارة هي الاولى من نوعها الرئيس دياب يجول على الحدود الشمالية الشرقية ويؤكد: من حق البقاع وكل المناطق أن تحصل على حقوقها في سياق الإنماء المتوازن
تاريخ النشر 14:26 29-05-2020 الكاتب: إذاعة النور البلد: محلي
30

توجّه رئيس مجلس الوزراء حسان دياب قبل ظهراليوم الجمعة إلى الهرمل، ومنها إلى نقطة البوابة في بلدة القصر، ثم برج حورتا في رأس بعلبك، إضافة إلى قيادة فوج الحدود البري الثاني في ثكنة الياس الخوري، في زيارة هي الأولى لرئيس حكومة إلى الحدود الشمالية الشرقية. ورافق الرئيس دياب في جولته مستشاره خضر طالب .

في زيارة هي الاولى من نوعها الرئيس دياب يجول على الحدود الشمالية الشرقية ويؤكد: من حق البقاع وكل المناطق أن تحصل على حقوقها في سياق الإنماء المتوازن
في زيارة هي الاولى من نوعها الرئيس دياب يجول على الحدود الشمالية الشرقية ويؤكد: من حق البقاع وكل المناطق أن تحصل على حقوقها في سياق الإنماء المتوازن

وفور وصوله الى الهرمل توجه الرئيس دياب اوّلًا إلى ناصرية الهرمل، حيث كان في استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزاف عون، خيث قاموا بجولة تفقدية عبر الآليات العسكرية، على طول نقطة البوابة واستمع الرئيس دياب إلى شرح تفصيلي عن المهمات التي يقوم بها الجيش لجهة التصدي لعمليات التهريب .

 

  • الرئيس دياب يصل الى الهرمل في زيارة هي الاولى من نوعها للحدود الشمالية الشرقية

 

لينتقل بعدها رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق إلى رأس بعلبك، ومنها إلى مركز حورتا الحدودي في جرود رأس بعلبك حيث كانت جولة استطلاع من برج المراقبة الذي استحدث بعد معركة فجر الجرود، والتي من خلالها وصل الجيش اللبناني للمرة الأولى بتاريخ لبنان إلى الحدود. وتخلل الجولة شرح تفصيلي عن الواقع الجغرافي للنقطة.

أخيرًا، توجّه رئيس الحكومة والوفد المرافق إلى ثكنة الياس الخوري في رأس بعلبك، حيث وضع إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للشهداء الذين سقطوا في معارك عرسال ورأس بعلبك .

  • الرئيس دياب يضع إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للشهداء

وفي كلمة له من امام النصب التذكاري لفت الرئيس دياب الى محاولات اغراق لبنان بالدماء قبل ست سنوات وخطف هذه المنطقة ورهنها في مشاريع سياسية تختبئ خلف مسمّيات دينية. حيث تعرّض الجيش اللبناني لعملية غدر، ودفع ضريبة كبيرة في محاولة لكسر هيبته واستباحة لبنان، بهدف نقل الحرب المدمّرة من سوريا إلى لبنان، إلا أن الجيش اللبناني، نجح سريعاً في استعادة المبادرة، وقطع الطريق على محاولات افتعال حروب طائفية ومذهبية في لبنان.

واشار الرئيس دياب ان جرح الجيش عميقاً، لكنه مع ذلك، تحمّل الألم الذي أصابه، ولملم جراحه، وانتظر ثلاث سنوات، ثم انقضّ في ذاك الفجر على الإجرام الذي استباح جرود لبنان وحاول تلويث نقائها الوطني.

وشدد الرئيس دياب ان "عملية الجيش لم تكن عملية ثأرية للشهداء الذين سقطوا غدراً أو في المواجهة، فكل واحد من هؤلاء منح الوطن وسام شهادته، ولم يبخل بحياته دفاعاً عن كل اللبنانيين، وإنما كانت عملية عسكرية محترفة، تترجم قراراً وطنياً جامعاً، باستئصال السرطان المتمدّد من خارج الحدود إلى أطراف الوطن، مؤكدا ان الجيش اللبناني لا يحتاج إلى شهادات في تلك العملية النوعية، فجر الجرود، ولا يحتاج إلى شهادات في الوطنية".

واشار رئيس مجلس الوزراء إن الجيش يشكّل عنوان أمل بتجذّر الانتماء الوطني، دون منّة، ولا حساب للتضحيات التي يقدّمها في سبيل تكريس الوحدة الوطنية، وحراسة السلم الأهلي وحماية الاستقرار الأمني، وفرض هيبة الدولة، مضيفا "الجيش هو نموذج حي عن تطلعات اللبنانيين بوطن يريدون العيش فيه بأمان واستقرار، خارج الاصطفافات الطائفية والمذهبية والسياسية".

وقال "إن اللبنانيين، في كل المناطق، يريدون تغييراً حقيقياً يؤمّن لهم الانتقال من دولة الطوائف والمذاهب، إلى الدولة الواحدة. يريدون تغييراً واقعياً يحقّق لهم الفصل بين الارتباط السياسي والارتباط بالدولة، وإلغاء الارتهان السياسي كوسيط بين المواطن والدولة.

هذه المناطق تعيش حرماناً مزمناً. لم تقدّم السلطة لهذه المناطق إلا رذاذاً موسمياً من المشاريع التي لا تغني ولا تسمن من جوع"، مؤكدا ان من حق البقاع، وكل المناطق، أن تحصل على حقوقها في سياق الإنماء المتوازن الذي نصّ عليه دستور الطائف. لكن الواقع أن الإنماء المتوازن بقي شعراً تتغنّى به السلطة السياسية لعله يهدئ من ثورة غضب الناس، لكن للأسف، الدولة اليوم منهكة. لا تملك القدرة على تعويض المناطق ما أصابها من الحرمان المزمن من زمن الإنماء المتوازن.

ويقيناً، لو أن السلطة كانت تملك حداً أدنى من الرؤية الاقتصادية، لكانت أعطت المناطق حاجتها من الإنماء، ولكان هذا الإنماء هو الأرضية الصلبة التي يمكن الإنطلاق منها اليوم لمعالجة الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

لذلك، فإن الحكومة وضعت اليوم خطة للنهوض الاقتصادي والتعافي المالي، وتقوم على مبدأ إحداث تغيير حقيقي في نمط الاقتصاد، عبر منح المناطق فرصة الحصول على التنمية من خلال خلق وظيفة اقتصادية تساهم في تعافي الاقتصاد الوطني، وتؤمّن تنمية ذاتية بخلق مؤسسات توفّر فرص عمل للشباب في هذه المناطق.

واكد الرئيس دياب ان هذه الجرود اليوم تحتاج إلى سواعد اللبنانيين لضخ الحيوية فيها، كما احتاجت قبل سنوات إلى سواعد أبطال الجيش اللبناني لتحريرها من المجرمين وشذّاذ الآفاق، مضيفا "هذه الجرود هي تعبير عن الشموخ، وليست رمزاً للتهريب عبر المعابر غير الشرعية. لذلك، فإننا سنتابع الجهود، من أجل وقف اقتصاد التهريب عبر إقفال هذه المعابر التي تتسبب بأضرار كبيرة للدولة، وتستفيد منها حفنة من المهربين، وستبقى جرود لبنان عصية على الانكسار والاحتلال والتآمر، بحماية هذا الجيش الذي نستمد من عزيمته وتضحياته وحكمة قيادته، قوة لمواجهة التحديات الكبيرة والكثيرة".

وفي الختام وقع الرئيس دياب على السجل الذهبي لفوج الحدود البري الثاني. ثم قدم قائد الفوج العميد الركن نبيل عبدالله، دروعًا تذكارية لكل من الرئيس دياب، ووزيرة الدفاع وقائد الجيش.