
حَضر الملفُ الأمنيُّ على طاولة اللقاء الوطني في قصر بعبدا أمس، مترابِطاً مع ملفات أخرى تتعلّق بالقضايا السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية،
على اعتبارِ أن مصير الأمن في البلاد، ينعكسُ على ما سواه من مصائر أخرى، مهما تعدَّدت اختلافاتها وتشعّبت أسماؤها.. واذا كان البعض غاب بالأمسِ عن اللقاء الوطني الذي من المفترض أن يشمل جميع الأقطاب في البلاد، فإن الواجب الوطني يقتضي عدمَ تغيُّب الشخصيات والقوى التي تبوّأت مناصب في الدولة، أو تُمارِس العمل السياسيَّ، عن تحمّل المسؤولية، أو التهرب من الواقع المأزوم الذي وصل إلى هذه المرحلة بفعل السياسات الفاسدة على مدى عدد من الحكومات المتعاقبة. وفي النتيجة وقع المواطن اللبنانيُّ ضحية اولئك الذين ملأوا خزائنهم على حساب إفراغ خزينة الدولة وجيوب الناس، وفريسة من نَهب ملياراتِ الدولارات وينادي بالعّفة الوطنية، من دون أن يرعويَ من تصويبِ سهام انتقاداتِه على الآخرين.
القضايا الأمنية وارتباطها بالأمور السياسية والاقتصادية والمالية حضرت في اللقاء الوطني أمس في قصر بعبدا، حيث أكد المجتمعون ضرورة وقف جميع الحملات التحريضيّة التي من شأنها إثارة الفتنة وزعزعة الإستقرار الأمني الداخلي. وأكد البيان الختامي للقّاء الوطني ضرورة الاستقرار الأمني لما له من انعكاس على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي والنقدي، مشدداً على أن التصدي للفتنة مسؤولية جماعية.
نقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر مطلعة على أجواء قصر بعبدا قولها إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نجح في فتح أبواب الحوار حول كثير من الملفات السياسية والاقتصادية والوطنية، مشيرة إلى أن جرى التأكيد على الثوابت الوطنية في بنود البيان الختامي والتي لا يختلف حولها المشاركون والمقاطعون في آن.
وفي إطار التصويب على اللقاء الوطني، نقل زوار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أمس عنه قوله عبر صحيفة "الجمهورية" إنّ لقاء قصر بعبدا هو "لقاء السيلفي"، وفق تعبيره، مشيراً إلى أنّ الحاضرين الذين هم في معظمهم من لون واحد كانوا يتحاورون مع أنفسهم. وقال الحريري بحسب الزوار إنه لم يعد وارداً لديه تقديم أي تنازلات من جديد أو العودة إلى أي تسوية ومُسايرة مع العهد، لافتاً إلى أنّ تيار "المستقبل" دفع أثماناً باهظة لإنجاح التسوية في السابق من أجل المصلحة الوطنية العليا إلّا أننا اصطدمنا في نهاية المطاف بالحائط المسدود.