
أكد وزير الصناعة الدكتور عماد حب الله أن خيار التوجه شرقاً لم ينتهِ وسائرون به حتى النهاية"، وقال: "نحن لا نستبدل الشرق بالغرب، وسنقوم بما هو أفضل لمصلحة اللبنانيين".
وفي حديث لإذاعة النور، ضمن برنامج "السياسة اليوم"، لفت الوزير حب الله إلى أن زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى الكويت كانت إيجابية ووُعدنا بدعمٍ ما زلنا ننتظر تحديد نوعيته وتوقيته.
وأضاف: "توقُعنا كبير من أشقائنا العرب، بدون استثناء، والمباحثات معهم عنوانها الدعم المتبادل، وفي النهاية على اللبنانيين أن يعتمدوا على أنفسهم"، مشيراً إلى إمكانية اختتام مباحثات التعاون مع العراق بزيارة لرئيس الحكومة حسان دياب.
وتوجه الوزير حب الله بالشكر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسعادة سفيرها لتقديم الدعم، ولفت إلى أن البحث جارٍ الآن ضمن الحكومة ومع رئيسها في الخطوات التي يمكن اتخاذها حيال عروض الدعم الإيراني دون أن تكون سبباً في فرض مزيدٍ من محاولات العزل الأميركية.
ورأى الوزير حب الله أن العرض الذي قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية للبنان عظيم لأننا نعاني من أزمة الدولار والتبادل التجاري، و"الحكومة لم تطنش عن ذلك".
وأشار إلى أن الدولة الصينية أبدت أيضاً عبر سفيرها استعدادها للتعاون التام مع لبنان، وهناك العديد من العروض الصينية التي أُرسلت إلى رئيس الحكومة ووزارتي الأشغال والطاقة، وقال: "لدينا يوم الأربعاء موعد هام في وزارة الأشغال مع السفير الصيني"، مضيفاً: "نحن في مرحلة تثبيت خياراتنا والبحث في خيارات أخرى، والخيار الصيني مُربح للبنان وجدّي".
ورأى الوزير حب الله أن الشعب اللبناني يمتلك روح المقاومة وتتبلور أمامه الإمكانيات والخيارات وهو يُبدع تحت الضغوطات، مؤكداً أن الجوع لن يحصل ومحاولات التجويع لن تنجح، لا سيما أن الولايات المتحدة الاميركية تحاول تجويع الشعب اللبناني وتفرض حصاراً اقتصادياً على لبنان بالتعاون مع منظومة محلية نهبت الدولة وأفقرت الشعب اللبناني وسحبت الودائع من المصارف.
وأكد الوزير حب الله أن التغيير الحكومي هو قرار لبناني وليس من الخارج، لافتاً إلى أن الإدارة الاميركية تضغط على عدد من الدول الشقيقة لفرض أجندات سياسية على لبنان تصب في مصلحة العدو "الإسرائيلي"، داعياً اللبنانيين إلى التكاتف وتوحيد المواقف للنهوض بالبلد.
وشدد وزير الصناعة على أن الاتجاه من الريع إلى الإنتاج هو الخيار الأوحد حالياً، غير أن السياسات الماضية المتبعة كانت تعتمد على الريع والمال وعدم الإنتاج، لافتاً إلى أن ما أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يشكل أساس الانطلاق من الريع إلى الانتاج.
وأشار حب الله إلى المضي في خيار صندوق النقد الدولي طالما أنه لا يلزمنا بأي قرار يمس بالسيادة، مشيراً إلى أن ثمة تحسن في العلاقة بين الوفد اللبناني ووفد الصندوق، وهناك إيجابية في التعاطي.
وقال: "صندوق النقد الدولي مصر على أن أرقامنا صحيحة ونحن أيضاً مصرّون على صحتها وماضون في الخطة التي أقرّتها الحكومة". وأضاف: "لا أؤمن بخيار التوافق على الأرقام، هناك أرقام صحيحة وأرقام خطأ، وأرقام الحكومة هي الصحيحة".
من جهة ثانية، رأى الوزير حب الله أن تحديد سقف الدولار من مسؤولية اللبنانيين عبر تشجيع المنتج اللبناني وتخفيف الطلب على الدولار، رغم وجود مضاربات ممنهجة، داعياً المواطنين إلى عدم تلقف الأخبار الكاذبة والملفقة عن أسعار الدولار على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال وزير الصناعة: "منطلقون من واقع صناعي مأزوم جداً غير أن بوادر الانفراج بدأت وهي تحتاج إلى وقت"، لافتاً إلى أن نسبة التصدير ارتفعت وأن هناك تحسّناً في الحركة الصناعية وفي مجال الاستثمار، وأضاف في الإطار نفسه: "سنطلق نهاية الشهر جملة تحفيزات نأمل في أن تواكب التحوّل إلى دولة منتجة".