وخلال كلمته في الليلة الثالثة من المجلس العاشورائي المركزي، شدد السيد حسن نصرالله على أن "الإسلام كرّس لدينا المسؤولية تجاه الإنسان الآخر ضمن البلد أو الشعب أو الأمة أو حتى البشرية في الكرة الأرضية"، و"تجاه الناس في موضوع الجوع والمرض والأزمات" وأضاف أن "الواجب أن ندافع عن ناسنا وشعبنا وقرانا في حال الاعتداء عليهم، أو في حال تعرضت بنت جبيل أو مرجعيون مثلاً للاحتلال فهو واجب علينا التصدي للاعتداء"، ليخلص إلى أن "المسؤولية تجاه الآخرين هي واجب".

وأسف الأمين العام لحزب الله أن أعرافاً تكرست في لبنان "إذا أحد تدخل أحد من منطقة في منطقة اخرى، وعدم تدخل منطقة لبنانية في منطقة لبنانية اخرى"، وجزم بأن "الحدود الجغرافية لا تُسقط المسؤوليات، نعم هي تقيدها، ولكن الحدود الجغرافية صنعتها السياسة"، وأضاف متسائلاً: "إذا هذا البلد فيه كورونا وقادر على تقديم مساعدة أو فيه مجاعة وقادر على تقديم المساعدة، ألا نساعده لأنه بلد آخر؟" 

وأشار السيد حسن نصرالله إلى أن "الولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الدول العربية تدخلت في الشؤون الداخلية للمنطقة، بل أسوأ من ذلك يقوم بحروب مثل الحرب على اليمن منذ سنوات، ويعلمون على تشغيل القاعدة وداعش معهم، وحين تدين الحصار والحرب على اليمن، تعتبر تتدخل في شؤون الإقليم، وانت ترتكب عمل لا يجوز، وهو يقوم بطحن عظام الأطفال لكن نحن يمنع علينا أن نتحدث في مأساتهم أو ما يعانون".

وذكَّر الأمين العام لحزب الله بأن ممثلي الدول الخارجية "يأتون إلى لبنان، ويتدخلون في شؤون لبنان، ويأتون إلى العراق ويجلبوا جيوشهم وقواتهم"، متسائلاً: "نحن ممنوع ان نساعد الشعب العراقي؟ أليست أميركا مطالبة بأن لا تتدخل في شؤون الدول؟ أميركا وغيرها تستطيع أن تشن حروباً وتسحق عظام الأطفال في اليمن؟ وأنت لا تستطيع أن تتكلم كلمة تدين العدوان؟ يطالبون حزب الله بعدم التدخل في الاقليم فيما كل هذه الدول تتدخل بلبنان بأموالها ومخابراتها؟".

وخاطب السيد حسن نصرالله الولايات المتحدة والدول الغربية قائلاً: "لماذا يحق لكم جميعاً أن تتدخلوا في شؤون الدول وإلحاق الظلم؟ ولا يحق لنا أو لغيرنا تقديم المساعدة لهذه الشعوب والدول المعتدى عليها والمسحوقة عظام أطفالها؟"، وأضاف أن "في حادثة انفجار المرفأ وأي عدوان إسرائيلي، ألم يكن الشعب اللبناني يفترض أن المجتمع الدولي عليه أن يساعدنا؟ لكن لماذا البعض لا يقبل المساعدة من شعبه؟"،وأضاف أن "هناك الكثير من الجبهات في العالم لسنا مسؤولين أن نكون موجودين فيها بسبب عدم قدرتنا على ذلك".  

ورأى الأمين العام لحزب الله أن "من لا نستطيع أن نساعده بالمال أضعف الإيمان أن نتألم لألمه أو أن ندعو له ونرفع الصوت ونطالب بحقوقه"، وأضاف أن "عندما نريد أن نطلب المساعدة من الجمهورية الاسلامية في إيران علينا أن نطالبها ضمن إمكانياتها وهكذا نطلب من كل مجموعة"، وخلص إلى أن "عندما تدعم الشعب الفلسطيني أليست هذا مصلحة وطنية للبنان وعندما تذهب إلى سوريا أليست هذه مصلحة وطنية كبرى للبنان؟

وفي الختام، قدم تعازيه برحيل العالم آية الله الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام السابق للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الذي لم يكل ولم يمل ولم يتعب عن مواصلة جهوده على الرغم من مرضه الشديد في أيامه الأخيرة.