
على خطى الإمارات سار النظام في البحرين بالأمس، بعد الإعلان رسمياً عن توقيع اتفاقٍ لتطبيع العلاقات مع كيان العدو "الإسرائيلي"، ما يشكل طعنة غدر أخرى في قلب القضية الفلسطينية،
ليتأكد يوماً بعد آخر أن ما كان يُعمل لإخفائه لسنوات بدأ يظهر إلى العلن كما يظهر مدى انصياع بعض الأنظمة العربية للولايات المتحدة الاميركية التي وصفت الإعلان بالاختراق التاريخي الجديد.
انضمام البحرين إلى ركب المطبعين أعلنه أمس الرئيس الأميركي دونالد عبر "تويتر"، قائلاً: "اختراق تاريخي جديد اليوم، إنّ صديقينا الكبيرين إسرائيل والبحرين توصلا إلى اتفاق سلام".
من جهته، قال صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر لوكالة "رويترز" إن اتفاق "إسرائيل" والبحرين سيشمل فتح سفارتين.
مستشار الملك البحريني للشؤون الدبلوماسية ووزير الخارجية السابق خالد آل خليفة حاول تبرير اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني بأنه مصلحة لأمن المنطقة واستقرارها وازدهارها، بحسب قول المسؤول البحريني .
أما وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد، فقد أشار إلى أن إعلان ما أسماه "السلام" بين البحرين و"إسرائيل" يحقق أهداف ما وصفها بـ"مبادرة السلام العربية"، كما رحب مجلسا الشورى والنواب البحرينيان باتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وفي أول رد فعل على إعلان ترامب اتفاق التطبيع بين البحرين والعدو الصهيوني، نددت منظمة التحرير الفلسطينية بالقرار واصفة إياه بالخيانة للقضية الفلسطينية.
هذا واستدعى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس السفير البحريني في البحرين عقب موافقة الأخيرة على توقيع "اتفاقية سلام" مع الكيان الصهيوني.
"حركة الجهاد الإسلامي" نددت بالاتفاق، وقال مسؤول مكتب الإعلام في الحركة داوود شهاب إن الاتفاق يعكس الوصاية الأميركية على البحرين، حيث يأتمر ملكها وحكومته بتعليمات الولايات المتحدة، واصفاً الاتفاق بالسقوط السياسي الجديد.
من جهته، استنكر رئيس الدائرة الإعلامية لحركة "حماس" في منطقة الخارج رأفت مرة في تصريح صحفي هذه الاتفاقيات التي ستكون فقط في خدمة الاحتلال "الإسرائيلي" وسياساته العدوانية. وأكد مرة أن هذه الاتفاقيات تضر بالقضية الفلسطينية وبالمقدسات وأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل حتى التحرير والعودة.
كما دانت لجان المقاومة في فلسطين إعلان البحرين تطبيعها للعلاقات مع الكيان الصهيوني، معتبرةً أنه تنافس على خيانة القضية الفلسطينية وتضحيات وتاريخ الأمة، مشددةً على أن هذه الخيانة الجديدة لن تغير حقيقة الاحتلال.
وأكدت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" أن الاتفاق البحريني "الإسرائيلي" خيانة للقضية الفلسطينية، وهو جاء بعد أيام من إسقاط المشروع الفلسطيني في الجامعة العربية، مشيرة إلى أن "الأمر لم يكن مستغرباً خاصة أن البحرين هي حاضنة الشق الاقتصادي من صفقة ترامب - نتنياهو".
وفيما سارعت الإمارات إلى تهنئة البحرين، امتدح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتفاق التطبيع واعتبره خطوة لإرساء السلام والاستقرار ولتحقيق تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية، حسب قوله.
في المقابل، أكد مساعد رئيس البرلمان الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن تسوية نظام البحرين مع نظام "إسرائيل" المزيّف خيانة كبرى للقضية الإسلامية والشعب الفلسطيني في تحرير القدس الشريف، مشدداً على أنه لا ينبغي للحكام المتهوّرين في الإمارات والبحرين أن يمهدوا الطريق للمخططات الصهيونية في المنطقة، وعليهم التفكير بالأيام الصعبة التي تنتظرهما، لافتاً إلى أنه على البحرين والإمارات معرفة أن حبل النجاة الأميركي في المنطقة متآكل منذ سنوات.
كما أكدت حركة "أنصار الله" في اليمن أن الأنظمة المهرولة نحو التطبيع "لا تمثل شعوبنا وستدفع ثمن الخيانة بكلفة باهظة"، مشيرة في بيان إلى أن "القضية الفلسطينية اليوم هي أكثر تخففاً من عبء أنظمة طالما ظلت توجه طعنات الغدر سراً وهي اليوم تنشرها علناً".