ولكن عملية تأليفها تبدو معقدة لجملة عوامل، منها الداخلي ومنها الخارجي، والهدف واحد، إستهداف فريق الأغلبية النيابية، وذلك من خلال تزامن عملية التشكيل مع العقوبات الأميركية وفق الصحافي والمحلل السياسي سالم زهران، الذي لفت في حديث لإذاعتنا إلى أن الأميركي يريد حكومة ولكن على قواعد ثلاث اولها تغييب حزب الله عن الحكومة المقبلة، ثانيها تغييب حلفاء حزب الله عن الوزارات المؤثرة فيها منها المالية والاشغال، وثالثها ان تكون هذه الحكومة بلا طعم ولا لون في الملفات السياسية لا سيما في البيان الوزاري الذي سيتناول المقاومة والحدود البحرية مع العدو الصهيوني.

إضافة إلى العامل الخارجي يبرز عامل آخر هو نادي رؤساء الحكومات السابقين الذي يعتمد الاستقواء بحسب توصيف زهران لإعادة إحياء الروح لمشروعه السياسي، مؤكدا ان الرئيس المكلف مصطفى اديب تم تحميله تشكيلة وزارية، يكون لكل رئيس حكومة سابق فيها ودائع، وبذلك يستقوي نادي رؤساء الحكومات السابقين بالعقوبات الاميركية والمبادرة الفرنسية ويستغل الأزمة الاقتصادية لتمرير حكومة لم يستطع لا السنيورة تمريرها عام 2007، ولا الحريري عقب 17 تشرين العام المنصرم .

لوحظ خلال عملية تأليف هذه الحكومة أن هناك رئيساً مكلفاً ولكن هناك رؤساء في الظل يعملون على فرض شروطهم في تشكيلها، في طريقة تؤدي إلى ضرب الأعراف والتقاليد في عمليات التشكيل، والهدف من وجهة نظر زهران هو الانقلاب على نتائج الانتخابات الأخيرة، مضيفا " لم يستطيعوا جمع الخصوم في كتلة واحدة في ظل التباين بين جعجع والحريري وجنبلاط، وكذلك لم تنجح محاولاتهم لانشقاق التيار الوطني الحر عن حزب الله وحركة امل".

واكد زهران ان ما يجري في تشكيل الحكومة حاليا لم يجر في لبنان منذ العام 1992 ولا في اي بلد في العالم حتى في فرنسا نفسها، حيث يقوم رئيس حكومة مكلف تشكيل حكومة من الاقلية النيابية لا الاكثرية النيابية التي اعطته جواز السفر الى السراي الحكومي".

هي جملة عوامل تؤدي إلى عرقلة عملية التأليف، ولا يغيب الخارج عنها في مسعى منه إلى فرض شروط غاب عنه أنها لا يمكن أن تمر.

 وفي وقت تسعى معظم الأفرقاء إلى إنجاح المبادرة الفرنسية، يحاول فريق سياسي ضرب الأعراف في عملية التشكيل بهدف التفرد في القرار.