مرعي في لقاء مع اعلاميين تربويين: استبعاد خيار التعليم من بعد مستغرب فلنعمل جديا لاعتباره من خيارات الضرورة
تاريخ النشر 16:41 08-10-2020 الكاتب: اذاعة النور المصدر: اذاعة النور البلد: محلي
49

عقد المسؤول عن التعبئة التربوية في "حزب الله" يوسف مرعي لقاء مع اعلاميين تربويين في مؤسسات اعلامية، جرى خلاله عرض للاوضاع التربوية ومستلزمات المرحلة مع اقتراب انطلاق السنة الدراسية وفي ظل الارتفاع المخيف للاصابات بوباء كورونا.

مرعي في لقاء مع اعلاميين تربويين: استبعاد خيار التعليم من بعد مستغرب فلنعمل جديا لاعتباره من خيارات الضرورة
مرعي في لقاء مع اعلاميين تربويين: استبعاد خيار التعليم من بعد مستغرب فلنعمل جديا لاعتباره من خيارات الضرورة

واطلع مرعي الاعلاميين على "بعض مجريات الظروف التي تحيط بالعملية التربوية". وكانت مناسبة طرح خلالها الاعلاميون الافكار والاسئلة التي تواجههم في عملهم.

وردا على سؤال، قال: "سيكون اللبنانيون وابناؤهم بعد ايام قليلة على موعد مع بدء السنة الدراسية، حضوريا، الى حد كبير، في ظل اجتياح جائحة كورونا، وقرارات الوزارات باقفال متدرج للمناطق، وهذا يجعلنا معرضين لاوضاع لا تقل عما اصابت بلدانا اوروبية كثيرة، ومؤشرات ذلك لا تعد ولا تحصى، فمعاناة القطاع الصحي بمختلف عناصره تظهرها صرخاتهم. فالمستشفيات تئن باكتظاظ الاصابات وندرة الاسرة وحال الجهازين الطبي والتمريضي ينبئ عنه عديد ما اصابهم من هذا الوباء الغادر، اما العلاج الشافي فلا يزال في ظهر الغيب".

واضاف: "كان امام الوزارة فرصة الافادة من مجريات العام الدراسي الماضي في ظل ظروف كورونا لتحديد التحديات والحاجات واعتبارها مدخلات لخطة هذا العام، كما انه كان لديها المتسع من الوقت لبناء خطة وفق مجموعة خيارات بدءا من الحضوري الى المدمج الى التعليم من بعد وفي مستويات مختلفة، مع الاشارة الى ان ظروف العام الماضي على المستوى الصحي كانت افضل بكثير من العام الحالي وقد اتخذت الوزارة قرارا بالاقفال واعتماد التعليم من بعد".

وتابع: "ان السمة العامة لاداء الوزارة لم تكن في مستوى الطموح، او ربما كانت الاهداف المساعدة تتقدم الاهداف البنائية، اما لجهة القرارات فان المسؤولين فيها لم يكلفوا انفسهم عناء البحث في خيارات اخرى غير "المدمج" المقنع، اي الحضوري، وحتى هذا القرار لم يكن يلقى السعي االكافي الى تنفيذه وتوفير مستلزماته بحيث يصبح آمنا ولا يغرق البلاد صحيا اكثر مما هي فيه".

وقال: "لقد صرنا على بعد ايام قليلة من البدء الحضوري للطلاب، واننا في هذا الاطار نؤكد:
ـ ان معالجتنا لهذا الواقع تنطلق من موقع الحرص على صحة اللبنانيين عموما، واولادنا خصوصا فهم الجيل المفترض به حفظ امانة انجازات شعبنا الأبي المضحي في سبيل بقاء وطنه، النموذج، سيدا وحرا وعزيزا في وجه العدوين الصهيوني والتكفيري والبناء عليها، رغم كيد الاعداء وسعيهم لعرقلة مساعيهم النبيلة.

ـ اننا نؤكد ان عهدنا في الوزارة كان دأبها القيام بدورها والسعي الى التخطيط لتوفير عام دراسي آمن لاولادنا، وهو ما لم يلحظه المهتمون بالشأن التربوي، لذا انصرف هؤلاء الى بذل الجهود لتحقيق ذلك وكنا ممن بذلوا مثل هذه الجهود وقد تمكنت مؤسساتنا التربوية، وبامكاناتها المتواضعة من تحقيق نجاحات وانجازات، ستكون في خدمة من اراد من التربويين كما عودنا اللبنانيين في مجالات اخرى.

ـ ان المستغرب هو استبعاد الوزارة للخيارات الاخرى ومنها التعليم من بعد وعدم تكليف عنائها مجرد ذكره او جعله بين خيارات اخرى، وان كانت السنة الدراسية ستبدأ وفق "المدمج"، فاننا نؤكد ان ذلك يجب ألا يمنع المسؤولين في الوزارة من البحث الجدي في هذا الخيار، كخيار ضرورة، تفرضه التطورات الصحية وهي ماثلة في فصلي الخريف والشتاء. ونحن بازاء ذلك لا نملك ترف الوقت للشروع في تحديد الحاجات اللازمة لذلك.

- ان سعي وزارة التربية وجهودها وجهازها الاداري في سبيل توفير سنة دراسية مريح للطلاب هو امر مشكور، ولا يمكن أحدا ان يصادره او ينكره، والقوى الحية في المجتمع تقف الى جانب أهلها والعاملين في سبيل مصلحتهم، وهي ما تركتهم ولن تتركهم".

واقترح "تأليف لجنة وزارية تضم، الى وزارة التربية، وزراء الصحة والطاقة والاتصالات والمال والاقتصاد والتجارة والداخلية، للبحث في سبل تذليل العقبات ووضع الحلول للآني من الصعوبات وتوفير كل مستلزمات العملية التربوية والصحية الآمنة في هذه المرحلة".

ودعا الى "اجراء تعديلات على القوانين الناظمة للتعليم تجعل التعليم من بعد قانونيا، على ان تتخذ هذه التعديلات صفة الاستثناء تماشيا مع مرحلة كورونا".

ودعا ايضا الى "اعتماد قرار استثنائي يواكب المرحلة باعفاء طلاب المرحلة الثانوية من رسوم تسجيلهم وكذلك الجامعية ان امكن".

واشار الى ان "التجربة بينت ان اللبنانيين اوفياء ولن يبخلوا عن تقديم يد العون الى من يشاركونهم وطنهم، ومن هنا تأتي الدعوة الى انشاء صندوق دعم وطني يخصص للطلاب المقصرين والعاجزين عن سداد اقساطهم وتوفير مستلزماتهم المدرسية".

وجدد شكره لرئاسة مجلس النواب ولكتلة "الوفاء للمقاومة"، على "مبادرتها باقتراح ما سمي الدولار الطالبي، وهو شكر موصول لكل النواب والقوى التي ساهمت في ايصاله الى ان يصبح قانونا. ومع ذلك لا بد من التنبيه لبعض ما يسرب عن عدم وضع هذا القانون موضع التنفيذ ومصادرة جهود مجلس النواب".

واستغرب "قلة الاهتمام بالتعليم المهني، على رغم انه قطاع لا يقل اهمية عن سواه تربويا واجتماعيا وحياتيا، فهو ليس ترفا ولا حرفا ناقصا، بل هو حاجة وله من الامكنة المتصدرة في النظم التربوية الحديثة، لذا لا بد من اعادة النظر في هذا الموقف ليأخذ حقه الرسمي بين اقرانه".

وشكر "المؤسسات التربوية والمدارس الخاصة التي تعاونت وتعاملت بمسؤولية مع اساتذتها وطلابها وتحملت وزرا معهم ولا تزال تسعى الى تقديم الصورة المشرقة والمساهمة الفاعلة في بناء اجيال المجتمع الرسالي غير المستهلك، وتقديم نموذج متعاون مساهم ومشارك في جهوده لمؤسسات ومدارس ليست له القدرة نفسها للعبور من هذه المرحلة الى الغد الافضل".