
لم تأتِ نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا مفاجئة لأحد،
فرئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري كان المرشح الوحيد وبالتالي فإن حصوله على التكليف لتأليف الحكومة الجديدة كان متوقعاً، لذا وبعد لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لسائر الكتل النيابية والنواب المستقلين، فإن حصيلة الاستشارات الملزمة لخصها مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير تالياً بيان التكليف، لافتا ان الاصوات المؤيدة لتكليف الحريري بلغت 65 صوتًا، وامتناع 53 صوتًا عن التسمية.
كتل عدة كانت أعلنت موقفها من عدم تسمية الحريري أبرزها كتلة الوفاء للمقاومة التي تحدث باسمها رئيسها النائب محمد رعد، قائلا": "نحن لن نتعب ولن نمل ولن نيأس ولأننا نرى أن التفاهم الوطني هو الممر الالزامي لحفظ لبنان وحماية سيادته ومصالحه، ونعتقد بأن آفاق هذا التفاهم ينبغي أن لا تقفل".
وأضاف رعد "بناء على ذلك لم تسم كتلة الوفاء للمقاومة أحدا اليوم لرئاسة الحكومة علّنا نسهم في إبقاء مناخ إيجابي يوسّع سبل التفاهم المطلوب".
تكتل لبنان القوي برئاسة جبران باسيل كان موقفه واضحاً مسبقاً لناحية رفض تسمية الحريري، لافتا في كلمة له بعيد لقائه الرئيس عون
شاركنا كتكتل دستوريا وميثاقيا في الاستشارات تلبية لدعوة الرئيس"، مضيفا أن "موقف التيار معروف لأنه مع حكومة إصلاح من اختصاصيين برئيسها ووزرائها وجو المبادرة الفرنسية كذلك".
ولفت باسيل الى أن " الظروف افضت إلى أن يكون في الاستشارات مرشح واحد غير اختصاصي بل سياسي بامتياز، لذلك قررنا ألا نسمي أحدا وألا نسميه"، مشيرا إلى أن "موقفنا سياسي بحت وليس شخصيا، وهو نابع من اعتماد معايير واحدة في تأليف أي حكومة".
النائب الوليد سكرية تحدث باسم اللقاء التشاوري عن الامتناع عن التسمية، فقال:" الكتلة امتنعت عن تسمية أحد"، مضيفا إننا "سنحكم على الأفكار والمشاريع والأعمال ونتمنى للحريري التوفيق في مهمته ونأمل أن يكون الرقم وازنا".
موقف القوات اللبنانية ممثلةً بكتلة "الجمهورية القوية" عبّر عنه النائب جورج عدوان، فلفت الى ان الكتلة لن تسمي أحدا لتأليف الحكومة.
أما بالنسبة للكتل التي سمت الحريري، فأبرزها بطبيعة الحال كتلة "المستقبل" وتحدث عنها النائب سمير الجسر، لافتا الى ان الكتلة تسمي الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة ، متمنيا أن لا تطول فترة التشكيل.
كتلة التنمية والتحرير برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري كانت أعلنت موافقتها تسمية الحريري وتلا موقفها النائب أنور الخليل، موضحا ان الكتلة تسمي "الرئيس الحريري لتأليف حكومة انقاذ في أسرع وقت، من أولوياتها تنفيذ البنود الإصلاحية التي نصت عليها المبادرة الفرنسية".
موقف كتلة التكتل الوطني لم يكن مختلفا، وعبّر عنه طوني فرنجية، مؤكدا ضرورة الاسراع في الاستشارات والتكليف والتأليف في هذا الظرف الصعب، معلنا عن تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وطالب "بحكومة ترفع الظلم عن اللبنانيين وتبحث عن مستقبل الشباب وآمالهم التي تتلاشى يومياً".
وتمنى فرنجية أن "تكون هذه الحكومة بعيدة عن المناكفات فتنهمك بالشروع في تطبيق الحلول"، مشيرا إلى أن "الأهم هو ما بعد التأليف ومسار هذه الحكومة".
الموقف المفاجئ كان للكتلة القومية الاجتماعية برئاسة أسعد حردان الذي اعلن عن تسمية الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة، وقال: "كررنا قلقنا على مصير البلد على المستويات كافة.. شبعنا من توصيف الوجع ونريد حلولا.. إن البلد في فراغ"، مطالبا بـ"تأليف حكومة في أسرع وقت، تضع الملف الاجتماعي على قائمة الحلول".
لم تخلُ الاستشارات النيابية الملزمة من مفاجآت إضافية فجاءت تسمية النائبين نهاد المشنوق وجهاد الصمد للحريري من خارج المتوقع.