الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله: على فرنسا معالجة الخطأ... والعالم الإسلامي لا يبحث عن عداوات
تاريخ النشر 21:46 30-10-2020 الكاتب: إذاعة النور المصدر: غذاعة النور البلد: محلي
113

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مساء الجمعة، أن السلطات الفرنسية أقحمت نفسها في معركة مع الاسلام والمسلمين لأسباب واهية، مذكراً بأن الأزمة بدأت عندما بدأت المجلة الفرنسية المشؤومة بنشر الرسوم المسيئة للرسول (ص).

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

وخلال كلمته في ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية، دعا السيد حسن نصرالله السلطات الفرنسية لعدم السماح باستمرار العدوان على الرسول (ص) وهذا الانتهاك وهذه السخرية، مشدداً على أن لرسول الله محمد (ص) معجزة حيّة إلى يوم القيامة تشهدها كل الأزمنة، وهي كتابه المقدّس الذي أنزله الله على قلبه وهو القرآن الكريم، معتبرا أن بقاء هذا الكتاب المقدس محفوظًا بهذا الشكل الدقيق فهو بحدّ ذاته معجزة بالرغم من وجود كل الدواعي لتزويره وتحريفه".

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن أعظم إنجاز للنبي محمد (ص) هو الإنجاز الإنساني الذي تحقق على يديه، وهو التحوّل العميق والهائل في مجتمع شبه الجزيرة العربية، مشيار إلى أن التحول الإنساني الهائل في شبه الجزيرة العربية أنجزه النبي محمد (ص) وشكل قاعدة للتغيير العالمي.

وقال السيد حسن نصرالله إن هذا النبي العظيم يحمل له جميع المسلمين من التقديس والاحترام والتقدير، ما لا يحملونه لبشري آخر مع محبتهم وتقديرهم لكل الأنبياء والأولياء والصالحين، لافتا إلى أن من أهم النقاط الاجماعية عند المسلمين هي إيمانهم بمكانة وعظمة النبي محمد (ص)، وأنهم ينظرون إليه أنه الانسان الأكمل والأعظم وأقرب المخلوقات الى الله تعالى.

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنه لا يمكن للمسلمين أن يتحملوا أي إساءة أو إهانة تتوجه إلى الرسول العظيم، وهم يعتبرون أن الدفاع عن كرامة نبيّهم في أعلى الأولويات التي تتقدم على كل المصالح والحسابات الأخرى، وقال "حادثة مدينة نيس الفرنسية ندينها بشدّة ويرفضها الاسلام الذي يحرم قتل الابرياء أو الأعتداء عليهم وكل حادثة مشابهة سبقت أو تأتي هي مرفوضة بالدرجة الأولى من موقع الاسلام".

واعتبر السيد حسن نصرالله أنه "لا يجوز للسلطات الفرنسية أو غيرها أن تحمّل مسؤولية جريمة ارتكبها شخص محدد لدين هذا الشخص أو لأتباع هذا الدين"، وتساءل أن "لو قام رجل مسيحي بارتكاب جريمة من هذا النوع وهذا حصل في فرنسا"، وأضاف قائلاً: هل يصحّ أن يخرج أحد ويقول إن الذي يحمل مسؤولية هذه الجريمة المسيحيون في العالم؟".

وذكّر الأمين العام لحزب الله بأن "أميركا اليوم ترتكب مجازر في كل أنحاء العالم، وهم يعترفون بقتل مئات الآلاف في هذه الحروب، فهل خرج أحد من المسلمين واتهم المسيحيين بهذه الجرائم لأن الرئيس الاميركي مسيحي؟".

ورأى السيد حسن نصرالله أن احترام الإسلام كديانة يتطلّب عدم استخدام مصطلحات الارهاب الاسلامي والفاشية الاسلامية، مشيرا إلى أنه إذا أساء بعض المسلمين إلى الاسلام فهذا لا يعطي الحق لأي جهة بالإساءة إليه، ولفت إلى أن الفكر التكفيري الإرهابي الذي تبنى القتل لمجرد الاختلاف الفكري في منطقتنا حمته الدول الغربية، وطلب من الغرب أن يبحث أولاً عن مسؤوليته بشأن الجماعات التكفيرية.

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن الإدارة الأميركية والحكومات الأوروبية دعمت ومولت الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق، مؤكداً أن لا علاقة للرسول والأمة الاسلامية بجرائم الجماعات التكفيرية، كما رأى أنه ينبغي على الأميركيين والأوروبيين أن يعيدوا النظر بسلوكهم باستخدام الارهابيين كأدوات في المشاريع السياسية والحروب.

ولفت السيد حسن نصرالله إلى أن استخدام هذا النوع كأدوات يجب أن يتوقف، وإلاّ "سوف تشاركون في دفع أثمان هذه الأخطاء"، لافتا إلى أن الأزمة بدأت عندما نشرت المجلة الفرنسية المشؤومة الرسوم المسيئة للرسول، كما أشار إلى أن السلطات الفرنسية بدل معالجتها الموضوع دخلت في حرب من هذا النوع وعاندت بالإكمال بالرسوم الساخرة.. وشدد على أنه بدلاً من معالجة التداعيات يجب على السلطات الفرنسية أن تعالج أسباب الأزمة.

وأعاد الأمين العام لحزب الله التذكير بشواهد كثيرة تؤكد أن السلطات الفرنسية قمعت حرية التعبير في مسائل أقل حساسية من الإساءة للرسول، وضرب مثالا الفيلسوف روجيه غارودي، الذي طرح نقاشاً أكاديمياً حول استغلال الهولوكوست ورغم ذلك حكم عليه بالسجن، وخلص إلى أن حرية التعبير في فرنسا وأوروبا ليست مطلقة بل مقيدة باعتبارات أمنية وسياسية، مضيفاً "عندما يمسّ أي شيء باسرائيل تقف حرية التعبير في فرنسا والأمثلة كثيرة"، وسأل "لماذا تقف حرية التعبير عند معاداة السامية؟".

وطالب السيد حسن نصرالله بإعادة النظر في مفهوم حرية التعبير خصوصاً عندما يهتك الكرامات، وتوجّه للسلطات الفرنسية بالقول "يجب أن تفكروا بمعالجة هذا الخطأ الكبير الذي تمّ ارتكابه ويجب أن تعودوا الى الأساس وهذا ليس خضوعاً للارهاب"، مضيفا "لا تسمحوا باستمرار هذا العدوان وهذا الانتهاك وهذه السخرية"، وتابع قائلا " الاساءة لكرامات أنبيائنا أمر لا يقبل به أي مسلم في العالم".

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن الأنظمة العربية التي تطبع لا تستطيع أن تسكت أو تغطي مسًّا بنبي هذه الشعوب المقدس عندهم، متوجها للسلطات الفرنسية بالقول إن هذه المعركة التي تصرّون على الذهاب بها ستخسرون فيها، فأين مصالح فرنسا في علاقاتها مع العالم الاسلامي اذا أرادت الاستمرار في هذا الوضع؟ ورأى أن مسؤولية معالجة ما جرى تتوقف اليوم على أداء السلطات الفرنسية.

وتوقف السيد حسن نصرالله عند الجماهير اليمنية التي اجتمعت للاحتفاء بمولد النبي والدفاع عنه، رغم الحصار والحرب، مؤكدا على ضرورة التوقف عند الدلالات القوية لحضور الشعب اليمني في ميادين الدفاع عن النبي (ص) رغم كل الصعوبات، وأضاف  أن على "المسلمين والعالم أن يقرأوا بخلفية ايمانية ودينية هذا الذي شاهدناه في الأمس في اليمن"، ودعا إلى تشكيل تيار كبير في العالم العربي للضغط في سبيل إنهاء الحرب الظالمة على اليمن وهذا أقل الواجب، ورأى أن أعظم ما يمكن أن يقدمه مسلم اليوم للنبي محمد (ص) هو الوقوف إلى جانب اليمنيين.

وكشف الأمين العام لحزب الله عن إطلالة ثانية له في 11-11-2020 بذكرى يوم شهيد حزب الله، للحديث عن موضوعات إضافية، متناولاً إلى الشأن الحكومي، وأنه لا يمكن الاستمرار في حكومة تصريف الأعمال، قائلا "معطياتنا تقول إن أجواء تأليف الحكومة جيدة ومقبولة"، مؤكدا "سنتعاون وسنسهل تأليف الحكومة"، معتبرا أن "الوقت الآن ليس للمناكفات في الداخل اللبناني".

ونبّه السيد حسن نصرالله إلى ارتفاع أرقام الإصابات بفيروس كورونا، معيداً التذكير بأن التساهل في مواجهة كورونا هو غير أخلاقي وإنساني وشرعي"، وحذر بأن مسؤولية مواجهة كورونا ترتبط بالجميع حكومة وشعباً وليس بوزارة الصحة فقط.