التهديد الأميركي على طاولة مفاوضات ترسيم الحدود: إما التنازل أو العقوبات
تاريخ النشر 08:44 03-12-2020 الكاتب: إذاعة النور المصدر: صحيفة "الأخبار" البلد: محلي
117

تحت عنوان: "سلاحٌ أميركي ثقيل على طاولة مفاوضات الترسيم: التنازل أو العقوبات"، لفتت صحيفة "الأخبار" إلى أن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا بدأت بالخطاب التهديدي في الأيام الماضية،

انطلاق المفاوضات غير المباشرة حول ترسيم الحدود اليوم في الناقورة برعاية أممية
انطلاق المفاوضات غير المباشرة حول ترسيم الحدود اليوم في الناقورة برعاية أممية

مستعجلة استخدام سلاح العقوبات في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية، للضغط على لبنان.

وقالت مصادر متابعة للملف لصحيفة "الأخبار" إن السفيرة الأميركية وجّهت إلى مسؤولين لبنانيين رسميين تهديداً واضحاً: "التمسك بالاقتراح اللبناني الأخير يعرقل المفاوضات، وأي شخصية تتورط في عرقلة المفاوضات ستكون عرضة للعقوبات".

وأضافت الصحيفة إن الوسيط الأميركي المفاوض، السفير جون ديروشيه، الذي استهلّ زيارته إلى لبنان أمس بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حمل الرسالة نفسها، لكن بلهجة أقل حدة،  حيث أشارت مصادر مطلعة على أجواء الاجتماع الذي حضره من الجانب الأميركي، إلى جانب ديروشيه، شيا والمستشار السياسي أودري كيرانين، ومن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، والمستشاران أسامة خشاب والعميد بولس مطر، أشارت إلى أن "اللهجة التي استخدمها الأميركيون لم تكُن حادة"، فهم طالبوا بالعودة إلى خط هوف، بينما أكد الرئيس عون أن "لبنان يريد أن تنجح المفاوضات، لأن ذلك يعزز الاستقرار في الجنوب، ويمكّن من استثمار الموارد الطبيعية من غاز ونفط"، وقال إن "الصعوبات التي برزت في الجولة الأخيرة للتفاوض يمكن تذليلها، من خلال بحث معمّق يرتكز على الحقوق الدولية، ومواد قانون البحار"، مؤكداً أن "الوفد اللبناني المفاوض لديه تعليمات واضحة يفاوض على أساسها"، لافتاً إلى "ضرورة استمرار هذه المفاوضات، لتحقيق الغاية من إجرائها".

وعلمت "الأخبار" أن الرئيس عون استند إلى خريطة لمسح جوي بريطاني قديم يعزّز الموقف اللبناني، ولا يخالف قانون البحار، لافتة إلى أن الجواب اللبناني نفسه سمعه الموفد الأميركي خلال لقائه الوفد اللبناني المفاوض، كما في اجتماعه مع قائد الجيش العماد جوزف عون، في مكتبه في اليرزة، بحضور رئيس الوفد العميد الركن بسام ياسين.

ومع أن الجانب اللبناني، حتّى الآن، يُحاول امتصاص هذه الهجمة الأميركية لتمرير ما تبقّى للإدارة الأميركية الراحلة، وعدم الوقوع في فخّ ما تريده "إسرائيل"، أكدت مصادر مطلعة لـ"الأخبار" أن "التهديد الأميركي كان جدّياً جداً ومرتفع السقف، وهناك تهديد بفرض عقوبات قريبة على أي شخص يتمسّك بمساحة الـ2200 كيلومتر مربع، بذريعة أن هذا التمسّك يعرقل المفاوضات". وليس ذلك فحسب، بل إن "التهديد يصل إلى حدّ الربط بين الترسيم كما يريده الأميركيون (وإسرائيل ضمناً) وبينَ تضييق الخناق اقتصادياً ومالياً أكثر فأكثر".

ووتضيف الصحيفة إن مسألتين متصلتين بهذا الملف استوقفتا المصادر نفسها، هما: أولاً، تصاعُد التوتر الأمني، بدءاً من اغتيال العالم النووي الإيراني محسن زاده، وصولاً إلى المناورات "الإسرائيلية" على الحدود الشمالية، والاستنفار "الإسرائيلي" على جبهة الشمال، وتكثيف حركة الطائرات "الاسرائيلية" في الأجواء اللبنانية، وعلى مستويات منخفضة جداً ولفترات طويلة، وثانياً، إصرار رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو على الاستثمار بالرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى آخر يوم للأخير في البيت الأبيض، من أجل الضغط على لبنان لتحصيل ما يُمكن تحصيله من تنازلات في ملف الترسيم، وربما اتفاقات ما بعد الترسيم، تصِل الى حد "التطبيع تحت الماء" من خلال توزيع الثروة النفطية عبر شركات واحدة تعمل في المكامن المشتركة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، إذ يعتبر نتنياهو أن ما يُمكن الحصول عليه الآن من خلال ضغط الإدارة الأميركية الحالية، من المؤكّد لن يكون متاحاً مع إدارة بايدن.