كيف تُقرأ ضغوط الإدارة الأميركية على لبنان وكيف يمكن أن تُترجم؟ (تقرير)
تاريخ النشر 19:40 15-12-2020الكاتب: إلهام نجمالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
303
في كل مرة تحاول الإدارة الأميركية تهديد لبنان من خلال ملفات عدة، ولعلّ آخر فصول وقاحة واشنطن ما يُنقل عن زوار للسفارة الأميركية عن أن أياماً صعبة تنتظر الساحة اللبنانية،
مئات الاصابات في صفوف الجالية اللبنانية في ابيدجان
في الفترة المتبقية من ولاية دونالد ترامب، حيث هناك تعليمات حاسمة بمتابعة الضغط على الجانب اللبناني في أكثر من ملف، فلبنان بالنسبة إلى ترامب يمثل إحدى أهم الساحات خيبة للإدارة الأميركية، وفق تعبير الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي، خصوصاً في ما يتعلق بملف ترسيم الحدود، لافتاً إلى أن الثوابت الوطنية اللبنانية الرافضة للتطبيع والمدافعة عن الحقوق الوطنية في الثروات المائية، التي تكرّست خلال جلسات التفاوض غير المباشر، وإصرار الوفد العسكري على ثوابت تستند إلى القانون الدولي وقانون البحار، فضلاً عن حضور المقاومة المؤثر، شكّلت عوامل هزيمة وصدمة بالنسبة إلى الأميركيين، عبّر عنه تخبط السفيرة الأميركية في الصالونات السياسية.
ويشير بزي إلى أن الضغوط أو التهديدات على لبنان قد تُرجمت عبر تجفيف الدولار وفرض العقوبات وضرب القطاع المصرفي والتهويل الإعلامي واستخدام أدواتٍ داخلية، والدخول على وقع الأزمة السياسية اللبنانية عبر فرض العقوبات على الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس وصولاً إلى الذروة عبر فرض العقوبات على الوزير جبران باسيل، إضافة إلى استمرار التهويل عبر العدو "الإسرائيلي" والاعتبارات الأمنية، والضغط على المواقع الرسمية وابتزازها عبر اعتماد سياسة السيوف المصلتة.
ويرى بزي أن الولايات المتحدة استنزفت الحد الأقصى مما هددت به، فهي تدرك أن عامل الوقت ليس لصالحها وأن إرادة الصمود موجودة لدى المعنيين بالتهديدات، في خضم معركة يحاول الأميركي والعدو "الإسرائيلي" والشركاء من الدول العربية الخليجية أن يستنفذوا ما بقي لديهم، خاصة أن المرحلة المقبلة تشي بتحوّلات كبرى ستعيد صياغة موازين القوى والمشهد الكلّي على أساس معايير جديدة.
يبدو جلياً أن عدداً من الاطراف على الساحة الداخلية منع ترامب من تحقيق ما جرى تسميته بالنصر السياسي، لذا فهو يسعى إلى التهديد والوعيد بما تبقى له من أيام في البيت الأبيض، علّه يستطيع تحقيق شيء ما قبل تولي الرئيس الجديد السلطة.