في ظل انقسام أميركي واضح، ذلك أن الولايات المتحدة تشهد استنفاراً سياسياً وإعلامياً، والأهم أمنياً غير مسبوق.

في هذا الإطار، يقول الأستاذ في العلوم السياسية علي فضل الله أن الولايات المتحدة الأميركية تقدّم صوراً رمزية للعالم، لا سيما للفئة الشبابية، فيها الكثير من الاضطراب والقلق وعدم اليقين بالمستقبل، لافتاً إلى أن واشنطن التي يبلغ عدد سكانها تقريباً 700 ألف نسمة، فيها ما بين 20 و25 ألف عسكري إضافي من أجل "نقلٍ ديمقراطي" للسلطة.

ويشير فضل الله إلى أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب خاسر قوي وتراجعت شعبيته خلال الفترة الأخيرة بسبب الهجوم الإعلامي الكبير عليه، فيما الرئيس المنتخب جو بايدن رابح ضعيف.

"الترامبية" السياسية مستمرة وليس واضحاً إلى أي حدٍّ يمكن التوقع باختفاء ترامب من الساحة، ذلك أن خلفه كتلة صلبة وفق ما يؤكد الدكتور فضل الله، ولكن كل ذلك لا يمنع أن اميركا تعيش في حال من القلق الكبير، حيث سيحتاج بايدن إلى وقتٍ لاستيعاب التوترات الداخلية وفق قدرات غير معروفة، وهذا القلق ينعكس بشكل مباشر على حلفاء أميركا في الخارج، وسنشهد تغيرات في العالم إذا ما شهدنا انهياراً إضافياً في مركز القوة الأميركي، والأمر مرهون أولاً بأداء الديمقراطيين وبقواعد الجمهوريين ثانياً.

رقابة سياسية وعسكرية حادة، ضغط إعلامي كبير، إقفال لآلاف الحسابات على مواقع التواصل الإجتماعي، هذا ما يجري اليوم في الولايات المتحدة الأميركية في مشهدٍ قلّ نظيره في الدولة التي تقدم نفسها على أنها متواجدة على رأس العالم، فهل ستنجح إدارة بايدن في تغيير المشهد خلال ولايته؟.. السؤال رهن الأشهر المقبلة.