مجزرة بئر العبد عام 1985.. شاهدٌ حاضر على الإرهاب الأميركي السعودي في لبنان (تقرير)
تاريخ النشر 08:42 08-03-2021الكاتب: حسن بدرانالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
46
بين الماضي والحاضر لم يتبدل مشهد الإرهاب.. ففيما يد الإجرام السعودية - الأميركية منغمسة بدم الشعب اليمني تعود بنا الذاكرة إلى عام 1985 وبالتحديد إلى الثامن من شهر آذار،
مجزرة بئر العبد عام 1985.. شاهدٌ حاضر على الإرهاب الأميركي السعودي في لبنان (تقرير)
حيث كانت منطقة بئر العبد بالضاحية الجنوبية لبيروت على موعد مع تفجير كبير خلّف مجزرة راح ضحيتها ما يقرب من ثمانين شهيداً وأكثر من مئتي جريح، وكان المستهدف آنذاك شخصاً واحداً هو آية الله الراحل السيد محمد حسين فضل الله، الذي كان يشكل عامل قلق للمشروع الأميركي - الصهيوني.
المجزرة التي إرتكبت يومها بحق المصلين الخارجين من مسجد الإمام الرضا (ع) فشل من خطط لها في تحقيق هدفه، بل أضاف بقتله عشرات الأبرياء نقطة سوداء إلى سجل الإستخبارات الأميركية التي كشف مديرها آنذاك وليام كايسي بعد سنوات تفاصيل ما جرى، معترفاً بتخطيط وتجنيد وإشراف أميركي على العملية فيما التمويل كان عربياً وتحديداً سعودياً أداره وقتها الأمير بندر بن سلطان بالتعاون مع المخابرات البريطانية.
وقد زاد هذا الإعتراف الثقة بتحديد العدو ومعرفته والإصرار على المضي في نهج المقاومة، وهو ما أكده آية الله فضل الله بعد المجزرة.
وبعد عملية الإغتيال الفاشلة، خلصت التحقيقات التي أجراها جهاز أمن المقاومة إلى كشف عدد من المتورطين المحليين، جرى إعدام بعضهم لاحقاً، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع الأمني والإستخباراتي بين المقاومة وأعدائها لا تزال مفاعيلها سارية إلى اليوم. صراعٌ سيبقى قائماً طالماً أن العقل والفكر التكفيري موجود ويتمثل بأنظمة ودول وتنظيمات وأشخاص لا يوفرون فرصة للإنقضاض على المقاومة ومعاقبة مجتمعها.