وإذا كانت أرضيةُ التوافق غيرَ مكتملة حتى الساعة لبناء تصوّر حول التشكيلة الحكومية، فإن الوصول إلى حلول تقلّص التباين في وجهات النظر ليس مستحيلاً،  لا سيما أنّ مقتضيات المرحلة تتطلب الترفع عن الحسابات الشخصية والحصص الوزارية والسقوف العالية لإخراج الوطن من النوائب التي ألمّت به على المستويات كافة.

وعلى نتائج هذا اللقاء تُعقَدُ آمالٌ كبيرة، إذ إن التوافق حول تشكيلة حكومية من شأنه ان ينعكس بشكل ملحوظ على الواقع اللبناني بكل تفاصيله، لا سيما ضبط سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية ولجم جشع التجار الذين يتلاعبون بأسعار السلع من دون حسيب أو رقيب، فضلاً عن إمكانية ترميم الثقة بين الناس والدولة إذا ما وضعت مصلحة الوطن والمواطن فوق كل الاعتبارات.

صحيفة "الأخبار" نقلت في هذا السياق عن مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة المكلف قولها إن الحريري سيزور بعبدا للاستماع إلى ملاحظات رئيس الجمهورية على التشكيلة التي سبق أن سلّمها له في كانون الأول الماضي، مبدياً استعداده لمناقشة أي اسم أو حقيبة، فيما ذكرت صحيفة "الجمهورية" أن زيارة الرئيس الحريري​ إلى قصر بعبدا​ ستتمّ بعد الظهر، حيث يُنتظر استكمال ​الاتصالات​ في فترة قبل الظهر لمحاولة تدوير الزوايا الحكومية الحادة وسط ميل إلى التشاؤم لدى بعض المواكبين لمشاورات الكواليس.

وضمن سياق متصل، شدّدت مصادر واسعة الإطلاع على أنّ قصر بعبدا يأمل في أن يأتي الحريري إلى اللقاء مع ​الرئيس ميشال عون​ متسلحاً بالواقعية والمرونة، لافتة إلى انّ عون ينتظر ما سيحمله معه الحريري حتى يُبنى على الشيء مقتضاه، ورأت المصادر أنّ لقاء اليوم ليس بالضرورة اجتماع الفرصة الأخيرة، لكنه سيكون مؤشراً إلى المنحى الذي ستأخذه الأمور في الأيام المقبلة.

مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة توقعت في حديث لصحيفة "اللواء" مراوحة أزمة التشكيل في مكانها برغم المواقف والحملات التي تشن من هنا وهناك والتلطي وراء مطالب وشروط مستحدثة تزيد من حدة الأزمة القائمة بدلاً من تليين المواقف والتخلي عن المطالب التعجيزية المطروحة، واستبعدت المصادر حدوث أي تقدم إيجابي ملموس في اللقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري اليوم في ظل الأجواء السياسية الملبدة.