ما هي الأدوار التي تلعبها دولٌ عربية وغربية في عملية تأليف الحكومة اللبنانية.. وهل من تسويةٍ في الأفق؟ (تقرير)
تاريخ النشر 11:44 09-04-2021الكاتب: إلهام نجمالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
45
صحيحٌ أن عملية تأليف الحكومة هي شأن داخلي لبناني، إلا أنه وبعد تعثّر الأفرقاء في التوصل إلى حكومة وفق المعايير الدستورية والميثاقية تقوم بالمهمة المطلوبة منها،
مصادر مطلعة على سير تأليف الحكومة: لا وقت محدداً للإعلان عن الصيغة الحكومية
جاءت المبادرة الفرنسية في أيلول الماضي، إلا أنها وصلت إلى حائط مسدود بعد أشهرٍ عدة، ذلك أن عوامل خارجية عدّة عربية ودولية أثرت في عملية التأليف، والسبب من وجهة نظر مدير مركز الارتكاز الاعلامي سالم زهران الاشتباك الإقليمي والدولي، وليس ما يظهر من تشنج في العلاقة بين التيارين البرتقالي والأزرق.
ويقول زهران إن الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري يتذرّع بسوء العلاقة مع الوزير جبران باسيل و"التيار الوطني الحر" في مسألة تشكيل الحكومة، لكن ضمناً بات هناك اقتناع لدى المعنيين بأن المسألة تتعلق بأدوارٍ خارجية إقليمية ودولية، حيث لم تستقبل السعودية الحريري حتى هذه اللحظة، وعدم قدرة الأخير على حجز موعد لديها فيه إشارة واضحة ومباشرة إلى أن الرياض لن ترضى بهذه التسوية، بل هي تريد ربط الملف اللبناني بمأرب وأحداث اليمن، وهذا أمر غير ممكن الحصول بالنسبة إلى الفريق الثاني.
ويشير زهران إلى أهمية البحث عن دور دولتين، هما إقليمياً السعودية ودولياً الولايات المتحدة الأميركية، لافتاً إلى أن الدوريْن الفرنسي والمصري يتكاملان معاً، نظراً إلى التحالف الإقليمي والدولي الممتد بين الدولتين على طول حوض البحر الأبيض المتوسط، من المقاربة السورية إلى الليبيبة وما بينهما، غير أن الفرنسيين حتى اللحظة لم يستطيعوا انتزاع تفويض مباشر من الأميركيين بشأن الملف اللبناني.
ويلمح زهران إلى إمكانية استعمال فرنسا موضوع العقوبات التي تلوّح به منذ مدة، سواء بمنع سفر أو تجميد بعض الحسابات لبعض السياسيين اللبنانيين، غير أن هذه الخطوة لا تزال العصا التي تلوّح بها الإدارة الفرنسية من بعيد، واستخدامها قد يعني فعلياً الخروج من التسوية لأنها استنفذت آخر الأدوات الممكنة.
إذاً لا يبدو الملف الحكومي معلقاً على اشتباكٍ داخلي فحسب، إنما على تسوية معلقة بانتظار الموقف الأميركي والرضى السعودي، وبينهما تفويض أميركي لباريس لتسهيل عملية تأليف حكومة لمدة ستة أشهر.