
قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط، الأحد، إن "لا حل في المستقبل القريب، لكون الحل لن يأتي من الخارج. وإذا كان البعض ممن يسمى بالساسة الكبار يظنون أن الحل سيكون من الخارج، فليس هناك أي حل من الخارج".
كلام جنبلاط أتى إثر جولة على عدد من المرجعيات الدينية لطائفة الموحدين الدروز، برفقة عضوي اللقاء الديموقراطي النائبان أكرم شهيب وفيصل الصايغ ومسؤولين حزبيين، حيث زار جنبلاط الشيخ أمين الصايغ في شارون والشيخ أنور الصايغ في معصريتي وخلوة الشيخ أبو محمود سليمان عبدالخالق في مجدلبعنا معزياً به وبعدد من مشايخ البلدة وأبنائها، ليزور بعد ذلك الشيخ مروان فياض في بدغان، ثم انتقل إلى عاليه حيث زار خلوة الشيخ أبو طاهر ريدان شهيب، معزياً به وبعدد من أبناء المدينة.
وأشار جنبلاط خلال جولته إلى أن "هذه الظروف استثنائية وسيئة، ويبدو أن لا حل في المستقبل القريب، لكون الحل لن يأتي من الخارج. وإذا كان البعض ممن يسمى بالساسة الكبار يظنون أن الحل سيكون من الخارج، فليس هناك أي حل من الخارج. الحل يجب أن يأتي من الداخل، والتسوية ليست بعيب في السياسة، التسوية هي أساس في السياسة من أجل الوطن". وكشف أنه لا يملك "معطيات جديدة ترشح للتسوية ولإمكان لجم هذا الانهيار الاقتصادي والمالي".
ولفت إلى أن "الأيام المقبلة صعبة جدا، وأنا كحزب مستعد للقيام بواجبي، لكن الأيام المقبلة أصعب بكثير من الماضية".
وتطرق جنبلاط إلى الوضع الصحي قائلاً: "نواجه المرض رغم تراجعه، ولكن لا يمكننا أن ننام على حرير لأن العالم يتغير، وفي بعض الدول هناك مرض يدعى المتحور الهندي الذي وصل إلى بريطانيا، ولا نعلم إن كان سيصل إلينا أو لا. لغاية الآن، حملة التطعيم في لبنان جيدة لكنها ليست كافية، وهناك من أصيب بالفيروس ولم يعلم وشفي، ومع هذا أصبح لدينا مناعة القطيع ولو قليلة، والمهم أن نستمر بالتطعيم".
وأشاد جنبلاط بأداء وزير الصحة العامة حمد حسن قائلاً: "وزير الصحة ممتاز، وهو الوزير الوحيد تقريباً الذي يعمل. هناك آخرون أيضا يقومون بجهدهم، مثل وزيرة الخارجية في الحكومة المشلولة لأن هناك قراراً بشلها. فحتى حكومة تصريف الأعمال يمكنها أن تقوم بأعمالها وأولها الموازنة، ولكن هناك من يمانع أن يعمل حسان دياب. هناك سجال بيننا بالسياسة، ولكن في النهاية هناك ضرورات من الأمن الوطني والصحي والغذائي، وهي أهم من هذه السجالات جميعها".
وعن الأمن الاجتماعي تساءل جنبلاط قائلاً: "نحن ذاهبون إلى الأصعب. كيف سنتضامن فيما بيننا؟ يجب أن نعتمد على المغترب الذي ساهم، وعليه أن يساهم أكثر. قمتم بإنجاز في مستشفى الإيمان وعين وزين الذي كان في المقدمة، ومستشفى سبلين أيضا مع أن هناك من لا يريدنا فيها، ولكن تبقى منطقتنا، وفي راشيا. ولكن يلزمنا أكثر معدات طبية وغيرها، ولا ننسى الخطر على الممرضين والممرضات والأطباء الذين يهاجرون، ففي عين وزين 30 طبيبا غادروا، وهي نسبة كبيرة بالنسبة إلى المستشفى الذي يقوم بجهده، فهو الجندي الصامت من أجل الطائفة. نرى أيضا في الجامعة الأميركية كيف غادر 150 طبيبا، لذلك علينا الاتكال على عزيمتنا وأنفسنا".
واعتبر جنبلاط أن "بالأمن الاجتماعي لا يسعني ألا أن أقول أن ليس هناك أفق لأنهم يرفضون التسوية. ولا أعلم كيف هناك مواطن غير مسؤول هكذا ليرفض التسوية. مررنا بظروف أصعب. فبعد أن قتلوا كمال جنبلاط ماذا فعلت حينها؟ ذهبت إلى الشام، وصافحت حافظ الأسد من أجل عروبة لبنان، ومن أجل جماعتي والحركة الوطنية اللبنانية، والخطر على لبنان. شو هالقصة يعني؟ وبقيت 29 عاما حليفا لسوريا. ويا ليت سوريا لا زالت كما كانت، لذلك التسوية ليست خطأ".
واستغرب جنبلاط كيف أن "اليوم أكتب تغريدة عن التسوية. أرى الشتائم من جماعة الثورة وغيرها، ولكنها ليست بمشكلة. قل كلمتك وامش. قالها في الماضي كامل مروة الصحافي الكبير، ولا يوجد هناك أمر مستحيل، فالمطلوب تشكيل حكومة توقف الانهيار لكي تستطيع مواجهة البنك الدولي والمؤسسات الدولية من أجل أن نأخذ قروضا مشروطة وليست بالمجان، ولكن ليس أمامنا سوى هذا الحل. منذ الانفجار وزيارة الرئيس ايمانويل ماكرون ونحن نقف مكاننا. نرفض وزيرا بالزائد أو بالناقص. هذا مضحك. كل هذا لأنه لا توجد دولة، وما حدا فاضي للبنان، لأن مشاكل العالم أكبر بكثير من لبنان. ماكرون فقط قام بمجهود شرط أن نساعد أنفسنا".