بعد اعتذاره وقطع الطرقات والتعدي على الجيش..الحريري: لن أسمي أحداً في الإستشارات
تاريخ النشر 07:33 16-07-2021 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور - الصحف المحلية البلد: محلي
25

إلى نقطة الصفر عاد الملف الحكومي باعتذار الرئيس سعد الحريري عن الإستمرار بمهمة التأليف، بعد ما يقرب من تسعة أشهر على التكليف،

بعد اعتذاره وقطع الطرقات والتعدي على الجيش..الحريري: لن أسمي أحداً في الإستشارات
بعد اعتذاره وقطع الطرقات والتعدي على الجيش..الحريري: لن أسمي أحداً في الإستشارات

معيداً بذلك لبنان إلى مربع الإستشارات النيابية الملزمة وغير الملزمة التي ستحدد شخصية أخرى بديلة لتشكيل الحكومة في وقت كانت البلاد بحاجة إلى حكومة أصيلة تنتشلها من أزماتها.

إعتذار الحريري الذي كان متوقعاً أعقبه تحركات كانت متوقعة أيضاً من قبل أنصاره في الشارع، حيث عمدوا إلى قطع العديد من الطرقات في المناطق اللبنانية والصدام مع الجيش اللبناني الذي أصيب عدد من جنوده بجروح جراء الإعتداء عليهم، فضلاً عن احتجاز آلاف المواطنين داخل سياراتهم.

وفي بيروت، دارت مواجهات قرب مدرسة "عمر فروخ" في منطقة الكولا بين عناصر تيار "المستقبل" والجيش اللبناني، الذي حاول جنوده فتح الطريق وتأمين السيارات والمواطنين.

وفي مقابلة تلفزيونية مساءً، إتهم الحريري رئيس الجمهورية بتعطيل تشكيل الحكومة، لافتاً إلى أنه كان يريد ان يقدم اعتذاره منذ فترة طويلة لولا تمني الجميع، وخاصة الفرنسيين، وقال: عندما يقرر رئيس الجمهورية متى الإستشارات أتحدث مع حلفائي ونقرر ماذا سنفعل لكنني لن أسمي أي شخص في هذه الإستشارات.

مصادر مطلعة رأت في حديث لصحيفة "الأخبار" أن الحريري ذاهب لخوض ‏الإنتخابات النيابية ‏بأعلى درجات التصعيد، ولن يكون مسهّلاً لعملية ‏‏تأليف حكومة جديدة أو تكليف البديل، وبرغم ‏ذلك لن ينتظر الرئيس ميشال عون طويلاً قبل ‏الدعوة إلى استشارات نيابية يريدها الفرنسيون ‏‏بأسرع وقت ممكن حتى تتألّف حكومة في غضون ‏ثلاثة أسابيع ‏كحدّ أقصى.‏

صحيفة "الجمهورية" ذكرت أنّ الحريري ‏إتصل بعد زيارته قصر ‏بعبدا برئيس مجلس النواب ‏نبيه بري وأبلغه بأنّ اللقاء مع عون "كان عاطلاً" وأنه ‏"سَيبقّ البحصة" ويكشف كل شيء في ‏مقابلته ‏التلفزيونية مساءً.

"الجمهورية" نقلت عن مصادر مطلعة على أجواء بعبدا قولها إنّ ‏المشاورات ا نطلقت منذ ليل أمس ‏بزَخم من أجل تحديد موعد ‏عاجل لإجراء ‏الإستشارات النيابية وتسمية الرئيس الجديد الذي ‏‏سيكلّف مهمة التأليف، مستبعدة ‏الدعوة لإجرائها ‏في عطلة نهاية الأسبوع الحالي بعد سقوط فكرة ‏‏تحديد اليوم موعداً في انتظار بعض المشاورات ‏التمهيدية التي لا ‏بد منها وإعطاء مهلة للتفكير في ‏اسم البديل.‏ ‏

بدورها، صحيفة "البناء" نقلت عن مصادر مطلعة إشارتها إلى أن ‏الحريري وقبيل زيارته ‏إلى مصر وضع جدول أعمال ‏الإعتذار وبدأ بتنفيذه بداية من ‏زيارته الأولى إلى ‏بعبدا، حيث قدم تشكيلة مفخخة لعون لا ‏تراعي ‏أبسط المعايير والأصول ولا تأخذ بعين الإعتبار ‏تمثيل ‏الكتل النيابية. ‏

رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد بحسب ما نقل عنه ‏زواره لصحيفة "البناء" أننا دخلنا ‏في أزمة نظام لا أزمة ‏حكومة، مشدداً على أن الحل بالتخلّص من النظام ‏‏الطائفي والطائفية والإنتقال نحو الدولة المدنية.‏

رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط رأى أن الرئيسين عون والحريري أجهضا ​المبادرة الفرنسية، وقال في حديث تلفزيوني: "منذ سنة يقول لنا الحريري أنا أو لا أحد غيري ونحن رضخنا". ورأى جنبلاط أن اعتذار الحريري يجب أن يولّد الدعوة لاستشارات، مشيراً إلى أنه يدعو إلى التسوية ولكن لا أحد يريدها أو يريد التضحية بأنانيته السياسية من أجلها. ولفت جنبلاط إلى أن المبادرة الفرنسية وغيرها تقبل بحزب الله أساساً، معتبراً أن إضعاف حزب الله من خلال تدمير لبنان إقتصادياً هو خطأ.

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إعتبر أن اعتذار سعد الحريري عن عدم تشكيل حكومة في لبنان يشكل فصلاً مأسوياً إضافياً في عجز المسؤولين اللبنانيين عن إيجاد حل للأزمة في ظل الواقع الإقتصادي والإجتماعي في البلاد، وقال إن لبنان يشهد حالة تدمير ذاتي والطبقة السياسية اللبنانية تتحمل مسؤولية ذلك، مشيراً إلى أن الوقت لا يزال متاحاً للنهوض مجدداً.    

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إعتبر أنّ تخلّي الحريري عن تشكيل الحكومة يمثّل ‏خيبة أمل جديدة للشعب اللبناني الغارق في أزمة ‏سياسية واقتصادية خانقة.‏

الأمين العام لجامعة الدول العربية ​أحمد أبو الغيط​ أعرب عن خيبة الأمل الكبيرة إزاء قرار الرئيس الحريري الإعتذار عن ​تشكيل الحكومة، ورأى أن تبعات الإعتذار قد تكون خطيرة على مستقبل الوضع في ​لبنان.

المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان علّق على ‏اعتذار ‏الرئيس الحريري قالاً: "لبنان ‏الآن أمام مفترق خطير جداً، ‏الإعتذار كارثي والفراغ ‏أخطر من كارثي، والحلّ بطاولة أقطاب ‏لإنقاذ لبنان ‏وإلّا فانتظروا الأيام السوداء".‏