
وقع لبنان والعراق، السبت، اتفاقاً لاستيراد مليون طن من الفيول الثقيل من دولة العراق لصالح مؤسسة كهرباء لبنان.
وكان وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر وصل بعد ظهر اليوم الى مطار بيروت الدولي، عائدا من العراق، بعد أن وقع مع الحكومة العراقية الاتفاق إثر توجهه والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أمس الجمعة إلى بغداد مع وفد من الوزارة.
ولدى وصوله إلى صالون الشرف في المطار، عقد غجر مؤتمراً صحافياً تحدث فيه عن تفاصيل الاتفاق مع الحكومة العراقية.
بداية شكر غجر "للدولة العراقية ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وكل الجهات التي بذلت جهدا كبيرا خلال الثلاثة أشهر الماضية الى أن وصلنا للاتفاقية التي وقعناها اليوم، وهي شراء مليون طن من الفيول الثقيل من دولة العراق لصالح مؤسسة كهرباء لبنان".
وأضاف وزير الطاقة اللبناني أن "طبعا هذا الشيء لم يكن ليحدث لولا الجهود الجبارة من اللواء عباس ابراهيم وفريق عملنا كله، سواء في وزارة الطاقة أم المديرية العامة للنفط والرؤساء الثلاثة".
وأشار غجر الى أن هذه الاتفاقية "تشمل استيراد وشراء مليون طن من الفيول الثقيل لصالح مؤسسة كهرباء لبنان لمدة سنة، ووفقا للأسعار التي يحددها الجانب العراقي، وهذا الفيول نحن في لبنان لا نستطيع استعماله، لان مواصفات الفيول التي نستعملها في معاملنا مختلفة، والذي سيحدث أننا سنقوم تباعا وحسب الحاجة بمناقصات لشراء فيول من خلال سبوت كارغو لمؤسسة كهرباء لبنان وللقطاع الخاص يعني الى منشآت النفط، وتتم هذه المناقصات حسب premium لكل شركة. ولكن الفرق أنه بدلا من أن ندفع من خلال مصرف لبنان، سنقول لهم أن يستبدلوا النفط الذين سيعطوننا إياه بنفط عراقي".
وأشار وزير الطاقة اللبناني إلى أن "كمية الفيول التي تقدر بثلاثة ملايين طن هي ثلث الكمية التي نحتاجها عادة في لبنان، فنحن نحرق عادة ثلاثة ملايين طن من فيول grade A وفيول grade B او Gaz oil. وعن كمية الكهرباء التي ممكن أن تعطينا، فهذا يتوقف حسب الكمية التي سنعطيها نحن، وممكن أن تعطي لمدة أربعة أشهر وحسب الطلب، فالوضع يتغير بين الصيف والشتاء، ففي الصيف يمكن إعطاء تسع ساعات أما في الشتاء يمكن إعطاء اربع عشرة ساعة".
وأوضح غجر أن "مؤسسة كهرباء لبنان تحاول تطويل أمد الفيول الموجود من خلال السلفة التي اخذناها من مجلس النواب، والتي هي بقيمة مئتي مليون دولار، والتي لا ولن نستعملها ولم نصرف غيرها الا من الوفر العائد لعام 2020 أو من خلال شراء الفيول أو استبداله من العراق. فكلنا نقرر، كم والى اي مدة، الى حين نجد حلا مستداما ولمدة أطول".
وردا على سؤال آخر، شرح وزير الطاقة اللبناني بأن "لم يحك أي مرة عن موضوع الهبة من العراق، فالحديث دائما كان يدور حول الفيول مقابل خدمات استشارية، فموضوع الهبة هو كلام إعلامي. فإذا وجد عقد بين مديرية النفط وشركة سومو لاستيراد نفط من العراق له ثمن حسب السعر العالمي"، نافياً أن "يكون لبنان قد دفع بالدولار"، مؤكداً أن "الدولة العراقية قبلت بفتح حساب بمصرف لبنان مقابل هذا الفيول أو المحروقات، وهذا الحساب تحركه وزارة المال، ولكن تشتري فيه داخل لبنان ولا تصدر دولارا واحدا خارج لبنان، يعني الخدمات تدفع بالليرة اللبنانية حسب السعر بلبنان. لذلك لن نمس بالاحتياطي الإلزامي لأن الدفع داخل لبنان وأيضا هذه ليست هبة، فالعراق يحق له التصرف بثروته واستعمالها لصالحه. ونحن سألنا الشركات التي نتعامل معها بخصوص عملية الاستبدال ولم ترفض"، وأشار إلى أن "النفط العراقي عنده قيمة لانه من ثاني أكبر دول العالم بتصدير النفط".
وعن جهود المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم قال غجر إن "اللواء عباس ابراهيم لديه علاقات جيدة جداً، وحكومة العراق تثق به، وهو ملم بكل التفاصيل وفتح لنا كل الأبواب. ونحن جهدنا كان صغيراً، والفضل يعود للواء عباس إبراهيم".
وتمنى الوزير غجر من دول عربية شقيقة أن "تحذو حذو دولة العراق وتعطينا فرصة مثل العراق، لانها فرصة ذهبية بالنسبة الينا".