السيد حسن نصرالله: التحرير الثاني ثبت معادلة شعب جيش مقاومة... سفينة ثالثة من المحروقات قادمة من إيران
تاريخ النشر 22:09 27-08-2021 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
117

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مساء الجمعة، أن التحرير الثاني أثبت مجدداً على معادلة شعب وجيش ومقاومة وكشف أن سفينة ثالثة من المشتقات النفطية قادمة من إيران مشدداً على أن المشروع الأميركي يتهاوى.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

وخلال كلمة في الذكرى السنوية الرابعة للتحرير الثاني، أوضح السيد حسن نصرالله أن "المناسبة سميناها التحرير الثاني واعتبرناه عيد لأنها انتصار وفي مثل يوم 28 آب يكون جدارنا وكياننا في السلسلة الشرقية في البقاع قد تخلصت من كل الجماعات الإرهابية المسلحة ويكون الأمن والسلام قد عاد إلى ربوعنا"، وأضاف أن "نصر على هذه الاحتفالات في عيد التحرير الثاني لأخذ العبر الحيّة وأخذ الدروس من التجربة المؤلمة وللتذكير بالأخطار والتهديدات التي كانت قادمة ولنذكر بالتضحيات الجسام التي أدت إلى هذا الانتصار ولنحيي هذه التحضيات ونوجه التحية إلى أهلها، وهذا الانتصار لم يأتي بالمجان بل بالتضحيات والسهر والتعب وتحمل الحر والبرد القارس".

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن "ما حصل في جرود البقاع كان جزءاً من الحرب الكونية على سوريا ولكن البعض يبسطون الأمر وهؤلاء يتجاهلون كل الحقائق"، ولفت إلى القتال الضاري الذي خاضه الجيش السوري والمجاهدين منع من وصل تدمر بالقلمون وصولاً إلى الجرود ولولا ذلك لكانت معركة تحرير الجرود أصعب وأشد"، وذكّر بأن "داعش وجبهة النصرة من منشأ واحد، وهدفهما كان السيطرة على المنطقة، والخلاف بينهما سياسي وليس عقائدي"، وأعاد التذكير بأن "داعش حظي بدعم غربي واضح وكان الإعلام الخليجي قد تحدث في الأيام الأولى من ظهور داعش في العراق على أنهم ثوار، والبعض من ممن يعملون مع السفارات في لبنان ذهبوا للتضامن مع الجماعات التكفيرية في الجرود، وترامب تحدث كثيراً عن إنشاء داعش واعترافات جنرالات أميركيين تؤكد دور أميركا في نشوئها".

وجزم السيد حسن نصرالله بأن "معركة تحرير الجرود كانت معركة سورية - لبنانية وشارك فيها من الجانب السوري الجيش العربي السوري وقوات شعبية ومن الجانب اللبناني شارك فيها لسنوات حزب الله والجيش اللبناني"، وقال إن "في الشق اللبناني عندما جاء هؤلاء وسيطروا على التلال والجبال والوديان شاهدنا الهيمنة على بلدة عرسال وتهديد البلدات المجاورة بمعزل عن الانتماء الديني لهذه البلدات وقصف في عمق البقاع وسيارات مفخخة في المنطقة وصولاً إلى الضاحية الجنوبية"، وتحدث عن أن "الجماعات التكفيرية في الشق اللبناني مارست الاعتداء على الجيش والقوى الامنية وتهديد باقي المناطق مقابل تقاعس الحكومة اللبنانية عن مواجهة هذا التهديد"، 

وأعاد الأمين العام لحزب الله التذكير بأن "السفارة الأميركية كانت تضغط على الحكومة اللبنانية لمنع الجيش اللبناني من اتخاذ قرار مواجهة الجماعات التفكيرية تحت طائلة وقف المساعدات للجيش اللبناني، وكان هناك دعم للجماعات التكفيرية في الجرود وحتى أسلحة وذخائر وعتاد ودعم إعلامي أيضاً ومراجعة المواقف آنذاك تكشف زيف الأدعاء بالحرص على السيادة، وفي مقابل ذلك قام أهل هذه المنطقة بمواجهة هذا التهديد وقامت بعض قواعد الأحزاب في المنطقة بمخالفة قرارات قياداتها المقيمة في بروجها العاجية واتخذوا قرار مواجهة الجماعات التكفيرية".

وكشف السيد حسن نصرالله بأن "حزب الله اتخذ قرار التدخل بعد التيقين من قرار الدولة اللبنانية بالتخلي عن مواجهة هذا التهديد وفي ظل ظروف مناخية صعبة وكانت المواجهة في كل قمة وكل واد وكثيرون من الشباب كانوا متطوعين ولم يتلقوا رواتب ومنهم تركوا وظائفهم وأعمالهم"، ونوه إلى أن شهداء وجرحى سقطوا في الأيام الأخيرة من المعارك وتم تطهير تلك الجبال بشكل متأني ومدروس لأننا كنا نبحث عن أقل كلفة في هذه المعركة وقاتلنا جنباً إلى جنب وكتف إلى كتف إلى جانب الجيش اللبناني في الجرود، وفي الجزء اللبناني الجيش اللبناني والمقاومة وأهل المنطقة، ودعم أهل المنطقة مقاتلي المقاومة واحتضنوهم ومجدّوهم لأن أهل المنطقة يحفظون الجميل ولا ينكرونه ويجب أن نذكر في الجزء السوري أو اللبناني سلاحنا وإمكاناتنا ودعمنا اللوجيستي يعود الفضل فيه لإيران، في المقابل كانت أميركا تدعم داعش وتمنع الحكومة اللبنانية وتضغط لمنع الجيش اللبناني من مواجهة هؤلاء في الجرود".

وخلص الأمين العام لحزب الله إلى أن "مجدداً انتصرت معادلة الجيش والمقاومة والشعب في التحرير الثاني كما في انتصار 14 آب"، وتساءل قائلاً: "من قام بالتحرير في الجرود المجتمع الدولي؟! في الذكرى الرابعة للتحرير الثاني هو إنجاز للمعادلة وفي مقدمها سلاح المقاومة الذي يعمل البعض على نزعه".

واعتبر السيد حسن نصرالله أن "المشروع الأميركي يتهاوى يتبين لنا وأن كل العناوين التي طرحت بعد 11 أيلول لغزو أفغانستان والعراق، ويتأكد أنها مجرد عناوين خادعة وقد كان الغرض الحقيقي هو الاحتلال ومصادرة خيرات البلاد وعندما واجهت المقاومة العراقية انسحبت ثم عادت بحجة داعش، وما نشهده في افغانستان هو مشهد لهزيمة أميركية كاملة وسقوط أميركي كامل والإدارة الأميركية متخبطون وعاجزون، وما جرى ويجري في أفغانستان يجب أن يخضع للدرس ومشهد من يريدون الخروج من كابول وهم كانوا يتعاونون مع القوات الأميركية وحلف الناتو ومشهد الذين يسقطون من الطائرة وتركوا، وعندما يصبح القط أو الكلب أهم ممن تعاون معهم لمدة عشرين عاماً وأهم من النساء والرجال المحتشدين عند مطار كابول ما ممكن من انتحاريي داعش من حصد هذا العدد من الضحايا
السيد حسن نصرالله: الطائرات والمروحيات الأميركية نقلت بعض من كوادر وقيادات داعش إلى أفغانستان وعندما كانت تحاصر بعض مناطق سيطرة داعش كانت تلك المروحيات وتصطحب معها الكوادر والإدارة الأميركية هي من نقلت هؤلاء إلى داعش لتقاتل بها طالبان ولتربك دول المنطقة، ومهمة داعش انتهت بشكل شبه كامل في سوريا والعراق، فقامت أميركا بنقلها إلى أفغانستان وشمال أفريقيا.. ونعم أحياناً تخرج داعش عن السيطرة".

وقال الأمين العام لحزب الله إن "الأميركيين يأخذون قراراً والأوروبيون يأخذون علماً وربما من وسائل الإعلام والولايات المتحدة لم تعد حليفاً موثوقاً لأحد من أصدقائها وهذا يجب أن يكون درساً لكل من يراهن على الولايات المتحدة".

ورداً على من ينكر وجود حصار على لبنان، ذكّر السيد حسن نصرالله بأن "إذا رجعنا للسنين التي كانت فيها داعش موجود بالجرود نجد نفس الأشخاص ونفس الأناس الذين كانوا ينكرون وجودها ينكرون وجود حصار الآن"، وأوضح أن "لا أحد يتحدث عن حصار مطبق"، واستدرك متسائلاً: "يعني أن يكون الحصار كذلك؟ أو لا يكون؟"، وأضاف أن "منعوا الدول أن تقدم مساعدات وممنوع أن تقوم باستثمارات في لبنان تحت طائلة العقوبات ويتم تهديد المسؤولين اللبنانيين في حال قبول استثمارات صينية أو روسية بالعقوبات الأميركية، وقانون قيصر كان حصاراً على لبنان أيضاً وعندما بدأت الحرب تضع اوزارها وانفتحت الأبواب أمام مشاريع إعادة الإعمار كثير من الشركات والمصانع والتجار اللبنانيين يأملون بالذهاب إلى هناك وكان من الممكن أن يضخ ذلك الحياة الاقتصادية إلى لبنان".

وكشف الأمين العام لحزب الله أن "السوريين قد فتحوا الأبواب أمام كل من يساهم بإعادة الإعمار ولكن قانون قيصر أغلق الأبواب أمام كل اللبنانيين وكل من يريد أن يستثمر في سوريا البلد الوحيد البري المجاور للبنان، وخلال 3 سنوات عندما قُطع طريق تحسين وضع الكهرباء... كم عانت الخزينة الكهرباء؟ وكما عانى اللبنانيون؟ الأميركيون يتحملوا المسؤولية، ولو اللبنانيين منذ سنوات رفعوا الصوت عالياً في رفض الضغوط الأميركية وفي وجه السفارة الأميركية كان من الممكن أن يحصلوا، ولو كان لبنان يعني شيئاً للأميركيين... اتفضلوا أعملوا استثناء للبنان من قانون قيصر... أعملوا استثناء للبنزين الإيراني والغاز الإيراني مثل ما كنتم تعملون سابقاً استثناء لحكومة افغانستان الموالية لكم، وأسف لأن "هذا ما يعنيه لبنان للسفارة الأميركية؟ تهددون المسؤولين اللبنانيين بالعقوبات في حال القبول بالبنزين والغاز الإيراني؟".

وأعلن السيد حسن نصرالله أن "اتفقنا مع الإيرانيين على البدء بتحميل سفينة ثالثة من المشتقات النفطية، ونحن بحاجة إلى أكثر من ثلاث سفن لمواجهة المرحلة القريبة المقبلة، وعندما تصبح أول ناقلة نفط في البحر المتوسط سنتحدث"، وأضاف أن "الأيام القادمة ستكذب من يشككون بالسفن القادمة من المحروقات... والحديث سيكون واضحاً عندما تصل السفينة الأولى إلى لبنان".

وتحدث الأمين العام لحزب الله قائلاً: "للأسف لم تتمكن دماء الضحايا في التليل ولا صرخات اللبنانيين المذلولين في محطات المحروقات ولا آهات المرضى بالسرطان الذين سمعناهم بالامس في تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة اللبنانية،  أما آن للنقاش في الحقائب الوزارية لتشكيل الحكومة اللبنانية أن ينتهي؟".

وانتقد السيد حسن نصرالله "طريقة إدارة ملف إنفجار مرفأ بيروت من قبل القاضي العدلي التي تؤكد أنها قائمة على الاستنسابية والتسييس"، وأضاف أن "القاضي العدلي يقوم بالتسيس واستضعاف رئيس حكومة تصريف الأعمال واتهام رئيس الحكومة وهو أمر لا يجوز أن يقبلها أحد وهو أمر مخالف للدستور الذي يحدد أين يحاكم الرؤساء والوزراء والنواب"، وطالب "الجهات القضائية أن تقوم بما يمليه القانون والدستور ولا أن تقوم باستضعاف اي موقع لأي أسباب سياسية".