
في مشهد الغياب الأليم، كان الحضور لافتاً لتقديم واجب العزاء برحيل آية الله الشيخ عبد الأمير قبلان، حيث غصّت قاعة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بالشخصيات السياسية والحزبية والدينية والعلمائية والوفود الشعبية،
وسط تأكيدٍ على دوره الفاعل في تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين والخطاب الوطني الموزون الذي يصبّ في مصلحة الوطن والمواطن، على حد سواء، فيما مواقفه لناحية دعم المقاومة ومقارعة العدو "الإسرائيلي" نابعة من وصايا رفيق دربه الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، الذي يرى أن "إسرائيل" شرّ مُطلق يجب محاربته بشتى الوسائل والإمكانيات.
وفي الإطار، تُستأنف عند التاسعة من صباح اليوم الإثنين التعازي بالراحل قبلان، على أن يُشيّع جثمانه الطاهر الثلاثاء المقبل إلى مثواه الأخير في روضة الشهيدين.
وكانت أمّت أمس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى حشودٌ سياسية وحزبية وعلمائية ودبلوماسية وشعبية لتقديم واجب العزاء بالراحل الكبير.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الحداد الوطني على رحيل الشيخ قبلان حتى اليوم الاثنين على أن تُنكّس الأعلام في الإدارات الرسمية وتُعدّل برامج المحطات والإذاعات بما يتناسب مع الحدث الأليم، كما حُدِّد يوم التشييع الثلاثاء المقبل يوم توقّف عن العمل في المؤسسات والإدارات العامة.
آية الله العظمى المرجع السيد علي السيستاني نعى الشيخ قبلان، الذي قضى عمره بالعطاء في سبيل دينه ووطنه والسعي في خدمة الناس وقضاء حوائجهم وإصلاح ذات بينهم، وقال سماحته: "نقدم التعازي لأسرة الراحل الكريمة وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ الكرام وعموم المؤمنين في لبنان العزيز.".
البطريرك الماروني بشارة الراعي قدم باسمه وباسم الكنيسة المارونية التعازي للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولعائلة الفقيد وللطائفة الشيعية "العزيزة" بوفاة الشيخ قبلان، وأكد في بيان أن الراحل كان قيمة مضافة روحية ووطنية للبنان الذي يفتقد في هذه الأيام أمثاله لخير الوطن وحماية أصالة العيش المشترك فيه.
شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن نعى الشيخ قبلان رجل العلم والفقه والمعرفة ورجل المواقف القائمة على المبادىء الوطنية الراسخة في ثوابت التفهم والمشاركة والعيش المشترك.
الأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزیونات الإسلامیة علي كرمييان تقدم باسمه وباسم جمیع القنوات الإذاعیة والتلفزیونیة والمؤسسات الأعضاء في إتحاد الاذاعات والتلفزيونات الإسلامية، وجميع الزملاء العاملين في الأمانة العامة للاتحاد والمراکز والمؤسسات التابعة لها، بأسمى آیات التعازي والمواساة من أعضاء المجلس الإسلامي الشيعي الـعلى في لبنان و"جميع مراجعنا الكرام والحوزات العلمية في لبنان وأبناء الامة الاسلامية وبالاخص الشعب اللبناني العزيز وذوي سماحة الشيخ عبد الامير قبلان بمناسبة رحيل هذا العالم الذي كرس حياته في خدمة الاسلام والمسلمين ودعم القضايا المصيرية للامة ومساندة الشعوب المضطهدة، سائلاً الله العلي القدیر أن یمن علینا جمیعاً بالصبر والثبات علی طریق الحق،وأن یتغمد الفقيد برحمته".
رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط رأى أن لبنان يفتقد رفيقاً في المسار الوطني العربي لرجالات كبار وقد تميزت مسيرته بالمواقف الحكيمة وبالإعتدال والإنفتاح على الحوار وبإصراره على تمتين الوحدة الوطنية والعيش المشترك في أصعب الظروف.
النائب آغوب بقرادونيان تقدم من الطائفة الشيعية بأحر التعازي، معرباً عن حزنه العميق لفقدان لبنان قامة وطنية كبيرة خدمت لبنان سنوات طويلة وحافظت على وحدة الوطن والأرض والتعايش السلمي بين أبنائه.