ووجدنا ان قدومها الى المنشآت اللبنانية سيشكل حرجًا كبيرا للدولة ونحن لا نريد ذلك طالما هناك خيار آخر

وفي كلمة متلفزة لفت سماحته الى انه سيتم نقل هذه المشتقات النفطية الى خزانات محددة في منطقة بعلبك ليتم توزيعها بعد ذلك.

السيد نصرالله اكد ان كل الرهانات سقطت، مشيرا الى انه ثمة مَن راهن على ان "اسرائيل" لن تسمح بوصول البواخر الى لبنان لكن فات هؤلاء ان الكيان الصهيوني كان في مأزق.

وشدد سماحته على ان معادلة الردع القائمة في لبنان سمحت بوصول الباخرة الاولى سالمة غانمة والبواخر القادمة ايضا، وذكر بان كل الرهانات التافهة انتهت ووصلنا الى مرحلة العمل الحقيقي والجاد.

 واكد سماحته ان هدفنا ليس التجارة ولا الربح بل المساعدة في تخفيف معاناة الناس، وكذلك لا نهدف الى المنافسة مع الشركات المستوردة للمشتقات النفطية، واضاف: "في ما خص الاسعار هناك نسبة معينة من سعر الكلفة سنتحملها وسنعتبرها كهدية من الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله الى الشعب اللبناني". 

وكشف السيد نصرالله أن باخرة المشتقات الأولى وصلت إلى مرفأ بانياس ليلة الأحد واليوم ينتهي إفراغ حمولتها، لافتًا الى أن سوريا سهلت الحركة في هذا المرفأ من أجل التخزين وحركة النقل إلى الحدود وأمنت صهاريج للنقل، مضيفًا أن نقل المشتقات النفطية إلى البقاع يبدأ يوم الخميس المقبل وتُخزن في خزانات محددة في بعلبك وثم توزع إلى بقية المناطق اللبنانية.

واكد سماحته إن الباخرة التي وصلت تحمل مادة المازوت والباخرة الثانية تصل خلال أيام قليلة إلى بانياس، كما أنه تم انجاز كل المقدمات الادارية لإرسال الباخرة الثالثة التي ستحمل مادة البنزين، والباخرة الرابعة التي سيتم ارسالها لاحقاً ستحمل المازوت لأننا على أبواب الشتاء، مضيفًا أنه بناءً على مسار الحكومة الجديدة والمعطيات والظروف نقرر ما سنقوم به بشأن استقدام المزيد من البواخر.

ولفت السيد نصر الله أن المواد التي ستصل ستسلم إلى كل الفئات في لبنان وليست محصورة بأي فئة، ونحن لا نهدف لا إلى التجارة ولا إلى الربح من هذه البواخر وإنما المساعدة على التخفيف من معاناة الناس، واعددنا آلية معينة من أجل تسليم المواد وهدفنا ليس المنافسة مع أحد، معتبرًا أننا سنقدم هبة ومساعدة للجهات التي تحتاج المازوت لمدة شهر وهي المستشفيات الحكومية ودور العجزة والمسنين ودور الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.

كما بيّن أن الهبة هذه ستشمل مؤسسات المياه الرسمية والبلديات الفقيرة التي لديها ابار المياه والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني، مضيفًا أن الجهات التي ستحصل على المازوت بسعر مناسب وفق الأولوية هي المستشفيات الخاصة ومستودعات الأدوية والمطاحن والأفران والاستهلاكيات الغذائية والمعدات الزراعية، أما الفئة الأكبر فهي المؤسسات التي توزع الكهرباء كالاشتراكات، ونحن عند توزيع المازوت لأصحاب المولدات سنطالبهم بأن تكون الأسعار مقبولة على المواطنين.

ورأى سماحته أنه لن نوزع حالياً المازوت بشكل فردي إنما على المؤسسات على أن يتم ذلك قبل فصل الشتاء، وآلية التوزيع ستكون عبر شركة الأمانة المعاقبة أميركياً وسنتعامل مع غيرها لاحقاً، وكما أنه سيتم توزيع الكميات على دفعات لتوسيع الإستفادة أكثر وسنركز على اتحاد البلديات، والمهم بالنسبة إلينا هو أن تصل المواد إلى الجهات التي تستحقها وليس إلى السوق السوداء.

الامين العام لحزب الله رحب بتشكيل الحكومة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان وقال "اننا نتطلع الى قيامها بالانقاذ والاصلاح لان البلد اصبح في قلب الانهيار، وشكر كل من شارك في هذا الانجاز، معتبرًا أن أولويات الحكومة الحالية يجب أن تكون انقاذ البلد من قلب الانهيار والإصلاح ومعيشة الناس، داعيًا  إلى إنجاز البيان الوزاري في أسرع وقت من أجل نيل الثقة وخروج البلد من أزماته.

وأيّد السيد نصرالله التحضير للانتخابات النيابية مؤكدًا أننا مع اجراء هذه الانتخابات في وقتها، مشدّدًا على أن  المطلوب من الجميع التضامن والتكافل واعطاء الحكومة الوقت الكافي قبل الحكم عليها. كما شكر الرئيس حسان دياب على صبره ووطنيته وقبوله المسؤولية، كما توجّه بالشكر للوزراء على عملهم.

 من جهة ثانية، تطرق سماحته الى موضوع البطاقة التمويلية وقال ان هدفها تخفيف معاناة الناس، واشار سماحته الى ان اي عائلة لا تنطبق عليها شروط الحصول على البطاقة لا يجوز لها شرعا ولا قانونا ان تأخذها، داعياً الحكومة الحالية والوزارات المعنية والاجهزة المسؤولة العمل لسد باب الفساد في البطاقة التمويلية ليصل المال الى المستحقين.

وفي الموضوع الفلسطيني اعتبر الامين العام لحزب الله ان عملية نفق الحرية لها دلالات كبيرة ومهمة جداً وهي تعبر عن إبداع هؤلاء الأبطال وقال سماحته ان اعتقال الأسرى الاربعة لا يقلل من نجاح العملية، مشيرا في المقابل الى ان مسؤولية حماية الاسيرين الباقيين تقع على كل الفلسطينيين.

الامين العام لحزب الله تطرق الى ذكرى الثالث عشر من ايلول عام ثلاثة وتسعين مشيرا الى اننا صبرنا صبراً عظيماً على تلك المحنة العظيمة درءاً للفتنة التي أرادها البعض مع الجيش ولم يبادر أحد من أهل الضاحية الجنوبية إلى إطلاق النار على القوى الأمنية، واضاف: قطع أهلُنا الطريق على الفتنة التي أرادوها وامتزجت لاحقاً دماء شهداء المقاومة وشهداء الجيش اللبناني.

في ذكرى شهداء الرفيع، لفت سماحته الى "امتزاج دماء مقاومينا ومن بينهم الشهيد هادي نصر الله بدماء ضباط الجيش الأمر الذي أدى إلى الانتصار ما افرز المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة".

وأخيرًا توجه السيد نصر الله للأميركيين بالقول: "كما خابت كل أمالكم وتكسرت كل مؤامراتكم ستخيبون مجدداً وستبقى المعادلة الذهبية".