وفي هذا السياق، يؤكد بعض أهالي الشهداء أنهم يطلبون معرفة من تسبب بقتل أبنائهم، ومنهم عائلة الشهيد عبدو عطا، التي ترفض تسييس التحقيق، وفق ما يؤكد قريبه المحامي عماد جعارة، الناشط في "التيار الوطني الحر"، مشيراً إلى أن ثمة مندسين متآمرون على دماء شهداء المرفأ الذين ينتمون إلى كل الأحزاب والطوائف، آملاً في مشاركة كلّ مدعو إلى التحقيق في فعاليات أهالي الشهداء، لا سيما أن هناك وجوهاً معروفة من قطاع الطرق تتواجد للمشاركة وتتلقى أوامر بالفوضى.

لم يختلف موقف ثروت، شقيقة الشهيد النقيب أيمن نور الدين، عن موقف جعارة لناحية رفض أخذ التحقيق باتجاهٍ واحد، مشددة على رفض تسييس القضية من بعض السياسيين والأحزاب والقوى المشاركة لتنفيذ أجندات سياسية واضحة، وأن قضية أهالي الشهداء الذي جمعهم دم واحد هي قضية وطن، مؤكدة: "نحن نتهم فقط من يتهمه القضاء".

الكاتب والمحلل السياسي غسان جواد يؤكد أن هناك قوى سياسية معروفة تعمل على تأجيج الشارع وعلى الاستثمار السياسي في أوجاع أهالي شهداء انفجار المرفأ، مشيراً إلى هذا الملف الذي طال جميع اللبنانيين لا ينبغي أن يكون جزءاً من الاصطفاف والانقسام السياسي، حيث هناك قوى سياسية خسرت رهاناتها بعد 17 تشرين الأول، وهي تحاول الاستثمار سياسياً وانتخابياً في أوجاع الأهالي لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية بدون النظر إلى الأضرار الوطنية التي تترتب على هذا السلوك.

إدعاءات بعض القوى بوقوفها إلى جانب عوائل شهداء المرفأ أضحت واضحة الأهداف، ومعظم الأهالي يعون جيداً مقاصدها، وهم يتمنون الوصول إلى الحقيقة بأسرع وقتٍ بعيداً عن التوظيف السياسي.