
الحادي عشر من تشرين الثاني، يوم تنحني الأيام دونه إجلالًا وتتواضعُ الهامات والقاماتُ خجلًا، وتصمت لغةُ الكلام تلك...
كيف لا، وأصحابُ المناسبة الذين لا تنحصر عطاءاتُهم بحقبة زمانية، صَدَقوا ما عاهدوا الله عليه، في زمنٍ قلَّ فيه الرجال وسكتَ الكثير من الزعماء عن قول كلمة حقٍ في وجه عدوٍ قاتلٍ مغتصبٍ للأرض والأوطان.
الحادي عشر من تشرين الثاني، يومٌ عبّد فيه فاتح عهد الاستشهاديين أحمد قصير طريق النصر الموعود، ونقل المعركة مع العدو الى ما لا تشتهي سفنُ قادته وأدخل الى اجندته ما ليس في الحسبان: فالحرب على لبنان ليست نزهة قالت دماء أحمد قصير.. وبعدها، انطلقت قوافلُ الأمراء سالكةً مساراً قلَّ سالكوه، فكُتبت لهم ديمومةُ حياة أزلية لن تمحيها سنيُّ الحياة مهما طال أمدها.