السيد نصرالله لمناسبة يوم الشهيد: المقاومة منعت الإطباق الاميركي الكامل على لبنان...والضغط السعودي هو جزء من المعركة على المقاومة في لبنان
تاريخ النشر 17:11 11-11-2021 الكاتب: إذاعة النور المصدر: نقل مباشر البلد: محلي
73

أكَّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنَّ عنوان "إسرائيل" اليوم هو القلق بعدما تحدثت في "زمن الربيع العربي" عن بيئة مناسبة لها، مشيرًا إلى أنَّ المناورات الاسرائيلية تعكس الخوف من اقتحام لبنان للمستعمرات في الجليل.

السيد نصرالله لمناسبة يوم الشهيد:
السيد نصرالله لمناسبة يوم الشهيد:

وخلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله لمناسبة "يوم الشهيد" بالتزامن في بيروت، كسروان، بعلبك والنبطية لفت السيد نصر الله الى ان المقاومة إذا دخلت الى شمال فلسطين والجليل فستكون لذلك تداعيات كبيرة جدا على كيان الاحتلال"، مشددًا على أنَّ المناورات "الإسرائيلية" تعكس فرضية القلق من أن "المقاومة ستدخل إلى الجليل".

ولفت إلى أنَّ "الإسرائيليون" يدركون قوة المقاومة وصدقها وعلو شأنها وأهمية عقولها الاستراتيجية، موضحًا أنَّ هناك من يتحدث في لبنان عن "ضعف" محور المقاومة رغم تأكيد المعطيات عكس ذلك.

واعتبر سماحته أنَّ كيان العدو الصهيوني يعيش القلق الوجودي والعنف "الاسرائيلي" المتزايد على الاسرى والفلسطينيين ليس علامة قوة بل علامة قلق وذعر.

وعن النفوذ والهيمنة الاميركية، بيّن السيد نصر الله أنَّ هذه الهيمنة ما زالت قائمة وموجودة على مستويات عدة، مشيرًا إلى أنَّ لبنان يتعرض لضغوط منذ سنوات وهي تضاعفت خلال ادارة ترامب، وما تمكّن حزب الله من انجازه حتى الان هو منع الهيمنة الاميركية الكاملة وهذا ببركة انجازات الشهداء.

وذكر أنَّ حزب الله يتطلع الى قيام دولة مركزية وعادلة لكل ابنائها وذات استقلال حقيقي ومن ابسط تجليات السيادة والاستقلال هو رفض الاملاءات الخارجية.

كما قال السيد نصر الله: "الأميركيون يضحكون على لبنان بما يسمى تسوية خط هوف. لبنان هنا يستند إلى قوة دماء الشهداء وقوة الأحياء فينا والمقاومة القادرة على ردع العدو ومن خلفه من أن يمد يده على حبة تراب أو ثروة لبنانية"، مضيفا "الدولة التي تقبل الاملاءات الخارجية تكذب حين تدعي انها ذات سيادة واستقلال وحرية".

الى ذلك، اشار السيد نصرالله الى انه وفي الازمة الاخيرة التي افتعلتها السعودية مع لبنان نحن معنيون بتبيان الحقائق لاننا امام قضية راي عام"، موضحا ان هناك عددا من الفرضيات والاحتمالات اولا: لم يكن لدى السعودية اي فكرة عن تصريح وزير الاعلام جورج قرداحي وعندما علمت به غضبت وقامت بردة الفعل، واضاف سماحته " ردة الفعل السعودية على تصريح الوزير قرادحي مبالغ فيها جدا سيما ان العديد من المسؤولين الاميركيين والعرب والامين العام للامم المتحدة وصفوا الحرب على اليمن بتعابير اقسى مما قاله الوزير قرداحي".

وتساءل سماحته "اذا كانت السعودية تقدم نفسها كصديق للشعب اللبناني، فهل هكذا يتعامل الصديق مع صديقه؟، موردا امثلة لاصدقاء اخرين للبنان منهم سوريا وايران وما فعلاه للبنان" فسوريا كصديقة والتي تم سبها واهانتها وارسال مقاتلين ومسلحين لقتالها لم تطالب عند طلب مرور الغاز المصري عبر اراضيها إعتذار احد ممن شتمها واهانها، وكذلك الصديقة ايران رغم كل الشتائم لم تسحب سفيرها ولم تطرد السفير اللبناني لديها"، لافتا الى ان اول الوهن كان عند استقالة وزير الخارجية شربل وهبة.

وتساءل سماحته ما هي المصلحة الوطنية؟ وهل اذلال وانتقاص سيادة لبنان هو تغليب للمصلحة الوطنية؟، مؤكدا ان ما "حصل ويحصل هو جزء من المعركة مع المقاومة في لبنان، ومنذ عام 2006 السعودية هي ضمن هذه المعركة ونحن نعرف التحريض السعودي للعدو "الاسرائيلي" خلال حرب تموز وهذا موثق ومعروف".

وتساءل سماحته "لماذا لم تقدم السعودية اي تقديمات مالية لحلفاءها وجماهير حلفاءها خلال السنوات الماضية؟"، مضيفا " لانها تريد ثمناً وهذا الثمن هو الحرب الاهلية واللبنانيون اما انهم لا يريدون الحرب الاهلية او انهم غير قادرون على بدء الحرب الاهلية"، مؤكدا ان موضوع هيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية هو كذب وافتراء موردا العديد من الحجج والامثلة منها عدم الوصول الى تنحية القاضي طارق البيطار عن ملف تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، وكذلك عدم اقناع الحكومات السابقة او الحالية بضرورة التنسيق مع سوريا لما فيه مصلحة للبنان .

وفي الملف اليمني راى سماحته انه وبعد 7 سنوات من الحرب على اليمن وصرف مئات مليارات الدولارات فشلت هذه الحرب وشنكر بنفسه اعترف بفشل الحرب على اليمن وان سقوط مأرب هو اسوأ سيناريو للرياض، مؤكدا انه لم يتم ذكر حزب الله او لبنان خلال المفاوضات الايرانية السعودية في بغداد .

ولفت السيد نصر الله الى ان "السعودية تتصور ان من يقود الجبهات العسكرية في اليمن هم حزب الله وهذا كله اوهام وليس له اي اساس من الصحة ومن حقق الانتصارات في اليمن هم عقول وايمان وحكمة ومعجزات المجاهدون اليمنيون"، مضيفا " موضوع اليمن لا يمكن ان يكون حجة لمعاقبة لبنان، واذا ارادت السعودية معاقبة احد فلتعاقب حزب الله لا الدولة اللبنانية والشعب اللبناني ".

وتوجه سماحته للسعودية بالقول "اذا كنتم تريدون الانتهاء من الملف اليمني عليكم ان تقبلوا بوقف اطلاق النار ووقف الحصار والذهاب الى المفاوضات السياسية".

ودعا سماحته اللبنانيين الى الصبر والحفاظ على السيادة الوطنية والهدوء، مضيفا "لا نريد معركة مع السعودية او اي دولة خليجية اخرى".

وفي ملف شهداء الطيونة وخلدة، شدد سماحته على انتظار صدور الاحكام القضائية مع التأكيد على الانفتاح على المصالحة في خلدة، مضيفا " من قتل احباءنا في خلدة سيلقى عقابه وفي ملف مجزرة الطيونة التي قام بها حزب القوات اللبنانية عن سابق اصرار وترصد فان الملف عند القضاء العسكري، موضحا ان "عوائل شهداء مرفأ بيروت وعوائل شهداء الطيونة هم متساوون لدينا والمطلوب في قضية المرفأ الوصول الى العدالة وان اختلفنا في الطريقة وسنواصل العمل على القضيتين".

وأكَّد السيد نصر الله أنَّ حزب الله اختار هذا اليوم العظيم والمبارك في تاريخ المقاومة في لبنان عمومًا، والمقاومة الاسلامية تحديدًا وتاريخ المقاومة في المنطقة ليكون يومًا لكل الشهداء، مشيرًا إلى أنَّه "كما في كل سنة في 11/11 نحيي ذكرى يوم الشهيد"، موضحًا أنَّ هذه ذكرى سنوية لكل الشهداء، ولذلك كل عائلة شهيد في حزب الله تعتبر هذا اليوم هو يوم شهيدها.

ولفت إلى أنَّ "للشهيد مكانة عالية جدًا، نحن نعظّم الشهداء ونحترمهم ونقدرهم وهذا التزام بإيماننا الاسلامي والقرآني واتباعنا لأنبياء الله"، مشددًا على أنَّ الشهداء منذ بداية هذه المسيرة هم معظمون عندنا.

وقال السيد نصر الله: "نحن نرى في الشهداء ثروة روحية ومعنوية وعاطفية هائلة"، معتبرًا أنَّ ببركة هؤلاء الشهداء هناك عاطفة وحنين وحب وعشق وآثار نفسية وروح لا تموت.

وأضاف سماحته: "هؤلاء الشهداء علّمهم الله وألقى في قلوبهم النور فهم ثروة ثقافية لذلك الاخوة يحرصون على طباعة وصايا الشهداء وأنا أوصي بقراءة هذه الوصايا فسيرة كل واحد منهم تستحق أن تكون قدوة ونموذجٌ لنا".

وأكَّد السيد نصر الله أنَّ انجازات الشهداء ما زالت مستمرة ومن أهمها تحرير الأرض والأسرى والحماية والردع، ومواجهة المشروع الاميركي التكفيري في المنطقة الذي انتصرت المقاومة عليه منع الحرب الاهلية في لبنان .