ما هي أبرز المحطات السياسية في تاريخ إثيوبيا؟
تاريخ النشر 19:08 23-11-2021 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: إثيوبيا
37

إثيوبيا رسمياً هي جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، التي كانت تُعرف قديماً باسم الحبشة، تقع في القرن الأفريقي، يحدّها من الشرق كلّ من جيبوتي والصومال،

ما هي أبرز المحطات السياسية في تاريخ إثيوبيا؟
ما هي أبرز المحطات السياسية في تاريخ إثيوبيا؟

ومن الشمال أريتريا ومن الشمال الغربي السودان ومن الغرب جنوب السودان. أما من الجنوب الغربي، فتحدّها كينيا.

تبلغ مساحة إثيوبيا الإجمالية نحو مليون ومئة وأربعة كيلومترات مربعة ويقطنها أكثر من 109 ملايين نسمة. وهي بذلك تُعدّ الدولة الثانية عشرة وفق عدد السكان في العالم والثانية في أفريقيا بعد نيجيريا.

إثيوبيا، وعاصمتها أديس أبابا، هي موطن مملكة أكسوم القديمة، وفيها عُثر على أقدم هيكل بشري عمره 4,4 مليون سنة، ولها  إرث حضاري ديني، إذ أنها موطن الكنيسة الأرثوذكسية الأثيوبية، وإحدى أقدم الكنائس المسيحية على الإطلاق، كما أنها كانت بلد أحد أقدم الأنظمة الملكية في القارة التي لم تنته الا على أيدي انقلاب عسكري جرى عام 1974.

أما على المستوى السياسي، فتملك إثيوبيا أطول سجل تاريخي للاستقلال في أفريقيا، إذ لم تخضع للاستعمار إلا في الفترة الممتدة من عام 1936 حتى 1941 عندما اجتاحتها القوات الإيطالية في حملتها على شرق إفريقيا، قبل أن تخرج من المنطقة بعد توقيع ما عُرف بالاتفاق الأنجلو-إثيوبي.

وكما في كلّ الدول ذات الديمغرافيا المتنوّعة، فإن التنوّع سرعان ما يتحوّل من نعمة إلى نقمة مع الصراع على السلطة، حيث ترى كل عرقية أنها الأوْلى بالحكم، وهذا هو جوهر الصراع القائم بين الدولة المركزية وإقليم تغراي الواقع شمال البلاد، وهو موطن جماعة عرقية الـ"تغراي" التي تشكل حوالي 6 في المئة من سكان إثيوبيا، لكن التاريخ السياسي لهذه العرقية يفوق حجمها العددي بكثير، لاسيما دورها في انهاء حكم "منغستو هيلا ميريام"، فالقوات العسكرية العائدة للإقليم تتمتع بتنظيم على المستوى الداخلي، ولديها تحالفات خارجية، أبرزها التحالف مع الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا، وهذا ما أهّل"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" لأن تتولى عام 1988 قيادة تحالفٍ أقر إنشاؤه في مؤتمرٍ عُقد في السودان، ضمّ ممثلين عن 14 تنظيماً إثيوبياً مسلّحاً، إجتمعت على توحيد بندقيتها لإسقاط منغستو.

وعلى مدى ثلاثة أعوام، قاتلت هذه الجبهة العريضة النظام القائم، وتمكّنت قوات "تحالف جبهة شعوب إثيوبيا" عام 1990 من الاستيلاء على الحكم وتنصيب "تاميرات لاينه" من قومية الـ"تيغراي" رئيساً للبلاد منتصف عام 1991، قبل أن يخلفه مليس زيناوي عام 1995 ويستمر في الحكم حتى وفاته عام 2012، الأمر الذي جعل الـ"تيغراي" يحكمون إثيوبيا لعقدين متواصلين من الزمن. لكن امساك الـ"تيغراي" بالسلطة سيضعف بعد وفاة زيناوي وانتخاب هايلي مريام ديسالين خلفاً له، المنتمي إلى مجموعة تحالف شعوب جنوب إثيوبيا.

وخلال ولايته، بدأت مجموعات عرقية، وعلى رأسها الأورومو - التي تمثل حوالى 40 بالمئة من سكان البلاد- بالتململ من طريقة تقاسم السلطة في الإطار المركزي، لتنطلق بعد ذلك حركة احتجاجية بين عامي 2015-2017 تجبر ديسالين على تقديم استقالته، ليصل الى الحكم بعده العقيد السابق في استخبارات الجيش آبي أحمد، وهو من قومية الأورومو، مدعوماً من قومية الأمهر، ومعارضة الـ"تيغراي"، ويبدأ في البلاد فصل جديد من فصول الصراع على السلطة.