
إنجازات استراتيجية حققتها عملية "سيف القدس" خلال العام 2021 في الصراع مع الاحتلال "الإسرائيلي".
فسلاح الجو الذي اعتمد عليه الاحتلال في حربه التدميرية، نجحت المقاومة في تحييده من خلال الكثافة الصاروخية التي اعتمدتها، فحققت أهدافها على الصعيدين الاستراتيجي والعسكري. في هذا المعرض، يقول المحلل السياسي حسن عبده إن المقاومة استطاعت من خلال إطلاق 130 صاروخاً مقابل هدم كل برج أن تُحدث تراجعاً عسكرياً لدى الاحتلال وأن تقيّد سلاح الجو "الإسرائيلي" في قصف الابراج، ما يؤكد أن استراتيجية نشر الصواريخ في المنطقة وتقنياتها وتصنيعها، هي استراتيجية ناجحة لتقييد سلاح الجو "الإسرائيلي" الذي بالغت "إسرائيل" في الاعتماد عليه.
لم يقف الأمر عند حدوده العسكرية فقط، فالاحتلال وضع جملة من الخطوط الحمراء أمام إتمام أي صفقة مستقبلية لتبادل الأسرى، خطوطٌ نجحت المقاومة في كسرها حتى وإن كانت عملية التفاوض تسير ببطء شديد، كما يؤكد الكاتب والمحلل السياسي فؤاد اللحام قائلاً: "عملية تبادل الأسرى جار التفاوض عليها، بغض النظر عن حجمها ومكانها، إلا أنها كسرت "تابو" إسرائيلياً حاول أن يرسخه العدوّ في الأذهان من خلال قانون سنّه، مفاده أنه لا يمكن أن يبادل أو أن يقوم بعمليات تبادل إسرى وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل جثث أو أسرى إسرائيليين. هذه المعادلة كسرتها المقاومة الفلسطينية بصبرها وتعاملها الحكيم والذكي مع هذه المعاملة الاحتلالية".
صحيحٌ أن الاحتلال نجح في تدمير البنية التحتية للفلسطينين في غزة، لكن في المقابل نجحت المقاومة في صناعة معادلات جديدة، أساسها تعزيز قوة الردع والانتقال من حالة الدفاع الى حالة الهجوم في كثير من المراحل.