
إستكمالاً للفعاليات المتواصلة في المنطقة، أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية في لبنان الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الفريق قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما،
باحتفالٍ في قاعة رسالات، بحضور جمعٍ من الفعاليات السياسية والعلمائية.
السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا
وفي كلمة له خلال الإحتفال، شدّد السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا على أنّ كل المجرمين سيلقون القصاص العادل، مجدّداً من جهة ثانية تأكيد استعداد طهران لمساعدة لبنان للخروج من أزماته.
وقال فيروزنيا إن الجريمة التي ارتكبها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بحق القائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس أثبتت التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة الأميركية والإرهاب في المنطقة، مشدداً على أن الإدراة الأميركية يجب أن تتحمل وزر ما ارتكبته.
ورأى السفير الإيراني أن شهادة سليماني والمهندس ستسرّع وتيرة طرد الأميركيين من المنطقة، وقد شهد العالم بأسره الخروج الذليل لهؤلاء من أفغانستان، وهذا الواقع هو تجلّ لإرادة شعوب المنطقة.
نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم
كلمة حزب الله في الإحتفال ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، حيث أكد أن شهادة الفريق قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما لم تقلّل من قوة المقاومة وقيمتها، بل رفعت من معنوياتها ومكانتها، مشدداً على أن القائد سليماني تجاوز وطنه ليكون شهيد الأمة، وهذه علامة فارقة، وهو نموذج للعطاء الإنساني والإيماني الذي تجاوز المكاسب الخاصة لصالح قضية فلسطين.
وتوجّه الشيخ قاسم إلى الشهيد القائد قاسم سليماني بالقول: "نجحتَ في أنك كرّست بوصلة فلسطين، على نحوٍ لم يُعد أحدٌ قادراً على أن يحرفنا عنها"، مؤكداً أن الشهيد سليماني كسر الحواجز المادية بين بلداننا لمصلحة المقاومة الواحدة في المنطقة، فكيف لا وعدوّنا واحد؟
وأضاف الشيخ قاسم إن مسار المقاومة ثبّته الإمام الخميني (قده) مركّزاً على مسار فلسطين، وقد تابع الإمام الخامنئي هذا المسار، لافتاً إلى أن "إيران لم تطلب يومأً شيئاً، وهي أعطت ولم تأخذ، بل المطلوب من محور المقاومة تقديم الدعم والعطاء إلى كل شعوب المنطقة، وإيران وقفت إلى جانب هذه الشعوب والمستضعفين ضدّ الأعداء".
وشدّد الشيخ قاسم على أنه من حقّ قوى المقاومة وأصحاب الأرض أن يتعاونوا ضد قوى الشر، وأضاف: "هؤلاء الذين اجتمعوا على نعتنا بالإرهاب هم يمثلون الظلم العالمي والقتل الجماعي"، مؤكداً أنه لولا المقاومة في لبنان لحصل التوطين، وسيطر "داعش"، وأقيمت المستوطنات في الجنوب.
ورأى الشيخ قاسم أن المقاومة أمرٌ طبيعي، وعدم المقاومة والتنكر لها هو غير الطبيعي ومورد المساءلة، وقال: "هذا وطننا ولن تركه للمحتلّ"، مضيفاً: "الدفاع مشروع ومن حقنا أن ندافع وأن لا نرضخ للإحتلال، ومن لديه بديل فليبرزهُ لنا".
وقال نائب الأمين العام لحزب الله: "ثقوا بأن بنادق المقاومين وسواعد المجاهدين واجتماع الأمة، برجالها ونسائها وشيوخها وأطفالها، على المقاومة في مواجهة العدو هي التي تحرّر، وبغير ذلك لا إمكانية للتحرير".
الرئيس نبيه بري ممثلاً بالنائب أبوب حميّد
أما كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري، فألقاها النائب أيوب حميد مشيداً بدور الشهيد سليماني في نصرة المقاومة في لبنان، مؤكداً أنه كان، بالإضافة إلى سوريا، شريك الإنتصار في حرب تموز التي خاضها العدو "الإسرائيلي" ضد لبنان.
وشدد حميّد على أن إرادة الأمة أقوى من كلّ المؤامرات والإملاءات، وهذه الإرادة في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق ستنتصر بإذن الله، ونهضةُ الشعوب لن تستطيع أميركا احتواءها مهما سعت إلى ذلك.
الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين زياد نخالة
من جهته، شدّد الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين زياد نخالة على أن الحاج قاسم سليماني كان على رأس المدافعين عن القدس، وقال إن الصواريخ التي ضربت "عاصمة" الكيان الصهيوني للمرة الأولى، كان سليماني هو من أشرف شخصياً على إيصالها إلى مجاهدي فلسطين، وأضاف: "نحن أبناء فلسطين والشعب الفلسطينيي، بعد أكثر من سبعين عاماً من الجهاد، نزداد قوة وفهماً بأن المشروع الصهيوني يجب أن يُفكّك وينتهي من بلادنا"، مؤكداً أن المشروع الصهيوني في فلسطين قام على القتل، وهو مشروع لصوص العالم والأرض والتاريخ، و"أمتنا لن تخضع".
الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود
بدوره، دعا الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود إلى نبذ كل مشاريع التفرقة التي يسوقها المطبعون مع العدو، والذين باعوا أنفسهم وأصبحوا جزءاً من المشروع الأميركي.
وقال الشيخ حمود: "الشهيدان قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ممثّلان لخطّ يبدأ بقوله تعالى "وجاهِدوا في الله حق جهاده" ولن ينتهي إلا والرايات في القدس تحت قوله تعالى "ليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرة". وختم بالقول: "إن الله معنا، مع هذا الخط الرسالي العظيم، وإنّ غداً لناظره قريب".
المشاركون شددوا على ضرورة حفظ دماء الشهداء من خلال تطوير كل أشكال العمل المقاوم على الصعد كافة.