الأسيرات الفلسطينيات يلويْن قضبان السجون: مأساةٌ إنسانية تحضرُ بقوّة رغم محاولات التعتيم
تاريخ النشر 10:39 05-01-2022 الكاتب: ملاك سلوم البلد: إقليمي
940

تعيش الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال ظروفًا شاقّة تبدأ منذ لحظة الاعتقال، مروراً بالنقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، وصولاً إلى السجن والعزل.

الأسيرات الفلسطينيات يلويْن قضبان السجون: مأساةٌ إنسانية تحضرُ بقوّة رغم محاولات التعتيم
الأسيرات الفلسطينيات يلويْن قضبان السجون: مأساةٌ إنسانية تحضرُ بقوّة رغم محاولات التعتيم

ففي سجن "الدامون"، الذي يقع شمال الأراضي المحتلة بالقرب من حيفا، تقبع عشرات الأسيرات الفلسطينيات، منهنّ من تتجاوز مدّة أحكامهن العشر سنوات.

شرطة العدو "الإسرائيلي" كانت أسست سجن "الدامون" عام 1953 في مبانٍ استُخدمت سابقاً  لتخزين التبغ، وصُممّت على نحوٍ خاص للإحتفاظ بالرطوبة في الداخل، لا للعيش الآدمي، وتم إغلاقه عام 2000 ليُعاد فتحه في العام التالي.

إنتهاكات "إسرائيلية" جسيمة بحق الأسيرات في مراكز التحقيق والتوقيف 

يرتكب الإحتلال "الإسرائيلي" وطواقمه الطبية انتهاكات جسيمة بحق الأسيرات الفلسطينيات في مراكز التحقيق والتوقيف، فيُحرمن منذ وصولهن إلى هذه المراكز من معرفة أسباب اعتقالهن، وغالبًا ما يُمنعن من لقاء محامين.
وقد يستمر التحقيق لأيامٍ وشهورٍ عدة، تماماً كما جرى مع الأسيرة المحررة فيروز نعالوة (أخت الشهيد أشرف نعالوة)، التي أخضعها الإحتلال إلى تحقيق مكثّف، حيث استمرّت الجلسة الأولى حوالى عشرين ساعة متواصلة في مركز تحقيق الجلمة، الذي قبعت فيه 28 يوماً، تم منعها خلالها من لقاء محامٍ لغاية اليوم الثامن عشر، كما قبعت في زنازين العزل.
وتشمل أساليب التحقيق العزلَ لفترات طويلة وتعصيب العينين وتكبيل اليدين، والحرمان من النوم والطعام والماء. وتعاني الأسيرات الفلسطينيات من الإهمال الطبي والإصابات وانتهاك الخصوصيات أثناء الاعتقال، ومن استخدام أسلوب الصراخ الطويل والشتم والابتزاز بأفراد العائلة.

ظروف الأسيرات في سجن "الدامون" شرارة انطلاق التصعيد الأخير 

تعيش الأسيرات الفلسطينيات في سجن "الدامون" معاناة كبيرة بسبب ظروف الإعتقال وتضييق الاحتلال عليهن وحرمانهن من الزيارات العائلية، ناهيك عن فرض عقوبات جماعية عليهن، وقد تركّزت مطالب الأسيرات، ضمن حركة تصعيدية خضنها مؤخراً، على نقلهن إلى سجون الجنوب، حيث لا وجود لكاميرات المراقبة، وعلى توفير باص نقل خاص بهن (بوسطة) ، لا يُنقل به معتقلون مدنيون "إسرائيليون"، مع الإشارة إلى ظروفِ النقل الصعبة التي تخضع لها الأسيرات جرّاء تكبيل أيديهنّ بالقيود الحديدية وتفتيشهن بطريقة غير لائقة.
كما تنصّ مطالب الأسيرات على استئناف السماح بالزيارات المتوقفة منذ شهورٍ عدّة، وتوفير شروط السلامة لإدخال الأطفال خلال الزيارات، إضاف إلى تركيب هاتف عمومي وتفعيله بشكل فوري.

معاناة الأسيرات الفلسطينيات تبقى حاضرة رغم التعتيم المُتعمّد

وتبقى معاناة الأسيرات الفلسطينيات الحوامل الأشدّ وطأة، مع تعمّد الإحتلال عدم مراعاة خصوصية حالتهن، إذ يشهدن أسوأ أنواع التعذيب، من إهمال طبي وسوء تغذية وتعمّد التأخّر في نقلهن إلى المستشفى عند المخاض وتعمّد إجهاضهن (الأسيرة المحرّرة منال غانم كانت فقدت أحد جنينيْها بسبب شدة التعذيب).
وعلى الرغم من عمق المأساة التي تعيشها الأسيرات في سجون الإحتلال، ورغم أن القوانين الدولية تضمن حمايتهن، فإنّ قضيتهن لا تُثار بشكلٍ فاعل في الإعلام العالمي، ولا تدخل في قائمة أولويات منظمات حقوق الإنسان الغربية، ليظهر جلياً حجم الإزدواجية في التعاطي مع القضية الفلسطينية عامةً، ومع قضية الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" على نحوٍ خاص.