هكذا تُعرَّف رسمياً منظمات المجتمع المدني، إلا أنَّه في واقع الحال فإن الكثير من هذه المنظمات في لبنان وخارجه يبتعد عن هذا الدور ويوظّف لأغراض سياسية لتنفيذ أجندات معينة، وبعض هذه الجمعيات هو عبارة عن كتلة تعوّل عليها الولايات المتحدة الأميركية، حيث تتلقى توجيهاتها من السفيرة الأميركية في لبنان وفق الكاتب والباحث السياسي علي مراد، الذي يلفت إلى أن هذه الكتلة تضمّ رجال أعمال لبنانيين يعيشون خارج لبنان، ومنها منظمة "life" وهي اختصار لكلمة "  Lebanese international financial executive " وهؤلاء لديهم مناصب عليا في مؤسسات مصرفية عالمية وهم ناجحون في مجال عملهم واغلبهم مر على صندوق النقد الدولي.

وأكد مراد أن هؤلاء الأشخاص لديهم استثمار كبير في مسألة الانتخابات، وهم يموّلون منظمات فرعية تقوم بإدارة ماكينات انتخابية كبيرة .

ولأن الهدف من استخدام جمعيات المجتمع المدني هو هدف سياسي، فإن ما تطمح إليه واشنطن هو إيصال كتلة من المرشحين إلى البرلمان الجديد، وفي هذا الاطار يؤكد مراد أن طموحاتهم تكمن في الحصول على عشرة مقاعد في البرلمان الجديد، إضافة إلى بقايا قوى الرابع عشر من آذار، ليشكلوا تكتلاً من النواب يزيد عدده عن الـ 64 نائباً، فيشكّلوا تحالفاً بين القوى التقليدية والقوى المدنية الجديدة ليُحَصِّلوا النصف زائد واحداً في البرلمان من أجل أن تضمن واشنطن تحكّمها في سير إصدار مشاريع القوانين وتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات النيابية.

لا يقتصر الهدف الأميركي على مرحلة الانتخابات، إنما تسعى واشنطن وحلفاؤها بحسب مراد إلى التأسيس للسنوات اللاحقة، فهم يعولّون على هذه الكتلة ويعتبرون أنها تأسيسية للمراحل القادمة، لأنهم يعرفون أن هذه الكتلة لن تشكل أغلبية واضحة، والمعركة الإنتخابية ستكون محدودة بأربع أو خمس دوائر فقط، ولذلك الهدف هو إدخال هذه الكتلة والتوسع عبرها.

وأضاف مراد إن "هناك تجمّعاً من منظمات مجتمع مدني هدفه ثقافي لا سياسي".

حاولت الولايات المتحدة استخدام العديد من القوى في السنوات الماضية بغية تحقيق المصالح الأميركية في لبنان، إلا أنها وعندما فشلت لجأت إلى منظمات الـNgo's، فغدا الكثير منها أداةً في يد واشنطن لتحقيقِ مصالحها السياسية.