أكّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيّد هاشم صفي الدين أنّه لا يمكن لأيّ قوّة في العالم لا بالمال ولا بالسيطرة أو بالهيمنة أو بأميركا نفسها أن توقف هذا الصوت الذي يقف إلى جانب هؤلاء المستضعفين والمظلومين والمضطهدين،
وفي كلمة له خلال لقاء المعارضة في الجزيرة العربية بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد الشيخ نمر باقر النمر أشار سماحته إلى أنّ نظام آل سعود يتدخّل بكلّ الأوطان.
وشدّد السيّد صفي الدين على أنّ المطلوب اليوم بالتحديد على وقع كل الجرائم والمآسي والمصائب التي حلت بالجزيرة العربية والأمّة الإسلامية والعربية نتيجة السلوك غير السوي على مدى عقود من الزمن يقارب قرناً كاملاً أن ترتفع الأصوات وأن يقال لآل سعود كفى.. كفى هيمنة وتدخلًا وتدميرًا وأذيّة لشعوب وأوطان المنطقة، وكفى هتكاً وإعتداءاً على الحرمات.
ورأى السيّد صفي الدين أنّ المطلوب اليوم إذا كنتم حريصون على العلاقة مع السعودية هو أن تتوقف عن سياسة التنمّر على العالمين العربي والإسلامي، وأضاف: إذا كان هؤلاء يملكون مال قارون لا يُمكنهم التصرّف كفرعون، مشدّداً على أنّه مال العالم العربي والإسلامي ويُنفق على مصالح لا تمتّ له بأيّ صلة، وهذا مسار يجب أن يتوقف.
رئيس المجلس التنفيذي، توجّه لكّل الذين علت أصواتهم في الآونة الأخيرة بالقول: المطلوب من السعوديّة أن لا تتدخل بفرض رأيها وهمينتها على اللبنانيين، خصوصاً إذا كان بعض ضعاف النفوس إعتادوا على الإرتزاق، فما شأنها بأن يُعزل أو يبقى أحد، مؤكداً أنّ المطلوب من الرياض أن لا تتدخل بتصنيف اللبنانيين وتحريضهم على بعض حتى لو إختلفوا فيما بينهم، وتحريض مختلف المكوّنات الطائفيّة بإستخدام المال، كما أنّ المطلوب أن تكف يدها عن البلد إذا كان هناك حريص على لبنان وعلى الدولة وعلى علاقات لبنان السوية والطبيعية والندية مع كل الدول العربيّة الشقيقة والصديقة.
وتوجّه السيّد صفي الدين إلى حكام السعوديّة بالقول: إن كنتم تتعاطون مع دول وجهات وسياسيين وأحزاب وفئات في لبنان والعالم على طريقة سلب الكرامة مقابل المال، ففي لبنان، الشرفاء وأهل الكرامة الذين لا يخضعون بل الذي أخضعوا أسيادكم في يوم من الأيام، وفي لبنان أهل كرامة وأهل شرف لا يُمكن أن يخضعوا للمال أو للتهديد إن كان لكم مصلحة لا تبتزوا أحداً.
وتوجّه رئيس المجلس التنفيذي لأميركا وللغرب وللسعودية ولمن وصفهم بصيصان أميركا في لبنان بالقول: إلى الآن لم تعرفوا طبيعة هذه المقاومة وقوّتها ليس فقط العسكريّة منها بل قوّة إيمانها وشعبها وأهلها وثقافتها، مؤكّداً أنّ هذه المقاومة أنجزت ما عجز العرب عن إنجازه، وهي قادرة على إنجاز وطن سيّد حرّ شريف كريم دون إرتهان للخارج وشدّد على أنّ هذا هو عنوان المرحلة.
وأضاف سماحته: ما يهمنا هو أن يعرف العالم كله أنّ من يستهدفنا بكلمة يجب أن يسمع الجواب أيّاً كان، و لسنا جهة وفئة مقاومة كرامتنا في الشوارع، مؤكداً أنّ هذا يُعدّ عدواناً علينا إن كففتم ننظر وإن لم تكفوا لنا موقف آخر.
وشدّد السيّد صفي الدين على الوقوف إلى جانب المعارضة داخل الجزيرة العربية لجهة التأييد والدعم، داعياً بالتوفيق لرفع الظلم عن هذا الشعب الأبي.
رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أكّد أنّ الشهيد الشيخ نمر النمر لم يُنفّذ إنقلاباً عسكريّاً أو غير عسكري بل كان من خلال كلاماته ومواقفه يُظهر الموقف الشرعي الديني والأخلاقي والوطني، مشدّداً على أنّه لم يحمل بندقية أو رصاصة، وما كان يُطالب به هو الحد الأدنى الأدنى من المساواة والحقوق الوطنيّة في بلد تتحكم في جهة مستأثرة.
وأوضح سماحته أنّ القضيّة ليست مرتبطة بشخصيّة الشهيد، بل مرتبطة بشعبٍ كامل مسجون ممنوع عليه أن يتكلم أو يعبّر عن ذاته ومتطلباته أو أدنى حقوقه المهدورة على مدى العقود الماضية، مؤكداً أنّ الحد الأدنى هو الإستنكار وكلمة حق أمام سلطان جائر نصرة للشعب والدم المظلوم الذي سُفك بغير حق، فيما المسؤولية الشرعية تتطلب من كل أحرار العالم وعلماء الأمة وكل من يرفع راية حقوق الإنسان والدفاع عنها وعن المواطنيين في أوطانهم أن يقولوا كلمة حق.