
أثار اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بلوغانسك ودونيتسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا ردود فعل دولية استنكرت هذا الإعلان.
وأعلنت الولايات المتّحدة فرض عقوبات على الجمهوريتين، متوعّدة بفرض عقوبات إضافية عند الاقتضاء.
وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: "الرئيس جو بايدن سيصدر أمرًا تنفيذيًا يحظر على الأميركيين القيام بأي عمليات جديدة، استثمارية أو تجارية أو تمويلية، إلى أو مِن أو داخل ما يسمّى بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية في أوكرانيا".
من جهته، وصف الاتحاد الأوروبي اعتراف بوتين باستقلال لوغانسك ودونيتسك أنَّها "انتهاك صارخ للقانون الدولي" ومتوعّدًا الكرملين بردٍّ "حازم" عليها.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في تغريدتين منفصلتين إنّ "الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا يشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسلامة أراضي أوكرانيا ولاتفاقيات مينسك. الاتحاد الأوروبي وشركاؤه سيردّون بوحدة وحزم وتصميم بالتضامن مع أوكرانيا".
بدوره، رأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أنَّ الخطوة تمثّل "انتهاكًا" لاتفاقيات وقّعت موسكو عليها.
وأضاف ستولتنبرغ في بيان: "أدين قرار روسيا الاعتراف بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية المعلنتين من جانب واحد"، مؤكداً أنَّ "الخطوة من شأنها تقويض سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها بشكل إضافي ويضعف الجهود الرامية لحلّ النزاع وينتهك اتفاقيات مينسك التي تُعدّ روسيا طرفاً فيها".
من ناحيته، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنَّ اعتراف روسيا باستقلال لوغانسك ودونيتسك "انتهاكًا لوحدة أراضي أوكرانيا".
كما أشارت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس في بيانٍ على "تويتر" إلى أنَّ "اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية كدول مستقلة، تظهر الاستخفاف الصارخ بالتزامات روسيا في اتفاقيات مينسك".
وكان قد سبق إعلان بوتين تصريحاتٌ مُطالبةٌ بعدم الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، أبرزها للمستشار الألماني أولاف شولتس، الذي لفت إلى أنَّ خطوة موسكو ستكون بمثابة "انسحابٍ أحادي الجانب" من اتفاق مينسك.
وفي أوكرانيا، دعا الرئيس زيلينسكي مجلس الأمن القومي إلى الاجتماع على خلفية التصريحات التي صدرت خلال اجتماع مجلس أمن روسيا الاتحادية.
هذا وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد جوزيب بوريل: "التكتل سيفرض عقوبات على روسيا في حال اعترف الرئيس بوتين باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا".
وتابع بوريل: "ندعو الرئيس بوتين إلى احترام القانون الدولي واتفاقيات مينسك ونتوقع منه بألا يعترف باستقلال لوغانسك ودونيتسك".
أما الأمم المتحدة، فدعت إلى وقف فوري للأعمال العدائية، مناشدةً جميع الأطراف التزام أقصى درجات ضبط النفس من أجل تجنب أي عمل أو بيان من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التوترات.