فاجأت عملية بئر السبع البطولية، الأسبوع المنصرم، كيان العدو المؤقت وصدمت أجهزته الأمنية وأعادت تذكير المستوطنين الصهاينة برعب العمليات المنفردة.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن التقديرات "الإسرائيلية" عشية حلول شهر رمضان كانت تتركز على الضفة الغربية والقدس وتفيد بإمكانية حصول تصعيد فلسطيني, لكن أحداً لم يتوقّع عملية بقوة وحجم هجوم بئر السبع, بحسب المعلق السياسي في الصحيفة يوسي يهوشع.
بدوره، لفت موقع "والاه الإسرائيلي" إلى أن الفحص الذي قامت بها المؤسسة الأمنية عزّزت الشبهات بأنّ منفذ هجوم بئر السبع لم يشارك أحدًا من محيطه القريب مسألة تنفيذ الهجوم وأسرّه في قلبه إلى حين الموعد. وبحسب الموقع، تبيّن من الفحص الأولي أنّ منفذ الهجوم لم يقم بأي عمل مشبوه في الفترة التي سبقت الهجوم بشكل يدفع "الشاباك" الى كشفه، على سبيل المثال تصريحات ونشاطات استثنائية على شبكات التواصل أو على أجهزة الخليوي، أو الانضمام إلى مجموعات أخرى. وفي هذه المرحلة لم يتبيّن للجهات في المؤسسة الأمنية إذا كان منفذ الهجوم قد اتخذ وسائل الحذر "المتطرّفة" بشكل لم تنجح فيه الشرطة و"الشاباك" في كشف نواياه أو أنه اتخذ قرار تنفيذ الهجوم قبل وقت قصير منه، وفقًا لموقع "والاه".
وبحسب كلام مصادر أمنية مطّلعة على تفاصيل الفحص الأولي بخصوص منفذ الهجوم، فإن تصرّفات المنفّذ كانت مختلفة عن شخص يتوجّه إلى تنفيذ الهجوم.
من جهتها، توقفت "قناة كان" عند التخطيط المُتقن للعملية من قبل منفّذها الشهيد محمد غالب أبو القيعان, لافتة إلى أنها استمرّت ثماني دقائق وجرت في ثلاث ساحات، حيث تمكّن خلالها المهاجم من قتل أربعة مستوطنين طعناً ودهساً، قبل أن يطلق عليه مستوطن النار ويرديه.
بدوره، رأى المعلق العسكري في صحيفة "إسرائيل اليوم" أن ما وصفه بالهجوم الفتاك الذي وقع في بئر السبع يوم الثلاثاء الماضي, في 22 آذار/ مارس، يهدد بزعزعة الساحة الفلسطينية في وقت حساس، خصوصاً مع حلول شهر رمضان، حيث تكثف حركة "حماس" جهودها لتصعيد العمليات في القدس والضفة الغربية.
وقال يوآف ليمور إنه "على الرغم من أن هجوم بئر السبع كان هجوما فردياً ونفذ على ما يبدو من دون أي تنسيق مع أشخاص آخرين، إلا أن حقيقة كون المنفذ هو مواطن بدوي من سكان النقب؛ من شأنه أن يؤجج الأوضاع، ومن المحتمل أن ينظر إليه الكثيرون على أنه بطل قام بتنفيذ عمليته بدوافع قومية".
وأضاف ليمور: "لقد علمتنا التجربة السابقة أن المنظمات المسلّحة ستحاول الآن تشجيع الهجمات المماثلة كما هو الحال دائمًا، وستنفذ أنشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، من شأنها أن تمنح الشباب أكبر قدر من الإلهام". واعتبر ليمور أن هجوم بئر السبع غير معتاد، حيث تمكن مهاجم واحد من قتل أربعة إسرائيليين قبل إطلاق النار عليه".
وفي سياق متصل, عبّرت مصادر أمنية "إسرائيلية" عن امتعاضها من حملة التضامن والدعم التي شهدتها مواقع التواصل الإجتماعي على إثر عملية بئر السبع البطولية، والتي وُجّهت فيها التحايا للشهيد محمد أبو القيعان منفّذ العملية. ووضعت المصادر كل ما نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي في سياق تحريض ما أسمتها بـ"المنظمات الإرهابية" على "الفوضى والعنف" بتشجيع من إيران ونشطاء حزب الله، بحسب زعمها.
وذكرت المصادر أنها تبذل مساعٍ كبيرة لمنع ما سمّته "التحريض ودعمه"، وأيضًا لمنع ظاهرة المحاكاة، على حد قولها.
إلى ذلك، أفاد موقع "والاه" العبري بأن ما يُسمّى بوزير "الأمن" الداخلي عومر بارليف أثار عاصفة عندما تعهّد بعدم الهدوء "الى أن يتم إدخال الجاني والمجرم الى السجن لإنزال أشد العقوبة به"، في حين أن منفّذ العملية قد أطلق النار عليه واستشهد متأثرًا بجراحه، الأمر الذي أثار الفوضى والغضب وسط الحاضرين.