
رأى المعلق العسكري "الإسرائيلي" في صحيفة "معاريف" تال ليف رام أنّ عملية حي "بني براك" في "تل أبيب" كانت الحادثة الأصعب الأخيرة في شهر آذار / مارس،
الفترة التي ترمز إلى حقبة دامية من العمليات في أرجاء "إسرائيل"، على حد تعبيره، موضحًا أنه خلال هذا الشهر قُتل 13 "إسرائيلياً"، من بينهم عدد من عناصر القوات الأمنية "الإسرائيلية"، في عشر عمليات حصلت في منطقة القدس وفي مدن أخرى، من بينها بئر السبع والخضيرة.
ويشدّد ليف رام على أنّ عملية "بني براك" كانت الأكثر فتكاً من بين سلسلة العمليات الأخيرة، حيث قتل فيها خمسة أشخاص بينهم شرطي، فيما أدت عملية الخضيرة إلى مقتل أربعة أشخاص، من بينهم عنصران من حرس الحدود، أما حصيلة عملية بئر السبع، فقد بلغت أربعة أشخاص قتلوا على يد فلسطيني من النقب.
إلى ذلك، بقيت عمليتا بئر السبع والخضيرة النوعيتان حاضرتين بقوة في المشهد الاعلامي "الإسرائيلي" مع توجيه الكثير من الانتقادات لـ"الشابك" على خلفية إخفاقه في إحباط العمليات المنفردة. وفي هذا السياق، رأى المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أنه يتعيّن على تحقيق يجريه "الشاباك" والشرطة حول عملية الخضيرة استيضاح ما إذا كانت عملية تقليد بإيحاء من عملية بئر السبع، أم أنها مبادرة منظمة أكثر من جانب من وصفها بمنظمة إرهابية. وأشار هرئيل إلى أن ثمة حاجة لاستيضاح لماذا لم يكن هناك إنذار مسبق للمرة الثانية على التوالي. فهذه المرة لم ينفذ العملية شخص بمفرده، اذ جاء مسلحان بمسدس على الأقل، ومن الجائز الافتراض أن هناك من باعهما إياه أو زودهما به.
بدوره، رأى المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشواع أن عملية الخضيرة تبدو كإخفاق لـ"الشاباك". متسائلاً كيف يُعقل أنه لم يُركّز جهدٌ أكبر ضد هذه الخلايا؟ وتقييم الوضع في الجيش "الإسرائيلي" و"الشاباك" قبل شهر رمضان كان أنه في حال حدوث تصعيد، فإنه سيكون في القدس والضفة الغربية، إلا أن هذه العملية، أي الخضيرة، يضيف يهوشواع لم تكن عفوية وقد خُطط لها مسبقاً، والمنفذان جاءا حاملين أسلحة وعملا بشكل محترف، ومرة أخرى، "الشاباك" لم يرصدهما.
ورأى المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن "الشاباك قوي في مناطق الضفة الغربية" وبشكل أقل بين من سماهم "عرب إسرائيل"، حيث تسري قواعد عمل أخرى، مشيراً الى أن عملية "حارس الأسوار"، أي معركة "سيف القدس" العام الماضي كانت دعوة اسيقاظ لـ"إسرائيل"، على حد تعبيره، لأحداث متعددة الجبهات والتشديد على العرب في الداخل.
وأشار يهوشواع إلى أن "الشابك" لم يتميّز خلال المعركة المذكورة لا بتوفير إنذار مسبق للأحداث ولا خلال اندلاعها، في إشارة إلى الهبة الشعبية والاحتجاجات على القمع "الإسرائيلي" في القدس المحتلة والعدوان على قطاع غزة.
وفي صحيفة "إسرائيل اليوم"، أكد الكاتب والمحلل السياسي نداف أيال أن شعور انعدام الأمن في "الشارع الإسرائيلي" هو في أخطر حضيض منذ أحداث "سيف القدس"، التي لم يُقتل فيها 11 "إسرائيليًا" في أسبوعٍ واحد.