ما الغاية من إطلاق الخطابات التحريضية في الحملات الإنتخابية وهل تحقق أهدافها؟ (تقرير)
تاريخ النشر 09:59 18-04-2022الكاتب: حسين سلمانالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
13
مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي في الخامس عشر من أيار، يواصل بعضُ الأفرقاء السياسيين الخطابات التحريضية لشدّ العصب الطائفي والمذهبي بهدف الحصول على مقعد نيابي هنا أو هناك،
ما الغاية من إطلاق الخطابات التحريضية في الحملات الإنتخابية وهل تحقق أهدافها؟ (تقرير)
بعيداً عن المصلحة الوطنية التي يُفتَرض أن تكون في صلب البرامج الانتخابية. خطاباتٌ تنعكس بشكل مباشر على الساحة المحلية فتؤدي إلى توتيرها وإدخالها في أجواء من التشنج وعدم الاستقرار. فما الهدف من هذه الخطابات؟
في معرض الإجابة، يقول الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد إن هذه الخطابات تحملُ دليلاً على فشل الجهات التي تطلقها ومأزقها السياسي، لأنها لم تعُد تحمل مشروعاً سياسياً مُقنعاً حتى بالنسبة إلى جمهورها، لذا هي تلجأ إلى شدّ العصب من خلال التحريض، وهذا يتناقض مع القوانين اللبنانية لأن من شأنه أن يخلق بلبلة وتوتراً، في حين أن لبنان بأمسّ الحاجة إلى الإستقرار، كما أن القوى الخارجية التي تدعم هذا الفريق المحرّض بدأت تشعر بأنه ظاهرة صوتية ولا يملك قوة فعلية على الأرض، وهذا الفريق بدأ بدوره يدرك أنه لن يحقّق أكثرية نيابية كما وعد مشغّليه في الخارج.
وعمّا إذا كان باستطاعة هذا الفريق تحقيق النتائج من خطاباته التحريضية هذه، يؤكد أبو زيد أنه لن يستطيع تحقيق أهدافه، لأنه يعيش حال إرباك وتفكّك داخلي، وهو لا يملك برنامجاً موحّداً أو قيادة موحّدة، كما أن جمهوره لم يعد مقتنعاً بالتوتير الذي يمارسه، لأن الناس تمنح الأولوية اليوم للشأن المعيشي والمالي، أما الخطاب التحريضي فهو لم يعد مجدياً.
وفيما المطلوب أن تحظى الإنتخابات النيابية بالتنافس الإيجابي لمصلحة المواطن اللبناني وتطلعاته لبناء وطنٍ مزدهر، أراد البعضُ ان يستثمر هذا الاستحقاق لاتخاذه منبراً لإطلاق الشعارات التحريضية، مستسيغاً إثارة النعرات الطائفية المَقيتة وتوتير الأمن والاستقرار ومستسهلاً تخطي الأدبيات القانونية والأخلاقية والإنسانية.