
نظّمت اللجنة الفلسطينية ليوم القدس العالمي مهرجانًا مركزيًا بمناسبة يوم القدس العالمي بعنوان "بسيف القدس نمضي" وذلك في ملعب فلسطين بمدينة غزة.
وتحدّث في الاحتفال الأمين العام لحركة "الجهاد الاسلامي" زياد النخالة، وعضو المكتب السياسي في حركة "حماس" القيادي روحي مشتهى كلمة بالمناسبة، وتخلله كلمة لقائد حرس الثورة الإسلامية في إيران اللواء حسين سلامي وذلك لأول مرة في خطاب جماهيري في فلسطين، كما شهد المهرجان تكريمًا لعوائل شهداء معركة "سيف القدس".
النخالة: وحدة المقاومة ركيزة في هزيمة المشروع الإسرائيلي
وقال النخالة: "القدس هي عنوان هويتنا وديننا وتاريخنا ودونها أرواحنا وعليه يجب الجهاد والقتال لتحريرها من الاحتلال الصهيوني، وأن تدنيس اليهود اليومي للمسجد الأقصى يجب أن نقاومه بكل ما نملك من قوة، وأن يبقى حافزًا ومحركًا لطاقات شعبنا ونضالاته على كل المستويات".
وأكَّد أنَّ "وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده أساس انتصارنا في معركتنا مع العدو، وأن الحفاظ على هذه الوحدة يعتبر أولوية قصوى، ويجب أن نسعى جميعًا لحمايتها وتعزيزها".
وشدد على أنَّ "وحدة قوى المقاومة العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني، والتعاون والتكامل معها إلى أبعد مدى ممكن، ركيزة مهمة لهزيمة هذا المشروع".
وأضاف النخالة: "حدة قوى المقاومة الفلسطينية ضرورة، والتوافق على برنامج كفاحي ثابت وواضح سيكون ضمانة أكيدة لوحدة الفعل سياسيًّا وعسكريًّا".
وتابع الأمين العام لحركة "الجهاد الاسلامي": "إن يوم القدس الذي اختاره الإمام الخميني رضوان الله عليه، يأتي هذا العام، متزامنًا مع الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس التي أبلى فيها شعبنا ومقاتلونا الأبطال بلاء عظيمًا، ومتزامنًا مع ليالي القدر العظيمة من شهر رمضان المبارك، ليكون يوم يقظة لجميع الشعوب الإسلامية، ولتبقى مشاعر الرفض للكيان الصهيوني حية في نفوس المسلمين، ومن أجل رفع مستوى الوعي بمسؤولية الأمة تجاه فلسطين، وليذكرنا جميعًا بطبيعة العدو الذي نقاتله، وبخطر المشروع الصهيوني الذي نواجهه".
وبيَّن أنَّ هذا الكيان الذي نشأ على أنقاض الشعب الفلسطيني بالقتل والتدمير وارتكاب المذابح، وشرد الملايين من أبناء شعبنا على بقاع الأرض، واستولى على مقدساتنا، وما زال يمارس جرائمه على نحو يومي بحق الشعب الفلسطيني، على قاعدة نظرته الدونية للبشر، ومشروعية استباحة الدم والمال والأرض من أجل سيادة العرق اليهودي.
وأشار إلى أنَّ:"هذه هي الحقائق التي نعيشها، ويعاني منها شعبنا على مدار الوقت، ويؤكدها الواقع كل يوم على امتداد الوطن، ونزيف الدم لا يتوقف، وعمليات القتل اليومي، وتدمير البيوت، والاستيلاء على الأرض وإقامة المستوطنات عليها. ورغم ذلك، فشعبنا ما زال يواجه ويتصدى ويثبت بإرادته الحية أننا لن ننكسر ولن نستسلم، وسنبقى نقاوم ونقاتل وندافع عن مقدساتنا وأرضنا، فإما نحن وإما هم في هذه البلاد، ولن نتركهم يجعلون منا عبيدًا في بلادنا. فلنشحذ الهمم، ونبني على تاريخنا، وعلى سيرة نبينا الأكرم عليه الصلاة والسلام وهو يحرض المؤمنين على القتال، فهذا الذي يجب أن يسكننا جميعًا".
وأوضح النخالة أنَّ منطقتنا دخلت منذ سنوات في مرحلة مختلفة تمامًا، وازداد المحور الذي يستهدف قضيتنا ومقدرات أمتنا وضوحًا، وأصبح مُحرم الأمس حلال اليوم، وما كان يُحاك في الخفاء ويُخطط له في الغرف المغلقة نراه ونسمعه دون خجلٍ من فاعليه على الهواء مباشرةً، وما مؤتمر النقب وغيره من المؤتمرات واللقاءات المشتركة، وحملات التطبيع بالجملة، إلا أكبر دليل على ذلك.
واعتبر أنَّ هذا مفصلٌ تاريخيٌ قاسٍ وصعب ومحزن ومؤلم، فيه الكثير من المخاطر والتحديات والتهديدات، حيث تتم تهيئة كل المناخات السياسية والرسمية والشعبية والوجدانية والعاطفية والعملية لتحقيق الهدف المركزي، وهو تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء الأمل الفلسطيني بالتحرير والعودة.
ولكن النخالة لفت إلى أنَّه "رغم ذلك، فإن قوى المقاومة تزداد يقينًا بالنصر، ويشتد عودها. والمعارك التي خاضتها ضد العدو على مدار السنوات الماضية، وآخرها معركة سيف القدس، تثبت أنها عصية على الهزيمة، وأنها أقدر على الصمود ومقارعة العدو، وتخلق وقائع جديدة على الأرض، وتفرض قواعد اشتباك تجعل العدو يحسب ألف حساب لكسرها".
وختم الأمين العام لحركة "الجهاد" قائلاً: "لكنني أحذر هنا من الركون لذلك، وتجاهل ما يخططه العدو لها. لقد قلت سابقًا، وأقول الآن: إن العدو ودولاً كثيرة ينظرون لغزة أنها قنبلة موقوتة، ويجب تفكيكها بكل الوسائل الممكنة، وتبذل جهود حثيثة من أجل ذلك. وما الضغوط الاقتصادية من قبل العدو، والتهديد بإغلاق المعابر، إلا أحد مظاهر هذه الضغوط، وهذا ما يتحدث به العدو صراحة على لسان قادته العسكريين والسياسيين."
مشتهى: المقاومة جاهزة بكل الساحات في حال ارتكب أي حماقة
من جهته، حذر عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" روحي مشتهى، الاحتلال "الإسرائيلي" من مغبة ارتكاب أي حماقة، مؤكدا أن المقاومة جاهزة في كل الساحات.
وشدد مشتهى على أنَّ "صدى معركة سيف القدس شمل كل فلسطين ولا سيما في الضفة والقدس والداخل المحتل الذي أراد العدو أن ينسى فلسطين".
وقال: "ما تحقق في عام معركة سيف القدس لم يتحقق على مدى سنوات طويلة". وأكد مشتهى على أننا "لن نغفل عن قضية الأسرى ولن ندخر جهداً من أجل تحريرهم".
ورأى أن "الحل لا يكون إلا بوحدتنا وعلينا الالتزام بخيار المقاومة من أجل استعادة الحقوق وتحرير الأرض. وأن أكثر ما يخشاه العدو هو وحدة الفلسطينيين وهو ما يجب تحقيقه. كما شدد مشتهى على أن غزة جاهزة في كل مكان وزمان بكل خياراتها لإسناد الشعب الفلسطيني بدءاً من القدس".
وحول يوم القدس العالمي، لفت مشتهى إلى أنَّ "الإمام الخميني دعا مبكراً الأمة إلى تصحيح البوصلة حين دعا إلى يوم القدس العالمي لأنها القضية الأساسية الجامعة".
وأكَّد أن هناك حكومات عربية سعت إلى إنهاء القضية الفلسطينية لكنها تجرعت المر مراراً ولم تفهم الدرس بعد، مضيفًا: "لا بد لهذه الحكومات أن تعيد النظر في حساباتها رغم أنه لا يمكن الرهان عليها وإنما على شعوبها".
ووجه عضو المكتب السياسي في "حماس" رسالة للشعوب العربية والإسلامية قائلًا "لا تنقصنا الإرادة والقوة والعزيمة لكن المطلوب منكم هو الدعم بالسلاح أو المال أو غيرهما".
وأردف مشتهى: "على العدو أن يعلم أنه أخذ فرصته طويلاً وبات واضحاً أن هذا الكيان جمع أسباب فنائه والفرصة ضيقة أمامه وعليه الرحيل"