المفتي قبلان: "تل أبيب" تعيش اليوم هاجس محور المقاومة المتعاظم
تاريخ النشر 13:01 29-04-2022 الكاتب: إذاعة النور المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام" البلد: محلي
21

رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة، أن "آخر جمعة من شهر رمضان مفصل في غاية الأهمية، لأنها وقفة على مفهوم شهر رمضان من العدالة السياسية والانتصار لحقوق الشعوب،

المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان
المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان

وتأكيدٌ على مناهضة الظالم والفاسد والطواغيت، وتقديم حق السماء والأرض كأساس لمفهوم الصيام والقيام والانتماء لله سبحانه وتعالى".

وقال: "هي جمعة دعا إليها الإمام الخميني لتكون يوماً للقدس، وصرخة استنهاض الأمة، سوى أن أكثر الأمة إمّا تهوّد أو تأمرك أو ضلّ الطريق، إلا قلّةً لبّت دعوة الإمام الخميني فأسّست لمحور المقاومة، وقلبت موازين القوة بشدة؛ وبعدما كانت تل أبيب قوة الأوسط، أضحت اليوم قوة تعيش هاجس محور المقاومة المتعاظم، الذي يطوّقها بالصواريخ الثقيلة والدقيقة من كل جهة، ويحقّق أكبر الانتصارات الاستراتيجية على طول ميادين الشرق الأوسط وغرب آسيا، واليوم اليد العليا لمحور الشرف والكرامة، لغزة وفصائل المقاومة، التي قلبت الموازين القديمة، فقضية تحرير فلسطين والقدس رأس أولويات طهران ومحور المقاومة، وهي مسألة وقت وليس أكثر، وما كان حلماً صار ببركة قادة محور المقاومة وشهدائها واقعاً محسوماً، والأيام المقبلة ستشهد على ذلك إن شاء الله تعالى". 

أضاف: "إن البلد يعيش مخاض أسوأ حرب صامتة وسط سياسات أميركية إقليمية تُطبق على لبنان بأنواع مختلفة من أشكال الحصار، وأساليب الخنق، ومحاولات اختراق الداخل بكل إمكانياتها، إلا أن لبنان يبقى لبنان، ومن انتفض في السادس من شباط، ومن أسقط 17 أيار، ومن هزم تل أبيب والمتعددة الجنسيات، هو رابح معركة الخيارات السياسية والوطنية. والخيار السياسي هو نفس الخيار السيادي والانتخابي، ومن خاض حرب سوريا في وجه أعتى دول العالم سيربح حرب مستقبل لبنان، وما تعتقده واشنطن أنه طريقة فعالة لاستسلام لبنان، سيكون السبب المباشر لتطهير مفاصل القوة في لبنان من النفوذ الأمريكي. 

وتابع المفتي قبلان: "قلنا مراراً تداركوا الناس ومرارة أيامها، التي لا سابق لها، لأن الكارثة المعيشية ستدفع الناس لترتيب أولوياتها السياسية من جديد، ومعها ستكون المعركة معركة إسقاط لكل الطبقة الفاسدة، وليس إسقاط لبنان والعيش المشترك، ومن يروّج لحرب أهلية انتخابية ليس إلا خائن وطن، وزمن تهريج البعض للعب دور سمسار متاريس انتهى، وكل أموال العالم ومنها مال النفط عاجز عن التأثير، والمعركة الانتخابية اليوم لإنقاذ القرار السياسي، وكلنا وناسنا سنحمل معاً عناء الحصار والخنق، وقدرتنا على كسر هذا الحصار ستكون هي الحاسمة، وزمن الانتصار السياسي ليس بعيداً، وما يجري في المنطقة والعالم لا يصبّ في صالح العملاق الأميركي العاجز". 

ونصح قبلان "بعض القوى السياسية بعدم الاستثمار بالنعرات الطائفية، فزمن الدويلات في طريقه إلى الزوال"، قائلا: "إننا نريد أن نعيش معاً، ضمن مشروع دولة قوية وعادلة، بلا غالب ومغلوب، وما نعيشه اليوم مخاض دولة قوية، بفريقها السياسي الوطني وعيشها المشترك وعدالتها الاجتماعية وسلمها الأهلي ومشروعها الوطني، وخوض الانتخابات النيابية ضمن هذا الهدف الكبير". 

ولفت إلى أن "تغيير هوية لبنان عن طريق الاقتصاد والمال هو حلم العاجز، وإياكم وتصفية الودائع فإن هذا سيصفّي بعض الطبقات السياسية والمالية للأبد". وحذر بشدة "من وصفة صندوق النقد لأنها بمثابة سم سياسي، والحلّ يبقى بانفتاح لبنان شرقاً، لأن لبنان لن يبقى ساحة ضغط وتوظيف واستنزاف". وأشار إلى أنه "كما تحارب واشنطن روسيا بآخر أوكرانيٍّ، ستحارب بآخر سمسار في هذا البلد وهي لن تحصد إلا الخيبة والفشل، لأن لبنان سيبقى لشعبه وناسه ولن يكون لبنان إلا حراً مستقلاً ممانعاً رغم كلفة الأثمان".