
بالصوت والصورة، إعترف مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر بدور واشنطن في تسريع حصول الإنهيار المالي في لبنان، وفق تصريحات أوردتها صحيفة "الأخبار"،
خلال ندوةٍ عقدها أمس "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، وحملت عنوان "ديناميات حزب الله والشيعة وانتخابات لبنان"، حيث أشار شينكر في مداخلته إلى دور إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تسريع حصول الانهيار المالي في لبنان عندما قال بالحرف (ضاحكاً بطريقة شامتة): "فرضنا عقوبات على مؤسسات حزب الله المالية، كبنك الجمّال، مع الحرص على مزامنة ذلك مباشرة بعد قيام وكالة موديز للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف لبنان"، وأضاف: "في اليوم التالي أعلنّا فرض العقوبات على بنك الجمّال، كنّا نحن من يقف خلف قرار خفض تصنيف لبنان الائتماني".
اعترافات شينكر، وفق صحيفة "الأخبار"، طالت الكشف عن بعض تفاصيل مشروع الاستثمار في ما يُسمّى المجتمع المدني NGO’S، فهو أقرّ بأنّ واشنطن كانت تبحث عن الفرص السياسية، وهي رأت أنّ هناك فرصة لهزيمة حزب الله كما في الانتخابات البلدية عام 2016، وهنا استشهد شينكر بحالة "بيروت مدينتي" خلال الانتخابات البلدية، وقال إنّهم أرادوا "البناء على هذه التجربة".
وعن الإستثمار بخلق ما أسماها "قوى بديلة"، قال شينكر إنّ واشنطن زرعت رجال أعمال شيعة، حيث أنّه زار لبنان مرتين أو ثلاث مرات خلال توليَّه منصبه كمساعد لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وعقد لقاءات مع رجال أعمال شيعة معارضين لحزب الله، كاشفاً أنّ الفكرة كانت تتلخّص في الترويج لفرص اقتصادية للمناطق الشيعية، للمساعدة على إضعاف اعتماد هذه المناطق على حزب الله.
وإستبعد شينكر، بحسب صحيفة "الأخبار"، أنّ تغيّر الإنتخابات الوضع بشكل دراماتيكي، معتبراً أنّ من وصفها بالمعارضة منقسمة بشكل مريع، وتمتلئ بالقادة النرجسيين والشخصانيين الذين هم مهتمون أكثر بأن يتزعّموا أحزابهم، على أن يتوحّدوا للإطاحة بمن إعتبرهم نخبة فاسدة. وقال شينكر متعجّباً: "هناك حوالى مئة حزب يترشّح في الإنتخابات، الأحزاب المعتادة وأيضاً أحزاب صغيرة"، وأضاف: "أخمّن بأنّهم سيأكلون بعضهم بعضاً ولن يربحوا ما يكفي من المقاعد لإحداث تحوّل في التوازن"، على حد تعبيره. وعرّج الدبلوماسي الأميركي السابق على مسألة الهجوم على "التيار الوطني الحر" وتصويره على أنّه "فاسد" من باب علاقته بحزب الله، معتبراً أنّه ليس من الواضح إن كان هذا الأسلوب سيؤثّر على خيارات القاعدة التصويتية المسيحية كما يُراد لها.