فالحديث عن اعتداءات العدو "الإسرائيلي" على لبنان يحتاج إلى مجلدات ربما، ويمكن تقسيم مراحل العدوان والاحتلال إلى ثلاث، أولها بدأ منذ العام تسعةٍ وأربعين إلى العام سبعة وستين وفق الباحث الاستراتيجي العميد د. أمين حطيط الذي يلفت الى ان اعتداءات كيان العدو في تلك المرحلة كان يتم متابعتها مع لجنة الهدنة اللبنانية "الاسرائيلية" عام 1949 وكانت"اسرائيل" بضغط من هنا او هناك تتراجع عن عدوانها الا اذا كان العدوان متمثل بتدمير او قتل .

المرحلة الثانية كانت خطيرةً، وهي بعد عام سبعةٍ وستين حيث ألغى العدو اتفاقية الهدنة من جانبٍ واحد فأمعن في عدوان متفلت من اي قيود حيث قام العدو الصهيوني عام  1989 بتدمير الاسطول الجوي اللبناني المؤلف من 13 طائرة وعطل الحياة الاقتصادية في الجنوب وبدأ بقضم الاراضي مثل مزارع شبعا وانتهك السيادة اللبنانية جوا وعطل حركة الحياة البحرية جنوب منطقة صور .

وبعد مسيرةٍ زاخرةٍ بالتدمير والقتل والمجازر والاحتلال، جاءت بحسب حطيط المرحلة الثالثة وذلك ما بعد عام ألفين وألفين وستة، حيث حاول كيان العدو في هذه المرحلة الانقلاب على ما حصل في العامين 2000 و 2006 فتصدت المقاومة وفرضت معادلات ردع ومنعت "اسرائيل" من تهديد امن السكان بحيث اصبحت منطقة الجنوب هي المنطقة الاكثر امنا في لبنان بسبب سلاح المقاومة .

هي محطات كثيرة من الاعتداءات والمجازر والاحتلال مرّ بها لبنان، والتجارب أثبتت أنه لا يمكن وقف عدوان العدو "الإسرائيلي" إلا بوجود قوةٍ رادعة، والمقاومة في لبنان حققت هذه القوة التي تستطيع أن تحمي الأرض والإنسان وأيضاً الثروات.