
تجاوز لبنان بالأمس قطوع الاستحقاق الأول بعد الانتخابات النيابية برياحٍ لم تَشتَهها سفُن بعض مَن في الداخل والخارج،
استحقاقٌ أظهر أن الأغلبية التي تغنّى بها البعض لم تكن واقعية، بل على العكس من ذلك تماماً، إلا أن الواقعَ الذي أفرزته نتيجة جلسة الأمس هو أن البرلمان أحوج ما يكون إلى تضافر جهود أعضائه للذهاب الى ورشة تشريعات تؤسس لبناء الوطن وتسيّر عمل مؤسساته بعيداً عن لغة التعطيل.
وبالموازاة، تتجه الأنظار إلى الاستحقاق الثاني المتمثل بتشكيل حكومة في المرحلة المقبلة، وفي ظل الأوضاع المتردية على المستويات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، فإن البلاد أحوج ما تكون إلى حكومةِ وحدة وطنية تعمل على وضع خطط استراتيجية متكاملة لمعالجة الملفات الداهمة، وفي مقدمها ضرورةُ استخراج الثروات النفطية من المياه الإِقليمية اللبنانية.
صحيفة "البناء" نقلت عن مصادر سياسية قولها إن فوز رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالدورة الأولى وبخمسةٍ وستين صوتاً يعكس نجاح فريق المقاومة بالحفاظ على الأكثرية النيابية في استحقاقات حاسمة، وتضمّ هذه الأكثرية الثنائي والتيار لأكثر من سبعين نائباً في القضايا الكبرى والمصيريّة كسلاح المقاومة والتوطين والتطبيع وحماية حقوق البلد وثرواته.
مصادر في "التيار الوطني الحر" قالت لصحيفة "اللواء" إن الورقة البيضاء التي وُضِعت في صندوق انتخاب الرئيس برّي لم تُقابَل بالمثل، ومع ذلك صوَت الثنائيُّ الوطني لمصلحة مرشّح النائب جبران باسيل، الياس بو صعب، وأضاف المصدر: "لكن في المستقبل يمكن للاوراق البيضاء ان تلتقي مع القلوب البيضاء".
عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي ابو الحسن قال في حديث لصحيفة "اللواء" في تقييمه للجلسة إن النائب الياس بو صعب كان يحوز سبعةً وخمسين صوتاً من اصوات قوى الممانعة وتفاهم مار مخايل، وأضاف: "فليخبرنا السياديون والتغييريون من أين جاء بالأصوات الإضافية للفوز؟"، وقال: "لقد جاؤوا الى المجلس لإفتعال عراضة شعبوية بدءاً من مسيرتهم من المرفأ الى رفع صور شهداء الانفجار وكانت مسرحية فاشلة قام بها هؤلاء وعليهم ان يلاقوا الاوادم في المجلس لإنجاح العمل وتحقيق التغيير".