العدوّ يقرأ في نتائج مسيرة الأعلام: لا سيادة لـ"إسرائيل" على القدس
تاريخ النشر 13:18 04-06-2022 الكاتب: إذاعة النور المصدر: برنامج "استراتيجيا" البلد: إقليمي
10

"إسرائيل" لا تملك السيادة على ما تعتبره "عاصمتها".. هذا ما خلص إليه معظم معلّقي كيان العدو "الإسرائيلي" في قراءتهم لنتائج مسيرة الأعلام الأحد الماضي.

على وقع التأهب والترقب.. العدو ينظم مسيرة الأعلام اليوم في القدس.. وفصائل المقاومة تحذر من تجاوز الخطوط الحمر
على وقع التأهب والترقب.. العدو ينظم مسيرة الأعلام اليوم في القدس.. وفصائل المقاومة تحذر من تجاوز الخطوط الحمر

وفي هذا السياق، شدّد المراسل البرلماني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عاميحاي أتالي على أن "القدس ليست موحّدة في الحقيقة، والوحيدون الذين يحتفلون بتوحيدها الجزئي هم الذين يعتمرون القلنسوات المنسوجة"، أي أتباع الصهيونية الدينية والحريدية القومية، من غلاة المتطرفين في اليمين "الإسرائيلي".

وأضاف قائلاً عن هؤلاء المتطرفين: "دعونا نراهم يسيرون لوحدهم، في يوم عادي، إلى "جبل الهيكل"، أي المسجد الأقصى، فلا أحد منهم كان سيجرؤ على القيام بذلك، ويكاد لا يوجد يهودي في العالم يجرؤ على ذلك. فالسير في هذا المسار مع علم "إسرائيل" هو انتحار مؤكد.

وأكد الكاتب أن "مسيرة الأعلام لا تساوي شيئاً. فبعد طيّ الأعلام، لم يفكر أحد بأن يقوم بمسيرة مشابهة لوحده. ويجب أن نتوقف عن الكذب على أنفسنا. فلا توجد سيادة في القدس في عهد نفتالي بينيت، ولم تكن هناك سيادة كهذه أيضاً لدى نتنياهو، أولمرت، شارون وجميع أسلافهم في رئاسة الحكومة الإسرائيلية. وبسبب قادة لم يجرؤوا على اتخاذ قرارات، القدس لم توَحّد أبداً".

من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل إلى أنه "رغم الجهود الكثيرة التي بذلها ناشطو اليمين المتطرف، لم تؤدِ مسيرة الأعلام في القدس القديمة إلى اشتعالٍ كبير بين إسرائيل والفلسطينيين. وبدلاً من ذلك، شاهدنا المجموعة الإعتيادية لمظاهر العنصرية، شجارات عنيفة بين يهود وعرب وشعور عام بالاشمئزاز".

وإذ ذكر الكاتب أن حكومة بنيامين نتنياهو كانت قد غيّرت العام الماضي مسار "مسيرة الأعلام"، في أعقاب معلومات استخباراتية أن "حماس" ستطلق قذائف صاروخية، قال إن حكومة بينيت تصرفت هذا العام بشكل مختلف، وغلفت خطوتها بكلام كثير حول "سيادة وطنية وعاصمتنا الأبدية"، لكن الواقع أن خطوتها هذه ناجمة عن ضرورات سياسية داخلية. فرئيس الحكومة يخضع لضغوط كبيرة من جانب اليمين، وخاصة من جانب الأعضاء المتمردين في حزبه، يميناً. وكان من شأن تغيير المسار أو لجم المشاركين في المسيرة أن يؤدي إلى أزمة أخرى في ائتلافه، الذي فقد أغلبيته في الكنيست. ولفت هرئيل إلى حصول  أحداث بشعة كثيرة خلال المسيرة, بسبب اعتداءات المشاركين فيها على مقدسيين، وجرى التوضيح من خلالها أن الرؤية العنصرية لمئير كهانا بات يؤيدها كثيرون في الجيل الحالي. ودل الاحترام الكبير الذي استقبل به كبير الكهانيين، عضو الكنيست إيتمار بن غفير، من كتلة الصهيونية الدينية، على خطورة الوضع.

وفي سياق متصل, سخِر رئيس "الموساد" السابق تمير باردو من مسيرة الأعلام, ومن مزاعم السيادة "الإسرائيلية" على مدينة القدس, متسائلاً عن عاصمة في العالم تحتاج للآلاف من عناصر الأمن لتأمين الذين يتحركون فيها. وقال باردو: "هل نصدق أنه لأسابيع طويلة تجري الحكومة تقديرات وضع لإجراء مسيرة في عاصمتها؟ هل يمكن أن يحدث أمر كهذا في لندن أو باريس أو واشنطن. دولة كاملة كل نشرات أخبارها تناقش اذا كان بالإمكان إجراء مسيرة في عاصمتها. ليس لهذا الأمر سابقة في أي مكان"، وفق قوله.