أثار تصريح الناطق باسم الحزب الحاكم الهندي نوبور شارما المسيء للرسول الأكرم محمد بن عبدالله (ص) غضباً واسعاً داخل الهند وخارجها واستنكاراً رسمياً من دول عربية وإسلامية.
وشهدت عدة مناطق في الهند تظاهرات غاضبة ومواجهات بين المسلمين الهنود وقوات الأمن، منذ يوم الجمعة، بسبب تصريحات المتحدث باسم الحزب الحاكم.
وألقت شرطة "أوتار براديش" القبض على 800 شخص، واعتقلت 24 واحتجزت 12 لاستجوابهم بعد تظاهرات غاضبة في كانبور وهي واحدة من أقدم البلدات الصناعية في شمال الهند.
ودان المتحدث باسم أنصار الله في اليمن محمد عبد السلام، الأحد، إساءة المتحدث باسم الحزب الحاكم الهندي للرسول الأكرم (ص)، مؤكداً أنّ "الإساءة للنبي محمد صلوات الله عليه وآله وإلى أزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن مدانة وغير مقبولة، وهي ترتد على أصحابها وتمثل إفلاسا أخلاقيا لهم، وإن مقام الأنبياء ورسالاتهم قضية واجبة الاحترام والتقديس من قبل كل الأمم والشعوب".
بدورها، استدعت قطر، اليوم، السفير الهندي لديها لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية حول تصريحات مسؤول بالحزب الحاكم ضد النبي محمد (ص)، وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، عن شجبها لتصريحات المسؤول في الحزب الحاكم الهندي.
واستدعت وزارة الخارجية الكويتية، اليوم، السفير الهندي وسلمته مذكرة احتجاج على التصريحات المسيئة للرسول الكريم (ص)، وطالبت "باعتذار علني عن تلك التصريحات المعادية والتي سيشكل الاستمرار فيها دون إجراء رادع أو عقاب إلى زيادة أوجه التطرف والكراهية وتقويض عناصر الاعتدال".
من جانبها، استنكرت منظمة التعاون الإسلامي، اليوم، الإساءات الهندية، داعيةً السلطات الهندية للتصدي بحزم لتلك الممارسات، وطالبت السلطات الهندية بالتصدي بحزم لهذه الإساءات وكل أشكال التطاول على الرسول محمد (ص)، وعلى الدين الإسلامي، وتقديم المحرضين والمتورطين ومرتكبي أعمال العنف وجرائم الكراهية ضد المسلمين إلى العدالة ومحاسبة الجهات التي تقف وراءها.
واعتبرت المنظمة أن "على السلطات الهندية ضمان سلامة وأمن ورفاه المجتمع المسلم في الهند وحماية حقوقه وهويته الدينية والثقافية وكرامته وأماكن عبادته"، ودعت "المجتمع الدولي، لا سيما آليات الأمم المتحدة والإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان، إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للممارسات التي تستهدف المسلمين في الهند".
من جهته، أعلن حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندي الحاكم "احترامه لجميع الأديان"، مندداً بشدة بإهانة أي شخصيات دينية وذلك على خلفية تصريحات نوبور شارما الناطق باسم الحزب الحاكم ضد الرسول الأعظم محمد بن عبدالله (ص).
وقال الحزب الهندي الحاكم إن "خلال آلاف السنين من تاريخ الهند، يحترم حزب بهاراتيا جاناتا جميع الأديان"، مندداً بشدة بإهانة أي "شخصيات دينية"، وأضاف أنّه "يُعارض بشدة أي أيديولوجية تهين أو تحط من قدر أي طائفة أو دين"،لافتاً إلى أنّه "لا يروج لمثل هؤلاء الناس أو الفلسفة".