السيد نصر الله: المقاومة لن تسمح للعدو بنهب ثروات لبنان وكل الخيارات مفتوحة
تاريخ النشر 22:09 09-06-2022 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
34

أكَّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنَّ لبنان بات أمام مرحلة جديدة بعد وصول السفينة اليونانية ومهمتها ليس الحفر والتنقيب بل أتت من أجل الاستخراج والانتاج.

السيد نصر الله: المقاومة لن تسمح للعدو بنهب ثروات لبنان وكل الخيارات مفتوحة
السيد نصر الله: المقاومة لن تسمح للعدو بنهب ثروات لبنان وكل الخيارات مفتوحة

وأشار السيد نصر الله إلى أنَّ السفينة تمركزت بالقرب من "كاريش" وقرب المنطقة المتنازع عنها أي الخط "29".

وقال سماحته: "العدو يقول للبنانيين والعالم أنه خلال فترة وجيزة ستبدأ هذه السفينة التي هي بمثابة منصة عائمة باستخراج النفط والانتاج ومن بعدها التصدير وكأن هذا حقه الطبيعي".

وأضاف: "ما جرى في الأيام الماضية هو اعتداء للبنان ووضع لبنان أمام موقف صعب وإن كنا نتحدث عن منطقة متنازع عليها من وجهة نظر المسؤولين".

وأوضح أنَّه "بعد الاعلان عن هذا التطور الميداني سمعنا بيانات وتصريحات تعبر عن موقف الدولة من قبل الرئيسين عون وميقاتي".

وتوجه السيد نصر الله إلى اللبنانيين قائلًا: "إننا أصبحنا أمام موضوع يجب ان يتحول إلى قضية لبنانية كبرى تتعلق بالحدود البحرية والثروة الموجودة في هذه المنطقة من النفط والغاز والتي هي ملك الشعب اللبناني أيًا تكن طائفته".

وبيّن أنَّ "أمامنا ثروة هائلة تقدّر بمئات الملايين وهي ملك للشعب اللبناني كما أنَّ هذه الثروة هي الأمل الوحيد لوقف الانهيار ومعالجة المشاكل التي نعانيها".

وأكَّد سماحته أنَّه "يجب أن نضع أمامنا هدفًا لحماية هذه الثروة إضافة إلى التنقيب والحفر ولاحقًا الاستخراج، وبعد الاستخراج يجب استثمار هذه الثروة".

ولفت السيد نصر الله إلى أنَّ هذه الثروة تتعرض لمخاطر أبرزها محاولات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لسلخ مساحات كبيرة من لبنان وما تحويه من ثروات.

وأضاف: "الخطر الثاني هو منع لبنان من الاستخراج، حيث مُنعت الشركات التي أبدت استعدادها للعمل مع لبنان من العمل، وهدّدت بالعقوبات من قبل أمريكا وكيان العدو".

وذكر أنَّ "كل الدول المطلة على المتوسط لديها حق بالتنقيب عن النفط والغاز وهذا ما تقوم به إلا سوريا التي تخضع لقانون قيصر ولبنان".

الأمين العام لحزب الله تابع: "الخطر الثالث يتمثل بالوقت أي بإفراغ الثروات من هذه الحقول وذلك عبر ابقاء لبنان في دائرة المفاوضات لمدة طويلة وبعد التوصل لنتيجة واستقدام الشركات قد لا نجد أي نفط أو غاز".

وشدَّد على أنَّه أمام هذه المخاطر يجب أن يشعر كل اللبنانيين بالسمؤولية الوطنية والدينية والانسانية وهذه القضية الوطنية الكبيرة لا تقل أهمية عن تحرير الشريط الحدودي المحتل ولا تقل المسؤولية عن تلك المرحلة.

واعتبر أنَّه يوجد مميزات في هذه القضية الوطنية أن المستفيد هو كل الشعب اللبناني ما بشكل حافزًا لأن يتحمل الجميع المسؤولية.

وقال السيد نصر الله: "ونحن ذاهبون لتحمل المسؤولية يجب أن نعلم أن الوقت ليس في صالح لبنان فالتأخير يعني ضياع هذه الثروة من لبنان خصوصًا بعد بدء الاستخراج من حقل "كاريش"".

وشدَّد سماحته على أنَّه "يجب وضع هدف في سياق خدمة هذه القضية الوطنية وهو منع العدو من بدء عملية الاستخراج من حقل "كاريش"، وليس مهمًا أين وقفت السفينة لأنه يكفي أن تقف قرب الحقل لتتمكن من الاستخراج وما ستستخرجه هو موضع نزاع".

وبيَّن أنَّ لبنان في هذه المواجهة يملك الحق، والدافع والحاجة القصوى، ويملك القوة تحت عنوان الجيش والمقاومة.

وأكّد السيد نصر الله أنَّ المقاومة تملك القدرة العسكرية والمالية والأمنية والمعلوماتية واللوجستية والعديدة لمنع العدو عن استخراج النفط والغاز من حقل "كاريش".

وأشار إلى أنَّ "ما ستخسره اسرائيل في أي حرب يهددون بها أكثر بكثير مما يمكن ان يخسره لبنان"، مضيفًا: "تهويل وتهديدات العدو اعتدنا عليها، ولكن ارتكابهم لأي خطأ ستكون تداعياته ليس استراتيجية بل وجودية وليس معلومًا إن كانت ستبقى المشكلة فقط مع لبنان".

وركّز السيد نصر الله على أنَّه "يجب تعزيز الموقف الشعبي وإن رأى العدو ذلك سيتغير موقفه، لأنه دائمًا يعتبر أننا في حالة انقسام لذلك يجب أن يرى كافة الشعب اللبناني بكتله وسياسييه ومثقفيه في موقف ثابت وحاسم من هذه القضية".

وذكر أنَّه في حال اختارت الدولة خيار التفاوض يجب أن تقف الدولة والمقاومة والجيش والشعب إلى جانب الطرف اللبناني المفاوض ما سيعزز موقفه ويدعمه ويمنحه القوة.

ورأى أنَّه في المعركة الوطنية الكبرى يجب الارتقاء الى مستواها والخروج من الزواريب السياسية الضيقة، ذاكرًا أنَّ "بعض المهتمين والحريصين ممن يدعون إلى توقيع المرسوم الذي يقضي بتثبيت خط الـ 29 لكنهم بينون عليه توقعات غير صحيحة بناء على التجربة".

وفي السياق، أوضح سماحته أنَّنا "أمام عدو لا يعترف بقرارات دولية والمنطق الوحيد الذي يسير عليه هو منطق القوة والاستعلاء وبالتجربة لا يستجيب لأي قرار دولي ويستجيب فقط بالضغط والمقاومة وقد انسحب بالقوة عام 2000 ومن قطاع غزة".

وبيَّن أنَّ المقاومة اليوم هي من الخيارات الموجودة لدى الدولة والشعب اللبنانيين في هذه المواجهة حول الثروة النفطية.

الأمين العام لحزب الله أكَّد أنَّ المقاومة المقتدرة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان ولن تقف مكتوفة الأيدي.

وشدَّد السيد نصر الله على أنَّ كل الخيارات مفتوحة أمام المقاومة وموجودة على الطاولة وبدون أي تردد، وعندما يهدد العدو بالحرب يجب عليه أن يعلم أنّ المقاومة لا تخافها.

وأضاف: "أي عمل باتجاه استخراج النفط والغاز من "كاريش" يجب أن يتوقف وعلى العدو أن ينتظر نتيجة المفاوضات كما يفعل لبنان".

وتوجّه سماحته إلى الشركة اليونانية المالكة للسفينة قائلًا: "عليها أن تعلم أنّها شريكة بالاعتداء على لبنان وهذه يترتب عليه تبعات وعليها الانسحاب سريعًا، وعلى من أرسلها أن يتحمل المسؤولية لما قد يحصل لهذه السفينة ماديًا أو بشريًا".

كذلك، لفت إلى أنَّه "يوجد بلوكات لُزّمت لشركات ولكنها لم تحضر، والتمديد لهم كان خطأ، وعلى الدولة إيجاد طريقة للضغط عليهم للايفاء بالتزاماتهم، وما يقومون به يندرج تحت خانة الضغط السياسي".

هذا وأعلن سماحته أنَّه "قرّرنا تشكيل ملف داخل حزب الله بكل ما يرتبط بالنفط والغاز في البحر أو في اليابسة، وترسيم الحدود، والمنطقة الاقتصادية الخالصة، وأضفنا إليه كل ما يتعلق بالحدود البرية مع فلسطين المحتلة.

وكشف أنَّه جرى اختيار "الأخ النائب السابق السيد نواف الموسوي مسؤولًا لهذا الملف، ولديه خبرة عالية خصوصًا في هذا الملف".

كذكل ذكر أنَّ "أمريكا وكيان العدو يقولون لنا أنَّهم سيستخرجون من المنطقة المتنازع عليها ولا يمكنكم قول شيء وحتى في المنطقة اللبنانية لا نسمح لكن، هم يجوعون الشعب اللبناني وهذا ما سيؤدي لفقدان الأمن الاجتماعي إضافة الى الانهيار".

وختم السيد نصر الله قائلًا: "يمكننا الحؤول دون الانهيار وفقدان الأمن ولكن هناك مخاطرة موجودة، أما إذا فهم العدو أن هذه قضية وطنية جامعة قد لا نضطر للذهاب نحو المغامرة، فالموقف الرسمي والشعبي الموحد مع عناصر القوة الموجودة في لبنان وعندها أكيدًا سننتصر في هذه المعركة".