وثائق إسرائيلية تؤكد ارتكاب جيش الاحتلال مجزرة صبرا وشاتيلا بأمر من شارون
تاريخ النشر 18:57 18-06-2022 الكاتب: إذاعة النور المصدر: وكالات البلد: إقليمي
65

عرضت صحيفة "يديعوت احرونوت" اتقريراً يكشف وثائق لحكوم العدو تتعلق باجتياح لبنان وتتضمن معطيات حول دور الاحتلال، ومليشيا الكتائب آنذاك، في ارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين واللبنانيين في منتصف أيلول/سبتمبر 1982.

وزير الخرب الإسرائيلي آرييل شارون
وزير الخرب الإسرائيلي آرييل شارون

وكشف الصحفي الإسرائيلي المتخصص في شؤون المخابرات رونين بيرغمان في التقرير عن وثائق قال إنه عثر عليها تؤكد طبيعة دور الاحتلال في مجزرة صبرا وشاتيلا. 

ويقول التقرير ان المسؤولين العسكريين والامنيين الاسرائيليين وقادة حزب الكتائب عملوا معا على تنسيق رواية تبعد عنهم المسؤولية المباشرة عن المجزرة، ويتناقض هذا التقرير كلياُ مع ما تم تسريبه على مر السنوات من اجتماعات رسمية في الكيان كانت تحاول إخفاء الدور الحقيقي لجيش الاحتلال والتنصل بموجبها من المسؤولية عن أحداث كثيرة خلال الاجتياح.

وأشارت "يديعوت احرونوت" إلى أن اجتماعاً سرياً عقد مع قادة ميليشيا الكتائب في قلب بيروت في 19 أيلول/سبتمر 1982، أي بعد يومين من المجزرة في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين. وشارك فيه رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي رفائيل إيتان، وقائد المنطقة الشمالية أمير دروري، ورئيس شعبة "تيفيل" في الموساد المسؤولة عن العلاقات الخارجية مناحيم نيفوت، ورافقتهم حاشية وحراس كثيرون.

وبحسب التقرير، فإن إيتان كان يهدف أثناء الاجتماع إلى تقليص الأضرار "ولم يهتم إيتان بالجانب الأخلاقي، ولم يكن يريد توبيخ قادة الكتائب بسبب ارتكابهم المجزرة (بعدما مكّنتهم "إسرائيل" من دخول المخيمين)، وإنما تنسيق الرواية التي ستُستعرض أمام العالم". 

وقال إيتان لقادة الكتائب إنه يخشى أن تؤدي الضجة العالمية بعد المجزرة إلى انسحاب قوات الاحتلال من بيروت، "ولذلك على أحد منكم أن يشرح الموضوع وبسرعة، وبحيث أنكم شاركتم في المهمة وأن ما حدث كان خارج عن سيطرتكم"، بينما اقترح دروري على الكتائب تبني رواية كاذبة، "والتوضيح أيضا أن هذه ليست سياستكم".

وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من أن دروري كان يعلم جيداً أن الكتائب هم الذين ارتكبوا المجزرة، إلا أنه اقترح "رواية كاذبة، بأن قسما من ضحايا المجزرة على الأقل قُتلوا في حرب داخلية بين سكان المخيمين"، ولخص إيتان النقاش بالقول إنه "أوضحنا موقفنا وهم (الكتائب) سيدرسون الأمر ويقرروا، لكن الحقائق معروفة".

وأشار التقرير إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي في حينه آريل شارون خطط مع إيتان والكتائب لاحتلال بيروت بعملية عسكرية مشتركة، أطلق عليها تسمية "الشرار"، وفي موازاة ذلك تعهد شارون مراراُ للحكومة والكنيست والرأي العام في الكيان أن جيش الاحتلال لن يدخل إلى بيروت أبداُ. وقال إنه "لا أقترح أي هجوم على بيروت، وأي تحرك إلى داخل بيروت"، لكن الأوامر التي أصدرها شارون لقواته، خلال اجتماع في مكتبه في 11 تموز/يوليو 1982، كانت معاكسة: "ينبغي القضاء على القسم الجنوبي (من بيروت الذي تتواجد فيه المخيمات الفلسطينية ومقاتلي منظمة التحرير). يحدد القضاء على كل ما بالإمكان القضاء عليه، وتدميره حتى أساسه".

وتبين وثائق سرية لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) صورة مغايرة لما أدعاه شارون، خاصة بعد مجزرة صبرا وشاتيلا،  ففي وثيقة لـ"أمان" من 23 نيسان/أبريل 1982، حذرت الشعبة جيش العدو من أن "الكتائب يميلون إلى إخفاء حقائق، الكذب، طمس أمور، تقاريرهم تتميز بعدم ملاءمة مع الواقع"، وجاء في وثيقة أخرى، من 30 حزيران/يونيو، أن "مقاتلي الكتائب يستغلون وجود قواتنا من أجل التوغل في مناطق لم تكن تحت سيطرتهم من قبل. ويعتزمون ترسيخ وجودهم وتطهير هذه المناطق من خصومهم. ويوجد تخوف من جانب السكان المحليين من أن يؤدي هذا الأمر إلى تصفية حسابات عنيفة".

وتثبت الوثائق أن "شارون (الذي كان وقتها وزيرا للحرب)، حصل على مصادقة رئيس الحكومة مناحيم بيغن على احتلال بيروت، وتقرر احتلال بيروت بعد أسبوع من إعلان إيتان أنه بقي في العاصمة اللبنانية عدد قليل من أفراد منظمة التحرير الفلسطينية إلا أن شارون ادعى فجأة أن هناك الآلاف" وذلك قبيل مجزرة صبرا وشاتيلا.

وحصل شارون على مصادقة بيغن على احتلال بيروت، لكن الحكومة الإسرائيلية تُبلغ بذلك بعد احتلال بيروت. وتقرر احتلال بيروت بعد أسبوع من إعلان إيتان أنه بقي في العاصمة اللبنانية مكتب وعدد قليل من أفراد منظمة التحرير الفلسطينية. إلا أن "شارون ادعى فجأة أن هناك الآلاف. (إثر ذلك) سمح شارون للكتائب بالدخول إلى مخيمي اللاجئين من أجل تطهيرهما من آلاف المخربين"، ما يعني أن شارون أصدر الأمر للكتائب بارتكاب المجزرة في صبرا وشاتيلا.