السيد نصر الله: كل الخيارات مفتوحة بما يخدم قضيتنا ولن يُمنع لبنان من استخراج حقوقه
تاريخ النشر 22:27 13-07-2022 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
79

أكَّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنَّ من جملة انجازات المقاومة في حرب تموز اسقاط المشروع الأمريكي بالشرق الأوسط الجديد.

السيد نصر الله: كل الخيارات مفتوحة بما يخدم قضيتنا ولن يُمنع لبنان من اسخراج حقوقه
السيد نصر الله: كل الخيارات مفتوحة بما يخدم قضيتنا ولن يُمنع لبنان من اسخراج حقوقه

وأشار السيد نصر الله إلى أنَّ هذه أيام عملية الوعد الصادق والتي بعدها بدأ عدوان تموز وتنتهي بالانتصار الكبير، وتأتي هذه المناسبة مع مضي 40 ربيعًا من عمر مسيرتنا الإيمانية والجهادية، كاشفًا أنَّه سيكون هناك احتفال واحد في شهر آب نجمع فيه خاتمة الـ40 ربيعًا وانتصار تموز إضافة لانتصار الجرود.

وقال: "بعد أحداث 11 أيلول الذي اتخذته أميركا ذريعة لاجتياح المنطقة في أفغانستان والعراق، كانت الخطوة الثانية القضاء على المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان، وبعدها تُعزل إيران لوحدها لاستقاط نظامها ليصبح الكيان الصهيوني هو السيد في الشرق الأوسط".

وبيَّن سماحته أنَّ هذه النسخة أُسقطت والضربة الكبرى لهذا المخطط كانت خلال حرب تموز، ولكن المخططات لا تتوقف وراهنوا بعدها خلال إدارة أوباما على الربيع العربي وأُسقط أيضًا.

وأضاف: "اليوم وصل بايدن إلى الكيان الصهيوني وستظهر الأيام المقبلة إن كان سيكون هناك حلف "ناتو عربي" أو لا".

وشدَّد السيد نصر الله على أنَّ أميركا اليوم هي غير أميركا في الـ2003 والـ2006، فالرئيس الأميركي العجوز هو صورة عن أميركا التي دخلت مرحلة الشيخوخة، فحضورها في الساحة العالمية تراجع جدًا، وتحتل أعلى نسب التضخم، ووضعها الاجتماعي والأمني الداخلي.

ولفت إلى أنَّ الرئيس الأمريكي أتى للمنطقة لاقناع دول الخليج لتصدير كميات أكبر من النفط والغاز أما الكيان الصهيوني فيأتي في المرحلة الثانية، وهي تخوض معركة ضخمة مع الروس ولا تخوض حربًا مباشرة بلس تخوضها بأوكرانيا حكومةً وشعبًا.

ورأى الأمين العام لحزب الله أنَّ من أهم عناصر هذه المعركة هو مقاطعة النفط والغاز الروسي من قبل أوروبا، والولايات المتحدة تولت مسؤولية تأمين البديل لأوروبا، والوقت ضيق بالنسبة لهم لأن الشتاء على الأبواب ويحتاجون لتخزين البديل خلال الصيف، ولذلك بايدن أتى للمنطقة ليرى الدول الخليجية كم تستطيع أن تزيد من الكميات من أجل تأمين البديل لأوروبا.

وأوضح أنَّ "بايدن أعلن منذ قدومه للرئاسة أنه صهيوني وهو القائل ليس بالضرورة أن تكون يهوديًا لتكون صهيونيًا، وكل ما قاله اليوم فور وصوله حول حلّ الدولتين هي مجاملات فقط".

وفي السياق، قال سماحته: "بايدن يعتبر أنه ساهم في الهدنة على اليمن، ولكن الولايات المتحدة هي من تريد العدوان على اليمن أما السعودية فهي أداة، ونتذكر الحصار على قطر، وفي ليلة واحدة استطاعت أميركا فك الحصار، ويستطيع بايدن بكل بساطة بانهاء الحرب عن اليمن ورفع الحصار".

وحول تهديدات العدو، أشار السيد نصر الله إلى أنَّه بعد الحديث عن موضوع الحدود البحرية، وزراء العدو هددوا وتحدثوا ومن بينهم وزير الحرب بيني غانتس، الذي قال أنه سيسير مجددًا إلى بيروت وصيدا وصور، وهو يكذب على نفسه وعلى شعبه بهذا الكلام.

وأضاف: "غانتس لا يجرأ أن يمشي خطوات باتجاه غزة المحاصرة، وإن كان يقيس الأمور منذ 20 أو 30 عامًا، ننصحه بتذكر حرب تموز وخصوصًا محاولتهم دخول بنت جبيل، حينها فتحوا ممرًا للمجاهدين ليتركوا المدينة ولكن حصل العكس ودخلها مقاتلون للدفاع عنها".

وتابع: "من دروس وعبر حرب تموز التي يجب استخلاصها أن البيئة الشعبية في الجنوب هي حاضنة للمقاومة، وتشكيلات المقاومة وإمكاناتها أكبر من أي وقت مضى، وروح المقاومة حاضرة والشعب والجغرافيا معها، وأولا وأخيرا الله معها".

وأكَّد السيد نصر الله أنَّ المقاومة هي القوة الوحيدة التي يملكها لبنان للحصول على حقه في النفط والغاز لاستخراجهما وبيعهما.

ولفت إلى أنَّه "لا يخلتف أحد في الداخل على أنَّ النفط والغاز هما السبيل الوحيد للخروج من الأزمة لأن البلد ذاهب لوضع صعب جدًا والأموال من البنك الدولي لن تحل الأزمة بل وستكون دينًا، بل الحل يكون بمئات المليارات التي هي ملكنا".

وبيَّن سماحته أنَّ "لبنان يستطيع أن يعيق استخراج النفط والغاز من الأراضي الفلسطينية المحلتة وبذلك منعها عن أوروبا بينما هم مستعجلون على هذا الأمر، وأمامنا شهران فقط لان سلطات الاحتلال تتحدث عن استخراج النفط بأيلول"، مشيرًا إلى أنَّه في حال لم نتحرك لترسيم الحدود بأسرع وقت قُبيل أيلول ستكون الأمور صعبة وبكلفة عالية.

وأضاف: "لبنان أحوج ما يكون للحظة كهرباء ولكن الأميركي لا يعطيكم استثناءً من قانون قيصر للاستفادة من الغاز المصري ومضى على وعودهم قرابة عام، فلأجل من سيعطيكم الأفضلية بترسيم الحدود واستخراج النفط؟".

وتابع: "هوكشتاين في الزيارة الأخيرة أتى به أمران وهي حاجة أميركا للنفط والغاز لأجل أوروبا، والأمر الآخر عندما رأى تهديدات المقاومة ولمعرفته بقدراتها في البر والبحر والجو، وقدرتها على تنفيذ تهديداتها".

وأوضح السيد نصر الله أنَّ العدو لديه نقطة ضعف وهو حاجته للنفط والغاز من الكيان الصهيوني، ونقطة قوة لبنان هي مقاومته التي تستطيع التعطيل والمنع، ولبنان إذا ذهب للمفاوضات فيحتاج لأوراق قوته الذاتيه، والمقاومة هي نقطة القوة الوحيدة لهذا البلد.

وتوجّه سماحته للمسؤولين اللبنانيين قائلًا: "المقاومة التي هي نقطة قوتكم الوحيدة استفيدوا منها، وعندما تجلسون مع الأميركي قولوا له أن هؤلاء الناس لا يمزحون ولا سيطرة عليهم، لذلك عليكم اعطاء لبنان حقوقه الطبيعية".

وحول موضوع المسيرات، لفت إلى أنَّ "البعض قال أنّ هذا لعمل حصل خارج الاتفاق، أي اتفاق؟؟ نحن لم نتفق مع أحد ولن نعد أحدًا، ومن يعد الأميركيين بأن المقاومة لن تفعل شيئًا هو يخدعهم ويخدع نفسه".

وأضاف: "البعض قال كيف للمقاومة أن تطلق مسيراتها وهي تقول أنها خلف الدولة، نحن خلف الدولة في الترسيم وهذا لا يعني أن نكون مع أو ضد، ولكنا لسنا خلف الدولة بالضغط على العدو ولم نعد أحدًا بأي شيء".

كما كشف السيد نصر الله أنَّ المقاومة أطلقت مسيرات بأحجام مختلفة وغير مسلّحة، بهدف أن يُسقطها الإسرائيلي، لكي يضرب الطيران صواريخ والبوارج الحربية تتحرك، وذلك لكي يعلم العاملين في تلك المنطقة أن هذه المنطقة غير آمنة.

وأكَّد أنَّه لأول مرة بتاريخ الكيان الصهيوني أطلقت المقاومة ثلاثة مسيرات في آن واحد وزمان واحد وعلى هدف واحد، مبينًا أنَّ لدى المقاومة القدرة على ارسال مسيّرات مسلحة وبأحجام مختلة وبأعداد أكبر.

وتابع سماحته: "رسالة المسيرات تقول بحجمها نحن جديون وأن هذا الملف أساسي وسوف نتدرج في خياراتنا وسنقوم بما يلزم، وهذه الرسالة وصلت للعدو والدليل رد الفعل الإسرائيلي بالميدان، إضافة للاتصالات التي وصلت للدولة اللبنانية ولنا".

وشدَّد الأمين العام لحزب الله على أنَّه "من ناحية القدرة، لدينا قدرات متنوعة في البر والبحر والجو، وكل هذه الخيارات مفتوحة، وكل ما يخدم قضيتنا سنقدم عليه بالحجم والوقت والشكل المناسب، ولبنان يستند لقوة رادعة ومانعة ويجب أن يستفيد منها".

وتوجه إلى اللبنانيين قائلًا: "دعونا لمرة واحدة نكون نحن اللبنانيين على موقف واحد ونسمّع الأميركي والاسرائيلي، ونقول إن لم تعطونا حقوقنا والسماح للشركات بالعمل،ظ فنحن ذاهبين لقلب المنطقة".

وأشار السيد نصر الله إلى أنّه لا يكفي أن نأخذ اعتراف دولي بالحدود البحرية فحسب، بل يجب منح الاذن للشركات التي التزمت بالتنقيب بالعودة إلى عملها، وذلك لضمان حصولنا على نتيجة عملية.

وأوضح أنَّ هناك من يريد تدمير البلد، وأن تقف الناس بالطوابير وأن تقتل بعضها من الجوع، والذهاب إلى الحرب هو أشرف مما يريده العدو لنا.

وأضاف: "نقول للعدو لا تحسب خطأ، ولهوكشتاين والأميركيين لن تخدعوا اللبنانيين، ورسالة المسيرات وصلت".

وأكَّد سماحته المعادلة الجديدة وهي "كاريش" وما بعد "كاريش" وما بعد ما بعد "كاريش"، مشيرًا إلى أنّ المقاومة "تتابع كل الحقول والآبار والمنصات على امتداد الحدود الفلسطينية، إذا أردتم لهذا البلد أن يُمنع من استخراج حقوقه لاستنقاذ نفسه، فلن يستطيع أحد أن يستخرج النفط".