
فرضت المعادلةُ النفطية التي أرساها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله نفسها على ملف ترسيم الحدود البحرية، في ضوء الخطوط الحمراء التي وضعها أمام العدو "الإسرائيلي" في عملية استخراج النفط،
فما تريده المقاومةُ هو أن ينعم لبنانُ بثرواته النفطية والغازية للنهوض بالواقع الاقتصادي المأزوم وإدخال البلد في مصاف الدول المصدّرة للنفط ،داعيةً المسؤولين اللبنانيين الى استغلال هذه القوة على طاولة المفاوضات.
صحيفة "الأخبار" قالت إن الجهات الخارجية المعنية بالملف التزمت الصمت التام، ولم تُسجَّل إلا اتصالاتٌ خجولة من جانب السفارتين الأميركية والفرنسية، وهو ما عزته مصادر رفيعة المستوى إلى حساسية الموقف واستشعار مدى جدية التهديد الذي أطلقه السيد نصر الله، ما يلزم كل الأطراف بالتروّي قبل إطلاق أي موقف.
في غضون ذلك، نقلت أوساط مطّلعة عن مرجعيات رسمية ارتياحها إلى ما ورد في الخطاب، واعتبرت أنه وضع نقطة قوة لبنان في تصرف المفاوض اللبناني بما يضغط على الأميركيين و"الإسرائيليين" لعدم اللجوء إلى تقطيع الوقت.
في الأثناء، قال المبعوث الأميركي في عملية ترسيم الحدود البحرية عاموس هوكشتاين إنه سيواصل عملية التفاوض بين لبنان والكيان الصهيوني بعد عودته من السعودية، مشيراً إلى أنه جرى تقليص بعض الفجوات وإجراء نقاشات جيدة.
وبعد لقائه وزيرة الطاقة الصهيونية كارين الحرار، قال هوكشتاين: "يجب أن يكون هناك اتفاق متبادل بين "إسرائيل" ولبنان، لافتاً إلى أن دور الولايات المتحدة هو المساعدة في التوصل إلى اتفاق، وفق تعبيره.
المسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال إن واشنطن تريد أن تستمر المحادثات بين "إسرائيل" ولبنان بشأن الحدود البحرية وأن تتوقف "التهديدات"، فيما أشارت وسائل إعلام العدو إلى أن "تل أبيب" أبدت لهوكشتاين مخاوفها من أن يصعّد حزب الله ضد منصة كاريش إذا لم يحصل أيّ تقدم في المفاوضات.