
أكد الإمام السيد علي الخامنئي، مساء الثلاثاء، أن "الدول الغربية ولاسيما الولايات المتحدة باتت اليوم أضعف من السابق".
و خلال استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، لفت الإمام الخامنئي إلى أن "رغم جهودها المبذولة وحجم إنفاقها، لكنّ تأثير سياساتها (دول الغرب) في منطقتنا، لاسيما في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، بات قليلاً جداً".
وأشار الإمام الخامنئي إلى أن "القضية المهمة الأخرى، ملف سوريا، واحتلال الأميركيين لمناطق زراعية خصبة ونفطية في هذا البلد، ولا بد من معالجة هذا الأمر من خلال طردهم من هناك"، وشدد على أنّ "القضية السورية مهمّة للغاية"، مؤكداً "موقف الجمهورية الإسلامية الرافض للهجوم العسكري على هذا البلد وضرورة منعه".
ورأى الإمام الخامنئي أن "إيران ليست سعيدة حيال ما يحدث للناس في الحرب، لكن في قضية أوكرانيا ولولا الخطوة الروسية، لقام الطرف الآخر بإشعال فتيل الحرب"، وأوضح أن "دول الناتو لا تعرف حدوداً، وإذا فُتح الطريق أمامها وفي حال لم يتمّ مواجهتها في أوكرانيا، لأشعلت فتيل الحرب بعد فترة بذريعة شبه جزيرة القرم".
وطمأن الإمام الخامنئي إلى أن "التعاون الإيراني الروسي هو طويل الأمد، ويصب في مصلحة كِلا البلدين بشكل كبير"،
ورحّب "بمواقف الرئيس الروسي الأخيرة ضدّ الصهاينة"، مشيراً إلى أنّ "الأميركيين متغطرسون ومخادعون"، وإلى أن "أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفياتي كان الوقوع في فخّ خداع السياسات الأميركية".
وأشاد الإمام الخامنئي بـ"سياسات بوتين الاستقلالية خلال توليه رئاسة روسيا"، متوجهاً إليه بالقول إن "في عهد جنابكم، فإنّ روسيا تحافظ على استقلاليتها".
كما تطرق الإمام الخامنئي إلى "وجوب أن يتمّ إزالة الدولار من التعاملات الدولية شيئاً فشيئاً"، مشدداً أمام الرئيس الروسي على أنّ "هذا أمر ممكن".
بدوره، أكد الرئيس بوتين للإمام الخامنئي أن "لا أحد يرغب بالحرب"، وأنه "يعتبر فقدان الناس أرواحهم مأساةً كبيرة، لكنّ سلوك الغرب لم يُبقِ لنا خياراً سوى الرد".
وأطلع بوتين الإمام الخامنئي على "عوامل وجذور الخلافات بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما الأعمال الاستفزازية للغرب والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة ضد موسكو، بما في ذلك الانقلاب في أوكرانيا"، كما تحدّث عن سياسة "الناتو" التوسعية، مؤكداً أنها استمرّت "على الرغم من التزام موسكو في الفترة السابقة بتجنب أيّ تقدّم نحو دول الناتو".
وكشف بوتين أن "بعض الدول الأوروبية قالت أننا كنا نعارض انضمام أوكرانيا لـلناتو، لكننا وافقنا على ذلك نتيجة ضغوط الولايات المتحدة الأميركية"، مشيراً إلى أنّ "هذا الأمر يعكس افتقار هذه الدول للاستقلالية والسيادة"، ونوه بأنّ "العقوبات الغربية ضد روسيا تعود بالضرر على الغرب نفسه"، مشيراً إلى أن "من نتائجها ارتفاع أسعار النفط وأزمة الأمن الغذائي العالمية".
وحول قضية التعامل بالدولار، رأى بوتين أن "الولايات المتحدة تستغل الدولار لفرض العقوبات ونهب باقي البلدان"، موضحاً أن "هذا السلوك سيؤدّي إلى فقدان ثقة العالم بهذه العملة والتوجّه نحو عملات بديلة"، واعتبر أنّ "روسيا وايران في طور التوصل الى طرق جديدة لتداول العملات المحلية فيما بينهما"، وجزم بأن "اغتيال الفريق قاسم سليماني نموذج من الأعمال الشريرة التي ارتكبها الأميركيون".
كما أثنى بوتين على مواقف الإمام الخامنئي من سوريا والأعمال العسكرية في الشمال السوري، وقال إن "مواقف روسيا تتطابق مع مواقفكم في القضية السورية، ولاسيما الهجوم العسكري على الشمال السوري، ويجب أن تصبح منطقة شرق الفرات تحت سيطرة القوات السورية"، مؤكداً أنّ "إيران وروسيا تحاربان الإرهاب في سوريا بشكل مشترك".