
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مساء الاثنين، أن "التهديدات الإسرائيلية لا قيمة لها"، مشدداً على أن "ننتظر الأيام القليلة المتبقية ونبني على الشيء مقتضاه".
وخلال كلمة له في الاحتفال بساحة عاشوراء بالضاحية الجنوبية لبيروت في ختام احتفاليات مرور 40 عاماً على تأسيس وإنطلاقة حزب الله وذكرى الانتصار الإلهي في 2006 والتحرير الثاني في 2017، ذكّر السيد حسن نصرالله بالعديد من الانجازات التي أنجزت خلال الـ40 عاما ومنها “المشاركة بمواجهة الاجتياح الاسرائيلي الى جانب كل المقاومين وفي مقدمتهم الاخوة في حركة أمل وفي مختلف المناطق، والبدء بعمليات المقاومة من خلال الاسم الجديد المقاومة الاسلامية وإنجاز تحرير العام 2000 بمشاركة كل المقاومين باستثناء ما بتقى من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا”، وشدد على أن "حزب الله لم يصنع التحرير 2000 لوحده بل بالمساهمة مع غيره من القوى المقاومة”، وأشار إلى “المساهمة بتحرير الاسرى اللبنانيين وأخرهم الاسير الشهيد سمير القنطار، ايجاد بنية امنية وعملية للمقاومة وتعميق فكر وثقافة المقاومة عند الناس والاجيال، تأمين الحاضنة الشعبية والسياسية للمقاومة، الصمود الاسطوري بحرب تموز 2006، الانتصار العسكري السياسي والشعبي والادارة المشتركة سياسيا وعسكريا”، وقال “ننوه بدور الرئيس العماد اميل لحود والدور الكبير للاخ الرئيس نبيه بري وتضامن الحلفاء والاصدقاء، من نتائج هذا الصمود الاسطوري يومها اسقاط مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تحدثت عنه مونداليزا رايس”، واوضح “مؤخرا -عندما نتحدث عن الانجازات- دخول المقاومة على خط استعادة لبنان لحقوقه في النفط والغاز في البحر، احياء الامل بالنصر والقدرة عل الحاق الهزيمة بالعدو”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن “في المرحلة المقبلة المطلوب تطوير بنية وقدرات المقاومة والتأكيد على معادلة الجيش والشعب والمقاومة لأنها أثبتت جدواها”، وأضاف أن “المطلوب في المرحلة المقبلة الحفاظ على المقاومة وحضورها وجهوزيتها ولا يتصورن أحد أن الحملات الدعائية والضوضاء والتوهين والاساءات والشتائم والشائعات بمكن أن تفت من عزيمة هذه المقاومة”، وشدد على ان “المطلوب العمل على تحرير بقية الأرض اللبنانية المحتلة”، ولفت الى انه “من المهمات تثبيت معادلات الردع لحماية لبنان ارضا وكرامة وموارد وثروات”، وأعلن الاستعداد "الدائم لمناقشة أي استراتيجية دفاعية وطنية والاتفاق عليها”، وقال إن “الاستحقاق الداهم موضوع النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية لن اتكلم شيئا جديدا فكل ما يجب ان نقوله قلناه وكلنا منتظرون ومن انتظر اكثر من 10 سنين ينتظر اياما معدودة والتهديدات لا قيمة لها وقرارنا وتوجهنا واضح وننتظر الايام القليلة المقبلة ليُبنى على الشيء مقتضاه”، وتابع ما جرى في مثل هذه الايام التحرير الثاني عندما قامت المقاومة وبمساندة اهل البقاع وبعلبك الهرمل وفي المرحلة الاخيرة من خلال المشاركة الهجومية المباشرة للجيش اللبناني في تحرير هذه الجبال والجرود مما ادى الى هذا الانتصار الذي قدمت فيه تضحيات جسام”.
وعن القضية الفلسطينية، قال السيد حسن نصرالله أن “العنوان الثاني هو فلسطين والقضية الفلسطينية، خلال 40 عاما كنا نؤمن بهذه القضية ونعلن التزامنا بها والاصل في استراتيجيتنا الرهان على ثورة ومقاومة الشعب الفلسطيني وعلى الجميع دون استثناء ان يقدم له العون”، وتابع “خلال 40 عاما تبنينا قضايا اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات ومتابعة حقوقهم وسنواصل الوقوف الدائم الى جانب اخواننا الفلسطينيين”، وأكد أن “واجهنا ورفضنا كل أشكال التطبيع ودعونا كل أحرار العالم الى عدم التطبيع مع هذا الكيان العـنصري الوحشي”.
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن “ذهابنا الى سوريا ووقوفنا الى جانب القيادة السورية والجيش السوري وبقية الاصدقاء ويوماً بعد يوم نزداد قناعة بصحة خيارنا الذي اتخدناه”، وذكّر بأن “الجزء الأكبر من سوريا أمن وأمان والناس تستطيع العودة”، وتابع “حتى الآن بسبب الضغوط السياسية الأميركية ومراعاة لدول اقليمية في المنطقة الحرف الأول من اسمها السعودية موضوع معالجة العلاقات بين لبنان وسوريا لا يتقدم”، واكد “سنبقى نعبر عن مواقفنا وتضامنا مع الشعوب العربية في المستقبل وجاهزون لتحمل التبعات لأن هذا موقف حق وتضامن يجب أن يعبر عنه”، واضاف “ساهمنا ضمن امكاناتنا بمحاربة داعـش في العراق واذا تعرض العراق لذلك مرة جديدة وطلب منا كما في السنوات الماضية لن نتردد في أن يذهب قادتنا واخواننا ليقاتلوا جنبا الى حنب مع اخواننا هناك”، وشدد على ان “ايران هي القوة الاقليمية الكبرى التي يستند اليها جميع المقاومين والمظلومين في المنطقة”.
وكشف السيد حسن نصرالله أن “حزب الله كان مساهما في تكوين وتشكيل محور المقاومة ونحن جزء منه وسنبقى جزءا منه ونراهن عليه كمحور للقوة القادرة على مواجهة مشاريع الهيمنة والاحـتلال والتسلط”، وتابع “خلال 40 عاما في لبنان تجنبنا الانزلاق الى أي حرب أهلية أو فتنة مذهبية وهذا ما كان يحضر للبنان في 2005 لكن تعاونا مع القوى السياسية لمنع ذهاب لبنان الى حرب وفتنة مذهبية وهذه كانت حيثية التحالف الرباعي”، وأكد “لن ننجر ولن نذهب الى اي حرب أو فتنة مذهبية وهذا يحتاج الى حكمة وصبر وبصير”، وتابع “آخر مشهد كان مؤلما وخطيرا جدا هو مشهد الشهداء في الطيونة والذي وضع لبنان أمام حرب أهلية لولا أن أهل الشهداء واحزاب الشهداء تحلوا بالصبر والبصيرة”، ولفت الى “هناك في مكان ما في غرفة سوداء ما من يعمل لجر المقاومة لصدام الجيش اللبناني وهذا مشروع أميركي دائم”، وذكّر انه “في تصفية الحساب 1993 هناك من أراد ارسال الجيش لينتشر في جوار جيش الاحتلال الذي يحتل ارضا لبنانية وكان القرار اذا لم تتجاوب المقاومة اضربوها يومها قيادة الجيش رفضت وهذا يسجل منذ البداية للعماد اميل لحود”، وشدد انه “على الاطلاق لا يمكن أن نتهم قائد الجيش الذي رفض مواجهة المقاومة في الجنوب أنه يطلق النار عليها في جسر المطار”.
وقال الأمين العام لحزب الله إن “الضاحية بوعيها وبصيرتها وأحزابها والعشائر فيها منعت الفتنة”، وتابع “في الداخل اللبناني خلال 40 عاما أقمنا صداقات وتحالفات مع العديد من القوى الاسلامية وكنا حريصين على علاقاتنا وصداقاتنا وسنبقى حريصين”، وأكد “سنبقى نعزز مشاركتنا في الانتخابات النيابية وحضورنا النيابي وشاركنا في الانتخابات البلدية وخلال كل السنين الماضية كنا نساهم في ادارة عدد كبير من البلديات”، واضاف “سنبقى حريصين على التفاهم مع التيار الوطني الحر وتعزيزه وتطويره”، واكد “حريصون أن تكون العلاقة القائمة بين أمل وحزب الله دائمة هي علاقة تكامل وتعاون وتوحد خصوصا في الملفات الكبرى والاساسية”، واوضح انه “من جملة انجازات 40 عاما الانتقال بالعلاقة بين حزب الله وحركة أمل من موقع سلبي الى موقع ايجابي جدا هو موقع التعاون والتنسيق وصولا الى مرحلة التكامل”.
ولفت السيد حسن نصرالله إلى أن حزب الله “سيواصل الحضور في الحكومات مستقبلا لنفس الظروف والأسباب وللدفاع عن مصالح الناس ولأجل ما تبلور لدينا من رؤية سياسية للوضع الداخلي”، وذكّر “قبل 2006 كانت لنا مواقف معروفة من السياسات الاقتصادية والمالية المتبعة وكنا غالبا لا نعطي الثقة ولكن كنا دائما مستعدين للتعاون”، وتابع “منذ سنوات عديدة وخصوصا في الوثيقة السياسية عام 2009 حسمنا رؤيتنا حول الخيارات: لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه وبناء الدولة العادلة والقادرة”، واكد “نؤمن بقوة بمبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية بين مختلف المكونات بعيدا عن الاستئصال والالغاء ونتطلع الى دولة سيدة مستقلة حقيقية وفي قراراتها لا تخصع لا لسفارة أميركية ولا لأي هيمنة خارجية”، وأشار الى انه “يبدو أن مستوى تدخل السفارة الأميركية في تفاصيل في الوزارات اللبنانية أكثر من اي وقت مضى ويُلتزَم ويُخضَع لها”.
وطمأن الأمين العام لحزب الله إلى أن “سنكمل في خدمة الناس في كل الاطر والمؤسسات والمناطق رغم الحصار والعقوبات والضغوط والتهديد لكل من يتبرع لنا بمال وسنعزز مؤسساتنا وخدمة الناس عندنا اساس وأصل ومن أعظم العبادات”، وتابع “نحن الآن في قلب المخاطرة وهذا يعبر عن مدى التزامنا في هذه المشاهمة لانقاذ الوضع المعيشي والاقتصادي للبنانيين”.
وتطرق السيد حسن نصرالله إلى موضوع مواجهة التطبيع فأشار إلى أن “اليوم التحقت فتاة لبنانية شابة بزميلها شربل ابو ضاهر، الفتاة نادية قاسم فواز من بلدة شحيم بطلة لبنان بالشطرنج في مهرجان أبو ظبي انسحبت مقابل اللاعب الاسرائيلي”، واكد “هؤلاء الشباب نحن نفتخر بهم ونراهن عليهم كثيرا”، وتابع “كل الشعب اللبناني الذي يُجمِع على أن اسرائيل عـدو يجب أن يفتخر بشربل وناديا”.
وكان الأمين العام لحزب الله ذكّر بـ"الإلهام الكبير الذي قدمه الشهيد الكبير سماحة السيد محمد باقر الصدر”، وأضاف “نوجه التحية والسلام الى روح الامام الخميني على ما ألهم”، وقال “كما نخص بالذكر سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر أعاده الله بخير لأنه كان المتصدي الأكبر والأول للشأن العام وتأسيس وقيادة المقاومة”، ونوه “بجهود علمائنا الكبار وكل علمائنا في ساحتنا الاسلامية الذين نشروا الوعي وأمروا بالمعروف”.
وشكر السيد حسن نصرالله “الاخوة والاخوات القائمين على احتفالية أبجدية النصر، هذا العمل الفني وهي مبادرة وخطوة جيدة نشجعهم عليها والحمد الله رغم التأخير كانوا موفقين”، وتابع “أشكر جميع الاخوة والاخوات الذين جهدوا على مدى شهرين في تقديم صورة واقعية ومشرقة وغير مبالغ فيها عن عطاءات وجهود وتضحيات كل العاملين والعاملات والمجـاهدين والمجـاهدات في هذه المسيرة المباركة”، واضاف “على مدى شهرين الاخوة والاخوات في كل مؤسسات حزب الله عملوا على شرح الجوانب المتعددة من تاريخ هذه المسيرة خلال 40 عاما من عطاءاتها في المجالات المختلفة”، قال “نعتذر عن التاخير الذي حصل في بداية الاحتفال ونشكر صبركم ونشكر الاخوة الذين عملوا في هذه الاحتفالية”.